تاريخ الشركس المأساوي يحظى باهتمام دولي أوسع نطاقا

تاريخ الشركس المأساوي يحظى باهتمام دولي أوسع نطاقا

 

 رئيس الأديغه خاسه، آدم بوغوس

(Source: natpress.ru)

نشر موقع  مؤسّسة جيمس تاون الألكتروني على الإنترنت بتاريخ 3 يوليو/تموز 2012 مقالا للكاتب فاليري دزوتسيف (Valery Dzutsev) بعنوان: “تاريخ الشركس المأساوي يحظى باهتمام دولي أوسع نطاقا“، وجاء فيه:

يوم 30 يونيو/جزيران، عقدت إحدى أكبر المنظمات الشركسية في شمال القوقاز، الأديغه خاسه (المعروفة أيضا باسم البرلمان الشركسي)، مؤتمراً في مايكوب  في جمهوريّة الأديغيه. عقد المؤتمر في مايكوب، أديغيا. رئيس المنظمة، آدم بوغوس وصف محنة الشّركس في شمال القوقاز بتعبيرات قاتمة. وفي كلمة مطولة، تحدث بوغوس عن ثلاث مواضيع رئيسية ساخنة تعتبرها منظمته بأنها الأهم: الاستراتيجية العامة للناشطين الشركس، وعودة الشّركس السوريين إلى شمال القوقاز والعنصر العرقي الشركسي في دورة الالعاب الاولمبية الشتوية لعام 2014 في سوتشي. وذكر بوغوس أن تقسيم الشركس في عدّة مناطق إدارية كان عقبة رئيسية أمام مزيد من تطوير الأمة الشركسية. وقال ان التقسيمات الإدارية تؤدي إلى اتصالات محدودة للغاية بين المجتمعات الشركسية في شمال القوقاز وتزيد عمليات الإنصهار (http://ahase.ru/index.php?page=article_wiw&id=23).

في قباردينو – بالكاريا، القباردي العرقيّين (ويعرفون أيضا باسم الشراكسة) يشكلون أغلبية واضحة من سكان الجمهورية – 57 في المئة، أو 500000 نسمة. العرقيّة الشركسية، وتعتبر تعبيراً رسميّاً آخر عن الشركس، يشكلون 12 في المئة في كراشيفو – شركيسيا، أو أكثر قليلا من 50000 نسمة. أخيرا، العرقية الأديغيّة، الذين هم أيضا من الشركس يشكلون بالكاد ربع مجموع السكان في جمهوريّة أديغيه، ويبلغ عددهم ما يزيد قليلا عن 100000 نسمة (نتائج التعداد الروسي لعام 2010، www.gks.ru). فعلى الرغم من أن الجمهورياّات الثّلاث تقع بالقرب من بعضها البعض، إلا أن السفر بين العواصم الثّلاث – نالتشيك، شيركيسك ومايكوب –  من الغرابة بمكان أن يستغرق وقتا طويلا بسبب التضاريس الجبلية، وشبكة الطرق القائمة حالياً.

ما يبدو وكأنه حرب على تفسير التاريخ في مقاطعة كراسنودار، الواقعة على الحدود مع أديغيه. وفقا لبوغوس، فإن الماضي الشركسي في منطقة كراسنودار، والتي كانت تُقْطن حصرا من قبل الشركس في بداية القرن التّاسع عشر قبل سيطرة الامبراطورية الروسية على الأراضي، أزيلت من الكتب بشكل ممنهج. وعلاوة على ذلك، يقول ان هناك حظرا غير رسمي على مظاهر الثقافة الشركسية في مجال الموسيقى والمجالات الثقافية الأخرى في منطقة كراسنودار. إن سياسة محو الماضي الشركسي لمنطقة كراسنودار يكتسب أحيانا أشكالا قبيحة. على سبيل المثال، قال بوغوس، في حين أن الكتب المدرسية الروسيّة تكتب عن انتصارات عسكرية لألكسندر سوفوروف،  القائد العسكري الروسي العظيم في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، إلا أنّه في شمال القوقاز، تم حذف ذلك تماماً من الكتب المدرسية على بأنّه  كان قد خاض قتالا ضد الشركس. في نفس الوقت الذي يتم فيه تجاهل تاريخ الشركس، تقام النصب التذكارية للجنرالات الروس الذين كانوا متورطين في جرائم فظيعة ضد المدنيين الشركس في حرب القرن التاسع عشر والّتي شيّدت عبر منطقة كراسنودار. وقال بوغوس انه يعتبر الإجراءات الجارية في داخل كراسنودار على انّها ارتفاعاً للشوفينية الروسية (http://ahase.ru/index.php?page=article_wiw&id=23).

في وقت سابق، وفي 24 يونيو/حزيران، ألقى آدم بوغوس كلمةً بمجموعة صغيرة من الناشطين الشركس، وقدم لهم لمحة عن نهج الحكومة الروسية نحو قضية الشركس السوريّين. بوغوس كان طرفاً في وفد الحكومة الروسية الذي زار سورية في مارس/آذار من عام 2012، وكان قد دعي إلى مناسبات رسمية أخرى، لذلك فمن المرجح انه واسع الإطلاع. وقال ان الحكومة الروسية لم تكن تعمل على قضية الشركس السوريّين ولم تكن تخطط لذلك، وسيتم إجلاء المواطنين الروس فقط من سوريا إذا ازداد الوضع في ذلك البلد المضطرب تدهورا. في الوقت نفسه، اعترف بوغوس أن موسكو لم تضع العقبات في طريق عودة الشركس إلى شمال القوقاز. في حين أن الشركس السوريّين يصلون حاليا إلى شمال القوقاز في أعداد صغيرة، وهذا يعني أن الناشطين الشركس يمكنهم المحافظة عليهم وعلى عاتقهم، ويتخوف هذا الأخير أنه في حال زيادة  تدفق اللاجئين، قد لا يكون هناك ما يكفي من الموارد لاستضافتهم (http://www.hekupsa.com/novosti/tezisi-iz-vistupleniya-adama-bogusa-na-sovete-v-adige-chase-cherkesskom-parlamente-adigei-24-iiunya).

في يوم 22 يونيو/حزيران، وصلت إلى نالتشيك مجموعتان من اللاجئين الشركس من سوريا، لما مجموعه 31 شخصا. تم توطين تسعة منهم في منازل الأقارب، في حين تم استيعاب الباقي في منتجعات فندقيّة. وقال بيسلان خاغاجي (Beslan Khagazhei)، وهو عضو في منظمة بيريت (Peryt) لموقع كافكازكي أوزيل (Caucasian Knot) على الانترنت أن أكثر من 220 لاجئا وصلوا إلى قباردينو – بالكاريا منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا (http://www.kavkaz-uzel.ru, June 23).

في 18 يونيو/حزيران، انعقد اليوم الشركسي السابع  في البرلمان الأوروبي في بروكسل. ألقى والتر ريتشموند، وهو مؤرخ أميركي على وشك أن ينشر كتاباً عن الإبادة الجماعية الشركسية، ألقى خطابا خلال الاجتماع. قدّم تقييماً عن الخسائر الشركسية خلال المرحلة العصيبة من الإبادة الجماعية التي تسببت بها الإمبراطورية الروسية على الأراضي الشركسية. “واستنادا إلى جميع الأدلة الموثّقة، فإن تقديري المتحفّظ أن ما بين 320،000 و 400،000 شخص لقوا حتفهم في الفترة الواقعة بين أكتوبر/تشرين الأول 1863- أبريل/نيسان 1864،” وقال: “توفي العديد غيرهم وهم في طريقهم الى تركيا وكذلك بعد وصولهم إلى هناك، رافعين عدد القتلى بما لا يقل عن 625000 نسمة. على افتراض أن عدد السكان في عام 1860 كان قد بلغ 1.5 مليون نسمة وأن معدل نمو السّكان السنوي 2 في المئة، فإن عدد السكان الحالي لشركيسيا كان ليكون ما يقرب من ثلاثين مليون نسمة. العدد الفعلي للشركس في جميع أنحاء العالم الآن هو على النقيض من ذلك؛ فهو ما بين أربعة وستة ملايين، مع 700000 فقط يقطنون في الفيدراليّة الروسيّة. “اختتم ريتشموند كلمته بتوجيه نداء إلى المجتمع الدولي ليكون على بينة من الأحداث المأساوية التي وقعت قبل 150 عاما بالقرب من الموقع المخطط لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014 في سوتشي (http://www.walterrichmond.net/2012/06/my-statement-at-european-parliament-for.html).

في 26 يونيو/حزيران، عرض في تبليسي كتاب عن الإبادة الجماعية الشركسية من قبل الباحث الجورجي ميراب شوخوا (Merab Chukhua). “إن الإبادة الجماعية للشركس ثمة حقيقة مؤكدة تاريخيا”، ذكر شوخوا ذلك في التقّديم. واضاف “اذا اعترفت روسيا بهذا، فإنها ستشعر بعد ذلك بالارتياح (http://www.kavkaz-uzel.ru, June 26).

في هذه الأثناء، لا تزال جورجيا تقوم باتخاذ الخطوات لترسيخ نفسها كعنصر فاعل مهم في شمال القوقاز. في يوم 29 يونيو/حزيران، اعتُمد رسميا استراتيجية الحكومة الجورجية تجاه منطقة شمال القوقاز من قبل برلمان البلاد. وكشف النقاب عن استراتيجية طموحة وشاملة لتوفير فرص التبادل الأكاديمي لشباب شمال القوقاز، وبرامج لحقوق الإنسان ونشطاء المجتمع المدني الآخرين. وتعهّدت جورجيا أيضا بمساعدة جمهوريات شمال القوقاز في الوصول إلى الأسواق العالمية عبر أراضيها، والّذي سيساعدهم على إقامة علاقات أفضل مع العالم الخارجي واكتساب مزيد من قابليّة النّمو الاقتصادي (http://www.kavkaz-uzel.ru, June 29). غني عن القول، على الرغم من أن أهداف الاستراتيجية الجورجية تتزامن على نطاق واسع مع الاستراتيجية الروسية لتطوير منطقة شمال القوقاز، إلا أن كسر العزلة عن المنطقة ليس من مصلحة موسكو، وسوف تعترض على دور جورجي أكبر في شؤون شمال القوقاز.

حتى المنظمات الشركسية التي لديها علاقات ودية نسبيا مع موسكو فإنّها على نحو متزايد تصاب بالاحباط من سياسة السلطات المركزية في المنطقة. وفي الوقت نفسه، كما أن الناشطين الشراكسة يواصلون عملهم، فإن الشأن الشركسي يجذب المزيد من الاهتمام لدى المجتمع الدولي.

8 يوليو/تمّوز 2012
Share Button