نافذة على أوراسيا: بوتين يرسم ‘خطوطه الحمراء’ عبر الفضاء ما بعد السوفياتي

الخميس، 27 مارس/آذار، 2014

نافذة على أوراسيا: بوتين يرسم ‘خطوطه الحمراء’ عبر الفضاء ما بعد السوفياتي

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي
01 أبريل/نيسان 2014
ستاونتون، 27 مارس/آذار – لقد تحدثت القوى الغربية طويلا عن “خطوط حمراء” في سوريا وفي أماكن أخرى، إجراءات أو أحداث يقولون انّها أشارت غلى أنّها تؤكد قلقهم وتشير إلى ماذا سيتصرفون. الآن، فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشيء نفسه، وتؤكّد “خطوطه الحمراء” أن تحركاته في أوكرانيا هي جزء من برنامج الكرملين الّذي هو أكبر من ذلك بكثير .
في مقال في صحيفة فزغلياد (Vzglyad)، ومعنون رمزيا، “ليس فقط أوكرانيا”، يشير الصحفي المقيم في موسكو يفغيني كروتيكوف (Yevgeny Krutikov) إلى أن بوتين قال الآن أن “الغرب قد عبر خطاً”، الّذي هو في النّهاية مؤشر آخر على أنه وضع هكذا خطوط ويجب على الغرب أن يأخذها في عين الاعتبار (vz.ru/politics/2014/3/25/678423.html).
يكرس كروتيكوف مقاله إلى حيث وجود هذه الخطوط. ووفقا له، فإنها تشمل أي مزيد من التوسع للناتو شرقاً، وخاصة فيما يتعلّق بجورجيا وأوكرانيا، بهدف تطويق روسيا. بدلا من ذلك، فإن أول “خط أحمر” لبوتين هو أنّه يجب أن تحتفظ كل من أوكرانيا وجورجيا والسويد وفنلندا بِ”وضعهم المحايد {كدول عازلة}”.
وخط أحمر ثانٍ لبوتن يتعلق بجورجيا على وجه الخصوص. حيث يقول كروتيكوف أن موسكو ليست مهتمة في استعادة علاقات طبيعية مع جورجيا، لأنها سوف تصر على “الحفاظ على الوضع المستقل لكلٍ من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية كجزء من الأسس العامّة للسّياسة الدّولية”، وهو الشيء الّذي من شأنه أن يعيق حلف شمال الاطلسي والتّوسّع الغربي هناك.
و”خط أحمر” ثالث لبوتين هو في دول البلطيق. يصر كروتيكوف على ان روسيا ليس لديها خطط لِ”زعزعة استقرار” الوضع في “اتجاه البلطيق”. إن اقتصادات جمهوريّتي لاتفيا واستونيا، كما يقول، هي “نكتة واقعيّة” وفرض عقوبات على روسيا سوف يضر بهم بشدّة .
“بالنسبة للفيدراليّة الروسية”، يقول الصحفي في “فزغلياد”، إن خطاً احمراً قد ينشأ إذا كانت هناك محاولة لتقوية تجمع حلف شمال الاطلسي في المنطقة مع قوات هجومية عالية الكفائة وزيادة في مدى العمل”، وهو شيء تعتقد موسكو بأنّه “سيكون انتهاكا للإتفاقيات الدّوليّة”.
بالإضافة إلى ذلك، يزيد الكاتب، فإن موسكو ستأخذ في عين الإعتبار “أي إجراءات غير ودية” و”غير مقبول على الاطلاق” من قبل كلٍ من ليتوانيا و بولندا نحو كالينينغراد أو نحو الملاحة وأعمال التجارة الرّوسيّة الأخرى في منطقة بحر البلطيق .
و”خط أحمر” رابع لبوتن يمكن أن يكون أي تلاعب في أسعار النفط والغاز يهدف إلى معاقبة روسيا باعتبارها مُصدّراً رئيسياً. ومن غير المرجح أن يتم تجاوز ذلك الخط ، كما يقول كروتيكوف، لأن أي تحركات في هذا الاتجاه من شأنها أيضاً أن تضر أولئك الذين بدأوا مثل هذا العمل.
وخط خامس كهذا، يكمل، سيكون تهديدا أو إجراءاً أمريكياً أو غربياً تجاه ضد أي من حلفاء روسيا في جميع أنحاء العالم مثل سوريا. و”مهاجمة الضعيف هو تكتيك قديم قدم العالم”، ولكن إذا فعل الغرب ذلك في هذه الأزمة الحالية، فإن بوتين سوف يعتبر ذلك “خطاً أحمراً” آخر قد انتهك.
و”خطاً أحمراً” سادساً لبوتين هو أي عمل إرهابي على أراضي الفيدراليّة الرّوسيّة بحيث يمكن لموسكو أن تجد “أثراً” لتاثير أمريكي عليه، وبالتالي تعتبر الولايات المتحدة مسؤولة عن ذلك.
وسابع هو العسكرة الإضافية لمنطقة القطب الشمالي بهدف الحد من هيمنة روسيا هناك.
وثامن هو الدفع الأمريكي نحو مزيد من تخفيض الترسانة النووية على المستويين الاستراتيجي والتكتيكي، وهو مسعى يقول عنه كروتيكوف بأن الكرملين يرى فيه جزء من جهد عام لإضعاف القوّة الرّوسيّة.
وخط تاسع هو الدعم الأمريكي لِ”طابور خامس” من شخصيات المعارضة في الفيدراليّة الروسية وخصوصا أي تشجيع لمظاهرات ضد نظام بوتين.
من الواضح، فإن هذه هي قائمة بأمنيات بوتين، ومن الواضح أيضاً وعلى قدم المساواة فإن “الخطوط الحمراء” تفرض فقط من قبل بعض القادة ليتم انتهاكها أو تجاهلها من قبل آخرين. ولكن هذه القائمة كافية للإثبات لأي شخص لا يزال غير مقتنع بأن زعيم الكرملين لديه جدول أعمال أكبر بكثير من “أوكرانيا فقط”، وهي الأجندة الّتي من شأنها أن تقوض تماما تسوية عام 1991، وحتى تلك لعام 1945.
المصدر:
Share Button

نافذة على أوراسيا: بوتين يرسم ‘خطوطه الحمراء’ عبر الفضاء ما بعد السوفياتي

الخميس، 27 مارس/آذار، 2014

نافذة على أوراسيا: بوتين يرسم ‘خطوطه الحمراء’ عبر الفضاء ما بعد السوفياتي

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي
01 أبريل/نيسان 2014
ستاونتون، 27 مارس/آذار – لقد تحدثت القوى الغربية طويلا عن “خطوط حمراء” في سوريا وفي أماكن أخرى، إجراءات أو أحداث يقولون انّها أشارت غلى أنّها تؤكد قلقهم وتشير إلى ماذا سيتصرفون. الآن، فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشيء نفسه، وتؤكّد “خطوطه الحمراء” أن تحركاته في أوكرانيا هي جزء من برنامج الكرملين الّذي هو أكبر من ذلك بكثير .
في مقال في صحيفة فزغلياد (Vzglyad)، ومعنون رمزيا، “ليس فقط أوكرانيا”، يشير الصحفي المقيم في موسكو يفغيني كروتيكوف (Yevgeny Krutikov) إلى أن بوتين قال الآن أن “الغرب قد عبر خطاً”، الّذي هو في النّهاية مؤشر آخر على أنه وضع هكذا خطوط ويجب على الغرب أن يأخذها في عين الاعتبار (vz.ru/politics/2014/3/25/678423.html).
يكرس كروتيكوف مقاله إلى حيث وجود هذه الخطوط. ووفقا له، فإنها تشمل أي مزيد من التوسع للناتو شرقاً، وخاصة فيما يتعلّق بجورجيا وأوكرانيا، بهدف تطويق روسيا. بدلا من ذلك، فإن أول “خط أحمر” لبوتين هو أنّه يجب أن تحتفظ كل من أوكرانيا وجورجيا والسويد وفنلندا بِ”وضعهم المحايد {كدول عازلة}”.
وخط أحمر ثانٍ لبوتن يتعلق بجورجيا على وجه الخصوص. حيث يقول كروتيكوف أن موسكو ليست مهتمة في استعادة علاقات طبيعية مع جورجيا، لأنها سوف تصر على “الحفاظ على الوضع المستقل لكلٍ من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية كجزء من الأسس العامّة للسّياسة الدّولية”، وهو الشيء الّذي من شأنه أن يعيق حلف شمال الاطلسي والتّوسّع الغربي هناك.
و”خط أحمر” ثالث لبوتين هو في دول البلطيق. يصر كروتيكوف على ان روسيا ليس لديها خطط لِ”زعزعة استقرار” الوضع في “اتجاه البلطيق”. إن اقتصادات جمهوريّتي لاتفيا واستونيا، كما يقول، هي “نكتة واقعيّة” وفرض عقوبات على روسيا سوف يضر بهم بشدّة .
“بالنسبة للفيدراليّة الروسية”، يقول الصحفي في “فزغلياد”، إن خطاً احمراً قد ينشأ إذا كانت هناك محاولة لتقوية تجمع حلف شمال الاطلسي في المنطقة مع قوات هجومية عالية الكفائة وزيادة في مدى العمل”، وهو شيء تعتقد موسكو بأنّه “سيكون انتهاكا للإتفاقيات الدّوليّة”.
بالإضافة إلى ذلك، يزيد الكاتب، فإن موسكو ستأخذ في عين الإعتبار “أي إجراءات غير ودية” و”غير مقبول على الاطلاق” من قبل كلٍ من ليتوانيا و بولندا نحو كالينينغراد أو نحو الملاحة وأعمال التجارة الرّوسيّة الأخرى في منطقة بحر البلطيق .
و”خط أحمر” رابع لبوتن يمكن أن يكون أي تلاعب في أسعار النفط والغاز يهدف إلى معاقبة روسيا باعتبارها مُصدّراً رئيسياً. ومن غير المرجح أن يتم تجاوز ذلك الخط ، كما يقول كروتيكوف، لأن أي تحركات في هذا الاتجاه من شأنها أيضاً أن تضر أولئك الذين بدأوا مثل هذا العمل.
وخط خامس كهذا، يكمل، سيكون تهديدا أو إجراءاً أمريكياً أو غربياً تجاه ضد أي من حلفاء روسيا في جميع أنحاء العالم مثل سوريا. و”مهاجمة الضعيف هو تكتيك قديم قدم العالم”، ولكن إذا فعل الغرب ذلك في هذه الأزمة الحالية، فإن بوتين سوف يعتبر ذلك “خطاً أحمراً” آخر قد انتهك.
و”خطاً أحمراً” سادساً لبوتين هو أي عمل إرهابي على أراضي الفيدراليّة الرّوسيّة بحيث يمكن لموسكو أن تجد “أثراً” لتاثير أمريكي عليه، وبالتالي تعتبر الولايات المتحدة مسؤولة عن ذلك.
وسابع هو العسكرة الإضافية لمنطقة القطب الشمالي بهدف الحد من هيمنة روسيا هناك.
وثامن هو الدفع الأمريكي نحو مزيد من تخفيض الترسانة النووية على المستويين الاستراتيجي والتكتيكي، وهو مسعى يقول عنه كروتيكوف بأن الكرملين يرى فيه جزء من جهد عام لإضعاف القوّة الرّوسيّة.
وخط تاسع هو الدعم الأمريكي لِ”طابور خامس” من شخصيات المعارضة في الفيدراليّة الروسية وخصوصا أي تشجيع لمظاهرات ضد نظام بوتين.
من الواضح، فإن هذه هي قائمة بأمنيات بوتين، ومن الواضح أيضاً وعلى قدم المساواة فإن “الخطوط الحمراء” تفرض فقط من قبل بعض القادة ليتم انتهاكها أو تجاهلها من قبل آخرين. ولكن هذه القائمة كافية للإثبات لأي شخص لا يزال غير مقتنع بأن زعيم الكرملين لديه جدول أعمال أكبر بكثير من “أوكرانيا فقط”، وهي الأجندة الّتي من شأنها أن تقوض تماما تسوية عام 1991، وحتى تلك لعام 1945.
المصدر:
Share Button

نافذة على أوراسيا: دوغين يقول للانفصاليّين في أوكرانيا ماذا يفعلون تالياً

الثلاثاء 1 أبريل/نيسان، 2014

نافذة على أوراسيا: دوغين يقول للانفصاليّين في أوكرانيا ماذا يفعلون تالياً

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي
09 ابريل/نيسان 2014

ستاونتون، 1 نيسان/أبريل – ألكسندر دوغين، مختص بشؤون أوراسيا والمقرّب من الكرملين، قال للإثنيّين الروس في أوكرانيا بأنّه يجب عليهم أن لا يتعاونوا مع كييف في أي شكل من الأشكال، ويجب عليهم أن يكونوا على استعداد بأن “يعملوا بتطرّف”، حتى النقطة التي تشعل حرباً أهلية في هذا البلد، وأن موسكو ستدعمهم لأنها تؤيد “استقلال جنوب شرق – أوكرانيا”.

قبل ثلاثة أيام، أدلى دوغين بتلك التعليقات عبر سكايب إلى زوجة بافيل غوباريف (Pavel Gubarev) الذي اعتقلته أجهزة الأمن الأوكرانية لأنشطته الإنفصالية. وقد التقط ذلك من خلال الإنترنت، وأصبح أمراً يثير ضجة كبيرة على مواقع الأوكرانية (by24.org/2014/03/30/skype_instructions_for_ukrainian_separatists_from_moscow_captured/ و aboutru.com/2014/03/dugin/).

يجدر التأكيد أن دوغين الذين غير موقفه من صف المعارضة الراديكالية الروسية قبل عام 2000، وأصبح أحد الموالين للكرملين عندما جاء فلاديمير بوتين الى السلطة، وهو الّذي جاءت تصريحاته الاخيرة حتى كتصريحات بوتين ومسؤوليه الّذين كانوا يعلنون بأنّ ليس لديهم خطط أخرى للتقدم في أوكرانيا.

لا دوغين ولا الكرملين أكدا هذه الكلمات، ولم يتبرأ منها أي منهما أيضاً، في إشارة إلى أن أحدهما أو الآخر أو كلاهما مهتمان في مواصلة زعزعة استقرار أوكرانيا حتى مع قول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري بان موسكو تريد تحقيق استقرار للوضع .

العديد من بيانات دوغين المحددة تستحق أن يركز عليها. الأوّل، يقول دوغين أن “جميع السياسيين المحليين الذين يوافقون على المشاركة في الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا االمقرّر إجراؤها في 25 مايو/أيار سيجري إعتبارهم من الآن فصاعداً من الخونة”، وأضاف أن هذا يشمل الناس في الحزب الموالي لروسيا، حزب الأقاليم.

الثاني، يقول دوغين أن “الانفصاليين يجب أن لا يحاولوا إيجاد لغة مشتركة مع السلطات الجديدة في كييف لكن بدلاً من ذلك أن يقوموا بِ”التصرف بشكل راديكالي”، وهو التعليق الذي يراه الكثيرين بوصفه نداءاً لبدء الحرب الأهلية في ذلك البلد ضد الحكومة الحالية.

والثالث، مضيفاً إلى مثل هذه المخاوف، يصر دوغين أن “الكرملين يميل للنضال بشكل حاسم من أجل استقلال جنوب – شرق أوكرانيا”، الّذي بالكاد يتفق مع تصريحات موسكو ولكن بما يتفق بوضوح مع سياساتها.

كما لاحظ زعيم سياسي بريطاني في ذلك الوقت في ميونيخ، في كلمات قد تأتي لتلازم بعض السياسيين المعاصرين، “سياسة هتلر واضحة تماما: انه ببساطة يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر”، ويتوقع من الآخرين أن يقبلوا ذلك على أنّه الواقع الجديد اذا كانوا يريدون السلام والاستقرار في عصرنا.

المصدر:
Share Button

نضال روسيا ضد الإستعمار

نضال روسيا ضد الإستعمار

تقديم: كيركو بانانن (Kerkko Paananen)

ترجمة: عادل بشقوي

31 أكتوبر/تشرين الثّاني 2012

“ينبغي اعتبار نظام [الرئيس الروسي فلاديمير] بوتين كقوة استعمارية”، حسبما كتب ألفريد كوخ، النائب السابق  لرئيس وزراء روسيا في عهد الرئيس بوريس يلتسين، على صفحتة على الفيسبوك. “كل الدلائل على وجود نظام إستعماري هناك لأيٍ كان أن يراها”، كما أشار.
“أولا، النظام يعتبر السكان باعتبارهم سُذّجاً، جمهور من الهمج،الذين لا يمكن أن يُتركوا لوحدهم، خشية أن يُمزّقوا بعضهم البعض إرباً إرباً”، قال السيد كوخ.
“ثانيا، كان النظام لا يهمه سوى ذلك الجزء من السكان الذي يعيش في المناطق الغنية بالموارد الطبيعية وفقط إلى الحد الذي يمكن أن يستخدم السكان لاستخراج تلك الموارد”، كما أوضح.
“ثالثا، تجاهل النظام كلّياً وبشكل علني كل المطالب الشعبية من أجل الحصول على الحكم الذاتي على أساس أن ’نحن في المنزلة العليا لدينا رؤية أفضل‘ لما كان ضروريا حقا”، أشار السيد كوخ.
“رابعا، كانت سياسة النظام الخارجية والإيماءات العسكرية غير متضافرة مع المصالح الفعلية للسكان المحليين، لكن كانت بدلا من ذلك موجّهة تماما لخدمة مصالح القوى الاستعمارية نفسها”، على حد قوله.
“وبالمثل، كان من المستحيل أن تشرح لشعب الهند لماذا كان على جنودهم القتال في الحربين العالميتين الأولى والثانية وما الضرر، على سبيل المثال، الّذي شكّلته الإمبراطورية النمساوية – المجرية أو ألمانيا للهند”، حسب مقارنة السيد كوخ.
“ويبدو بعد ذلك أن الأساليب للصّراع ضد هكذا نظام كان لا بد من العثور عليها في ترسانة الحركات المناهضة للاستعمار”، كما اقترح السيد كوخ. “ينبغي للمرء أن يدرس عن كثب إجراءات  الهند والمؤتمر الوطني الافريقي“.
“ولا سمح الله، الكفاح الجزائري من أجل الاستقلال“، حسبما خلص السيد كوخ.

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=491582504208813&id=100000712037223

المصدر: فنروس فورم (FINROSFORUM)

Share Button
!لا لوصاية الجمعية الشركسية العالميّة

!لا لوصاية الجمعية الشركسية العالميّة

لا لوصاية الجمعية الشركسية العالميّة!

ترجمة: عادل بشقوي
09 ابريل/نيسان 2014
الجمعية الشركسية العالمية (ICA ) لا تعمل. المشكلة ليست في الضعف التنظيمي مثل عدم توفّر المال أو الموظفين. المشكلة الرئيسية تكمن في أن الجمعية الشركسية العالمية تحت وصاية نخبة بيروقراطية. وتضع الجمعية الشركسية العالمية كذلك الشتات الشركسي تحت الوصاية. الفشل الذريع لسوتشي عام 2014 والمأساة السورية وضّحت هذه الصورة. وهل يمكن إنكار هذه الوصاية في الذكرى المائة والخمسين للإبادة الجماعيّة والإبعاد عن الوطن؟
أنشئت الجمعية الشركسية العالمية في عام 1991. وقامت بعمل عظيم في السنوات الّتي دعيت ثيرميدور الروسية. وفي عام 2000، عندما عبرت روسيا إلى البونابارتية، كان قد تمّ “تأميمها”. الجمعية الشركسية العالمية لم تعد منظمة “مدنيّة” تقوم على حماية مصالح الشركس في العالم .

كان واجبها حماية الوضع الراهن في الشتات الشركسي .

وحتّى لو كان قد تم تفريغها من محتواها، فإن وجود الجمعية الشركسية العالمية على أرض الفيدراليّة الروسيّة (RF ) كان قد منح موسكو ارتياحاً نفسياً. ومن وجهة نظر الغفلة السائدة (الشاردة)، يمكن أن ينظر إليها على أنها مركز قانوني وشرعي للعالم الشركسي في الفيدرالية الروسية.

في الواقع، كانت الجمعية الشركسية العالمية منظمة قائمة في شركيسيا، ولكنها تخدم مصالح النّخبة البيروقراطية.

إن استراتيجية وضع الوصاية على العالم الشركسي تمتد جذورها إلى سنوات الحرب الباردة. وفي بداية الخمسينيات من القرن الماضي، بدأت محطات الراديو السوفياتيّة تبث الدعاية وتقول بأنّ “الشّعب الشّركسي بعث من جديد نتيجة لثورة أكتوبر”.

وكان الغرض الرئيسي من ذلك هو تبديل حب الشتات الشركسي لوطنه، والّذي تم توارثه من جيل إلى جيل، نحو التعاطف مع النظام السوفياتي. في ظروف الحرب الباردة، كان الوطن قد سبق الشتات القروي الشركسي حيث كان فيه الجمعيات الثقافية باعتبارها الشكل الأكثر تطورا من التنظيم.

سقط الاتحاد السوفياتي، وقد تحوّلت الفيدراليّة الروسيّة إلى الاقتصاد الرأسمالي، ولكن دولتها الكبيرة التي اعتادت أن تضع الشتات الشركسي تحت الوصاية لم تخفي ذلك أبدا. من الماضي إلى الحاضر، كان الموضوع الوحيد الذي لم ينقطع أبدا مع الماضي هو استمرار المصالح الجيوسياسية.

و”بالنظر إلى السنوات الأربع عشرة الماضية”، فإنه من غير الممكن الإجابة على سؤال “منظّمة من هي الجمعية الشركسية العالمية؟” كما “الأغلبية الصامتة”. 
كان الناس القريبين من الجمعية الشركسية العالمية ينظرون إلى حدث الشّتات المتمثل بالإنتقادات الحقيقية بانها تدخلا في الشؤون الداخلية للوطن؛ وعلاوة على ذلك فقد بحثوا عن مؤامرة غربية وراء ذلك.
ماذا عن قيام الجمعية الشركسية العالمية بِ”إدارة” الشتات — دعونا لا نقول “تصميم” — ؟ أو أنّه حق طبيعي غير قابل للجدل في الوطن (قد يقرأ المرء ذلك على أنه الوضع الراهن) لِ”إدارة” الشتات؟ فيما يتعلّق برئيس في الوطن، إنه ممكن اجتماعيا (إذا كان لديه نية لِ ..) لفهم الديناميات المعقدة في الشتات؟ خصوصا، إذا كان عضوا في النّخبة البيروقراطية؟ لمن تعتقدون سوف يقدّم الولاء؟ 
اتّخذت الجمعية الشركسية العالمية قرارا خاطئا في سوتشي — 2014؛ فهم لم يأخذوا بعين الاعتبار حساسية الشعب الشركسي والتي كان من المفترض أن يمثلون. لقد عزلت نفسها من أجل المصالح والتلاعب من قبل البيروقراطية النّخبويّة.

إن العقلية الّتي يعملون في نطاقها قد اختصروا الشعب الشركسي في واجهات عرض متحف سوتشي للفنون كموضوع فولكلوري. إنهم لم يعتبروا المطالب الديمقراطية للشعب الشركسي، الذي اعتبروه شعباً عريقاً. لأنه لم يكن هناك أي مطالب تاريخية وسياسية لهذا الشعب .

رفعت المأساة السورية وعي الشعب الشركسي. سوريا الآن هي قضية سياسية للشركس. والشركس الذين يعيشون في بلدان مثل تركيا والأردن فهموا أن أبواب الوطن لن تكون مفتوحة لهم في حال كانوا يعيشون كارثة مشابهة لهذه.

دعوة إلى الشتات الشركسي !
1. يجب على منظمات الشّتات فسخ الإشتراك في الجمعية الشركسية العالمية!
2. يجب إقامة منظّمة تضامن عالميّة بين الشّتات وشركيسيا!
3. حتّى تفتح أبواب الوطن للاجئين الشّركس من سوريا، يجب أن يلتئموا في بلد آمن!
4. مركز هذه المنظمة يجب أن يكون في بلد ومدينة ملائمة للنشاط السّياسي!
5. منظّمة عالميّة جديدة يجب عليها أن لا تتخلّى عن الطّابع “الإجتماعي” والديمقراطي والسّلمي!
6. يجب أن تكون المنظمة العالمية شفافة ومفتوحة للتّدقيق من قبل الشّعب الشّركسي!
7. يجب التّركيز على “التّسييس” و “التّضامن” للسنوات الخمس القادمة!
8. يترتّب على المنظّمة العالميّة أن تجعل الشّتات جاهزاً للعودة إلى الوطن!
9. يجب أن يعلن للعالم عن كل المشاكل السّياسيّة وانتهاكات حقوق الإنسان وتدمير البيئة والفساد في الوطن!
10. يجب بحث القضية الشّركسيّة على المستوى الدّولي!
11. يجب أن تبنى السّياسة الشّركسيّة على نطاق عالمي!

دعونا نحوّل “عام الحداد” إلى إنبعاث ونضال! في عام 2014، في الذكرى المائة والخمسين للإبادة الجماعية الشركسية والإبعاد، كخطوة أولى إلى علاقة مساواة مع شركيسيا، دعونا نقول “لا” لوصاية الجمعية الشركسية العالمية!

7 أبريل/نيسان 2014
وطنيوا شركيسيا (PATRIOTS OF CIRCASSIA)
المصدر: 
Share Button