شكراً إلى جورجيا

شكراً إلى جورجيا

برلمان جورجيا
تبليسي، جورجيا

Tbilisi, Georgia

Rustaveli Avenue, 8

سيادة رئيس مجلس النواب الجورجي المحترم،

حضرات نواب الرئيس الأفاضل،

السّادة حضرات روؤساء لجان “الشّوؤن الخارجيّة” و”الشتات وقضايا القوقاز” و”حقوق الإنسان  والتكامل المدني” و”التعليم والعلوم والثقافة” و”القضايا القانونيّة” البرلمانية وأعضائها المحترمون،

حضرات نواب مجلس النواب الجورجي الموقّرون.

نستهل هذا الخطاب بإرسال التحيات الحارّة لسيادة رئيس جمهورية جورجيا الأفخم السيد ميخائيل سكاشفيلي ولحكومة جورجيا الصديقة وللشّعب الجورجي العظيم…

كانت شركيسيا في يوم العشرين من مايو/أيار 2011 وهو على مشارف يوم انتهاءالسنة المائة وسبعة وأربعون على انتهاء الحرب الرّوسيّة/القوقازيّة، مع إهتمام وعطف إنساني لا حدّ لهما عندما قرّرت دولة جورجيا القوقازيّة الصديق الإعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية التي أصبحت في طي النسيان لدى القريب والبعيد، وأيقن المجرمون خاطئين بانهم نفذوا من العقاب والحساب على جريمتهم البشعة بحق الأمّة الشركسيّة (الأديغيّه) والإنسانيّة جمعاء.

وقد تعرض الشراكسة كما تعلمون إلى حرب مدمرة دامت 101 ممن السنوات وانتهت رسمياً في 21 مايو/أيار من عام 1864، ونتج عنها القضاء على 50% من مجموع السكان بالإضافة إلى تهجير ونزوح وتوزيع من بقي منهم على قيد الحياة وهم في حالة يرثى لها.

لقد سادت الحكمة والمسؤوليّة الأخلاقيّة من خلال هذا الإعتراف الهام وغير المسبوق بأسوأ كارثة إنسانيّة واجهت أي شعب أو أمة في القرن التاسع عشر، حيث قامت القوات القيصرية الروسية بتنفيذ جريمة خرقاء خطط لها مسبقا في الظلام ونفّذت على رؤوس الأشهاد من خلال استعمال القوة الوحشيّة من أجل احتلال أراضي شركيسيا والقضاء على سكانها بأي وسيلة ممكنة.

أن صدى هذا الحدث الإيجابي والمدوّي لم يصل ويريح فقط أرواح هؤلاء المظلومين الذين قضوا نحبهم وهم يدافعون عن وطنهم الغالي، بل وتعدّى ذلك أيضاً المكان إلى جميع المجتمعات الشركسيّة في ديار الشّتات وتلك المجموعات المبعثرة في الوطن الأم.

ان هذا التحرك الأخوي من قبل البرلمان الجورجي الموقّر بأكمله بدءا بسيادة رئيس المجلس ونواب الرئيس الأفاضل إلى لجانه المختصة ورؤساء تلك اللجان وأعضائها وكافّة نواب البرلمان الجورجي المحترمين سواء في الحكم أو في المعارضة وهم الّذين أبدوا من خلال كلماتهم ومداخلاتهم وتأييدهم تعاطفا إنسانيّا منقطع النظير نحو إخوتهم أبناء الشعب الشركسي وذكر مناقب أبنائه الأبطال المتمثلة بالشجاعة والإقدام والإيثار التي قل مثيلها، ما سيؤدّي إلى تقوية العلاقات المتينة والقديمة قدم تاريخ القوقاز متجذّرة راسخة، بين الجورجيين والشراكسة من طرف وبين كل أمم القوقاز من جهة أخرى، من أجل مستقبل أفضل ومن أجل بناء سلام تنعم به كل شعوب وأمم القوقاز، مثمنّين بأن الدول الشقيقة والصديقة الأخرى ستحذو حذو جورجيا في هذا المثل الرائع بالإعتراف بالحقيقة وبالحقوق المشروعة والتي تتطلّب مثل هذه الإرادة السّياسة القويّة من خلال ديمقراطيّة حقّة.

فمن خلال قرار تبليسي الذي يرسل نداءا إنسانياً خاصاً وصادقا إلى الدولة الروسيّة من أجل عدم التغاضي عن الحوار الإنساني والحضاري في سبيل الإعتراف بحقوق الأمّة الشركسيّة، يتوجّب ان تعلم الّلجنة الأولمبيّة الدّوليّة ان عقد الألعاب الأولمبيّة الشّتويّة في عام 2014 في سوتشي الشّركسيّة يعتبر استكمالا للأبادة ضد هذه الأمّة التي اكتوت بنار الأبادة الجماعيّة ما أدّى إلى احتلال وطنها الأم من قبل جحافل القوات القيصريّة الغازية.

ونطالب دول العالم عامة وبالأخص الإتحاد الأوروبّي لانتهاز هذه الفرصة لتأكيد حقوق كافة الشعوب الأوروبّيّة سواءاً الصغيرة أو الكبيرة منها لاستعادة حقوقها المصادرة وحريتها وحقوقها المنصوص عليها في ميثاق حقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة وبالأخص فيما يتعلق بحقوق الشعوب الأصليّة.

وبمناسبة حلول ذكرى العيد الوطني لجمهوريّة جورجيا اليوم، المصادف للسادس والعشرين من شهر مايو/أيار، لا يسعنا إلا إلى أن نتقدم بأحر التهاني إلى الشعب الجورجي العظيم متمنين لجورجيا الصديقة دوام التقدم والإزدهار.

26 مايو/أيار 2011

مجموعة العدالة لشمال القوقاز والجمعيات والمؤسسات الشقيقة

موقع: أخبار شركيسيا

موقع: الإبادة الجماعيّة الشركسيّة

Share Button