أوسيتيا الجنوبية تعاني من تفكك ديموغرافي منذ أن اقتطعتها روسيا من جورجيا

الاثنين 27 يوليو/تموز 2015

أوسيتيا الجنوبية تعاني من تفكك ديموغرافي منذ أن اقتطعتها روسيا من جورجيا

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: : عادل بشقوي

27 يوليو/تموز 2015

            ستاونتون، 27 يوليو/تموز — في حين أن معظم الجمهوريات المجاورة في شمال القوقاز لديها معدلات عالية في المواليد وانخفاض في معدلات الوفيات، مما يؤدي إلى نمو سريع، فإن الوضع في أوسيتيا الجنوبية منذ عام 2008 مختلف جداً: معدلات المواليد والوفيات متساوية تقريبا، حيث أن الهجرة للخارج عالية. ونتيجة لذلك، فإن أوسيتيا الجنوبية بشكل عام والأوسيتيّين بشكل خاص يواجهون انهياراً ديموغرافياً.

            كان واحدا من الموضوعات الأساسية لدعاية موسكو في فترة غزو روسيا لجورجيا في عام 2008 وأن الناس في أوسيتيا الجنوبية يتعرّضون لعملية انحدار ديموغرافي تحت حكم جورجيا. لكن الخطوة الروسية إلى تصورها حتى مصادر روسية كجمهورية “معترف بها جزئيا” لم يساعد الأوضاع. في الواقع، إلا أنها أصبحت أسوأ.

            ويشير زاور كاراييف ( Zaur Karayev)، وهو محلل في موقع “كفكازكايا بوليتيكا (Kavkazskaya politika)”، أن الأوسيتيين قد يكونوا في طريقهم للانقراض وفقدان الهوية الوطنية. ويكتب أن “الشعوب الكبيرة تبتلع الشعوب الصغيرة”، “تاركين في أفضل الأحوال فقط ذكرى عن أجدادهم. والسؤال هو فقط كم سيصمد هذا أو ذاك الجنس” (kavpolit.com/articles/dve_osetii_demografija_na_eksport-18606/).

            النمو السكاني في أوسيتيا الجنوبية الآن هو عند مستوى الصفر، ولأن السكان تألّفون من ممثلين عن جماعات أخرى مثل الإنغوش الذين لديهم عدد أكبر بكثير من الأطفال، فإن الوضع فيما يتعلق بالأوسيتيين في تلك الجمهورية بالتالي أسوأ من ذلك، مع معدل الولادة الآن أقل من مستويات النمو التي نشرت بأنها صفر.

            ويقول كاراييف أن الوضع في أوستيا الشمالية هو أفضل نوعا ما. هناك عدد المواليد يفوق عدد الوفيات، ولكن مرة أخرى الكثير من المواليد هم من غير الأوسيتيين وكان هناك تدفق هائل من الناس منذ عام 2002. وظلت معدلات الولادة ثابتة تقريبا: في عام 1999، كان المعدّل 11 لكل 1000 من السكان؛ وفي عام 2007، كان  11،6 لكل 1000 من السكان.

            في عام 2008، كان هناك نمو عندما ظهر “أكثر قليلا من 10000” من الأطفال حديثي الولادة. ما أدّى إلى قفزة في معدل المواليد إلى 14.5 لكل 1000 نسمة، “لكن سبب ذلك”، يقول المحلل، لم يكن أي تغيير في اختيار عدد الأطفال ولكن “النزوح الجماعي لمواطني أوسيتيا الجنوبية عن وطنهم الأم حيث كانت حرباً قائمة هناك”.

            ويكتب كاراييف، منذ ذلك الوقت، كان هناك زيادة تدريجية في معدل المواليد في كل من الشمال والجنوب، لكن :كان معدل الوفيات على مستوى عالٍ في أوسيتيا الشمالية”، و“خلال السنوات القليلة الماضية، سجلت الجمهورية أعلى معدل في نسبة وفيات الرّضّع في شمال القوقاز”، بمعدل 11،1 في الألف، وذلك لم ”يتغيّر تقريبا” منذ عام 2008.

            ويقول كاراييف، إذا أمكن القول أن الوضع قد تحسّن قليلاً في أوسيتيا الشمالية في السنوات الأخيرة، فإن “الوضع الديموغرافي قد تدهور في أوسيتيا الجنوبية المستقلة بشكل حاد منذ أغسطس/آب 2007 “. وفي عام 2014، أشار رئيس تلك الجمهورية إلى أن “معدل نسبة المواليد في السنوات الثلاث الماضية،انخفض نسبة إلى معدل الوفيات بمعدّل ضعفين ونصف”.

            في الواقع، يقول المحلل، إن في ذلك مبالغة في المشكلة لأنها لا تشمل عدد كبير من النساء من جنوب أوسيتيا اللاتي يخترن بأن ينجبن أطفالهن في المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى في الشمال نظرا لمدى سوء تلك المرافق الموجودة الآن في الجنوب. وإذا تم احتساب تلك الولادات، فإن ميزان المواليد والوفيات سيكون متساوياً تقريباً.

            ويكمل المحلّل أن معظم سكان أوسيتيا الجنوبية الذين يضعون مواليداً في أوسيتيا الشمالية يعتبرون أنّ “عودتهم إلى وطنهم الأم هو بمثابة قاعدة وإن لم يكونوا جميعهم يفعلون ذلك”. وذلك علاوة على ذلك يخفض كذلك الوضع الديموغرافي هناك. في الواقع، في تلك الجمهورية، كما يقول، يمكن القول أن “وضع الاوسيتيين كشعب مقلق وهو قريب إلى الزوال”.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2015/07/south-osetia-suffering-demographic.html

Share Button