نافذة على أوراسيا: يقول معلق أوكراني آن روسيا تتحول من “إمبراطورية الشر” إلى “إمبراطورية الكراهية”

الإثنين 18 أغسطس/آب 2014 

نافذة على أوراسيا: يقول معلق أوكراني آن روسيا تتحول من “إمبراطورية الشر” إلى “إمبراطورية الكراهية”

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي
٢٠ أغسطس/آب ٢٠١٤

 

             ستاونتون، 18 أغسطس/آب – ما لم تُميّز ضد الشعوب غير الروسية على أساس رعاية الكراهية ضدهم، فإن إمبراطورية مثل روسيا لا تزال لن تتمكن من البقاء وسوف تنهار، وفقا للمعلق الأوكراني أوليغ شرو (Oleg Shro). ولأن ذلك هو الحال، فإن اليوم أفضل وصف لروسيا بقدر ما هي “إمبراطورية الشر”، بل ب “إمبراطورية الكراهية.” 

             ويقول شرو أن المظهر الأكثر وضوحا على ذلك هو “انتشار الدعاية الروسية رسميا ومن خلال ‘الرفاق المبادرين’ في مراكز التجمعات بما يتفق مع ‘الخط العام للحزب والحكومة’” والذي “يخلق مجال معلومات للكراهية في التي يعيشها الروس” (http://nr2.com.ua/column/Oleg_Shro/Imperiya-nenavisti-78168.html).

             ويكمل ليقول، لكن “سيكون من الخطأ أن نعتبر أن هذه الكراهية تشكلت بشكل مصطنع”. في الواقع، فإن الوضع هو “مجرد العكس: تقوم الدعاية الرسمية على الوعي العام للروس”. و “مصدره الرئيسي” هو “الصدمة الإجتماعية العميقة المرتبطة مع انهيار الاتحاد السوفياتي” والأحداث التي أعقبته في أعوام التسعينيات من القرن الماضي. 

             “الروس كما الدولة الإمبراطورية المتشكلة كالهيكل العظمي، من زمن مملكة المسكوفيين وجدوا أنفسهم كنتيجة لهذه العمليات في أصعب وضع إجتماعي-نفسي”، كما يقول شرو. لقد تم تشجيعهم على التفكير في أنفسهم كأمة إمبراطورية عظيمة يجب أن “تضم ​​تحت جناحيها” شعوب وأمم أقل تقدماً”.

             بالتالي، عندما تتهاوى الإمبراطورية — وتلك العملية، يقول شرو، “لم تكتمل بعد” لأن هناك شعوب غير روسية داخل حدود الفيدرالية الروسية الذين لم ينسوا مطلقاً أن الأراضي التي يعيشون عليها هي لهم وهم آمم متميزة حتى ولو آنهم تعلموا وتكلموا اللغة الروسية. 

             أصبحت روسيا “إمبراطورية الكراهية” بسبب الشعور بين الروس بأن “النظرة العالمية المعتادة” فقدت أسسها، وأنه ليس لديهم فرصة “للتأثير على هذه العملية”، يقول المعلق الأوكراني. وبالتالي أصبح ذلك الشعور بالعجز “مصدراً لازدياد الكراهية الإجتماعية وتصاعد العدوانية الاجتماعية”.

             ذلك يتبين محليا “في العلاقات المعقدة الاجتماعية-الثقافية المتبادلة مع الشعوب الأخرى في روسيا” ويؤدي إلى مواقف سلبية أو حتى “الغضب الأعمى” تجاههم، كما يقول. يحتاج المرء فقط ليتذكر “كيفية السرعة” التي كان الروس مستعدين لإلقاء اللوم على الشيشان عن التفجيرات في موسكو في عام 1999 على الرغم من غياب أدلة ضدهم.

             وهذا يظهر أكثر وضوحا في تعامل جيران روسيا وفي “واحدة من الأساطير الإمبراطورية الروسية الرئيسية” فيما يتعلق بأوكرانيا، الدولة التي لا ينظر الروس إليها بأنها “دولة تشكلت بشكل مماثل  بالأهمية مثلها مثل روسيا وأمة ليس الروس على استعداد للاعتراف بها باعتبارها دولة مستقلة. 

             بدلا من ذلك، بالنسبة للروس، “نظروا إلى أوكرانيا حصراً باعتبارها ‘الشقيقة الصغرى الضالة للعالم الروسي’”، وعندما يقاوم الأوكرانيون ذلك التصنيف، “رهاب أوكرانيا كما صقل في العالم الروسي يتم تجاوز كل الحدود التي يمكن تصورها”.

             وهكذا، في الوقت الحاضر، ليس من قبيل الصدفة أن تحتل أوكرانيا الآن في ترتيب أعداء روسيا المركز الثاني “تماماً بعد الولايات المتحدة”. وهذا الموضع يحكي الكثير كذلك: يريد الروس أن ينظروا لأوكرانيا بأنها “تجسيداً للشر المطلق” ولكن “في الوقت نفسه”، يريدون تشويه سمعة أوكرانيا من خلال جعلها تحتل المرتبة الثانية فقط.

             لحسن الحظ، هناك بعض الاستثناءات بين الروس فيما يتعلق برهاب آوكرانيا، يقول شرو. حتى أن هناك البعض من الذين هم على استعداد للتظاهر في المعارضة لذلك، ولكن “تنفيذ بعض الأعمال في موسكو هو أسهل بما لا يقاس على المستوى المناطقي”، نظرا لمخاوف المسؤولين المناطقيين الروس من الوقوع في ورطة وقدرتهم على استخدام القمع.

              وتم تقديم مثال ذو ترحيب استثنائي خلال عطلة نهاية الاسبوع في فولغوغراد من قبل مجموعة صغيرة من الناشطين بقيادة ميخائيل ياسين-بانين (Mikhail Yasin-Panin) وأناتولي بولتيتخوف (Anatoly Boltytkhov) في استجابة لنداء مجلس أوكرانيا الوطني الثقافي المستقل في سان بطرسبرغ لفلاديمير بوتين بالقتال بدلا من تشجيع سلوك مناهضة-أوكرانيا.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.ca/2014/08/window-on-eurasia-russia-moves-from.html

Share Button