عشر سنوات بعد نالتشيك، يقول أحد الخبراء أنه “لم يتم بعد حل مشكلة الإرهاب في أي مكان في شمال القوقاز”

الأربعاء 14 أكتوبر/تشرين الأول 2015

عشر سنوات بعد نالتشيك، يقول أحد الخبراء أنه “لم يتم بعد حل مشكلة الإرهاب في أي مكان في شمال القوقاز”

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

15 أكتوبر/تشرين الأول 2015

            ستاونتون، 14 أكتوبر/تشرين الأول — قبل عشر سنوات، أودى اشتباك بين المتطرفين والسلطات في نالتشيك (Nalchik) إلى إزهاق أرواح 141 شخصا، إلا أن القمع الجماعي لم يحل المشاكل التي أدت إلى تصاعد الإرهاب، لكنها أدت بدلا من ذلك إلى “نزوح أعداد كبيرة من المقاتلين المحتملين والحقيقين إلى الشرق الأوسط” الذي يمكن أن يعودوا منه، وفقا لأوليغ أورلوف (Oleg Orlov) من منظمة ميموريال (Memorial) لحقوق الإنسان.

            وهذا هو الشيء الأكثر احتمالاً لأن الأسباب التي أدت الى نالتشيك قبل عشر سنوات لا تزال كما هي، والسلطات لم تفعل سوى القليل لتصحيح الوضع لكنها فعلت الكثير لجعل الأمور أسوأ. ويقول: لقد قلل القمع من مستوى العنف، لكنه أيضا جعل السكان أكثر عداءً (kavkaz-uzel.ru/articles/270571/).

            استطلع موقع كفكازسكي أوزيل (Kavkazskiy UZEL) آراء خبراء آخرين تزامناً مع هذه الذكرى الحزينة. أورهان جمال (Orkhan Dzhemal)، وهو صحفي غطّى العنف في نالتشيك، يقول بأن بعد الأحداث، هناك “مجموعة كبيرة من الناس  الذين تآلفوا على أساس ديني وأيديولوجي،” وقد تم قمعهم،” لكن يشير التاريخ إلى أن القمع لا يفعل شيئا يذكر لتغيير العقول وأن “مثل هذه الأشياء دائما تعود.”

            ويتابع: “لا أحد ينسى أي شيء من أي وقت مضى،” والشيء الأكثر رعباً هو أن هذا الصراع الآن تم نقله من جيل إلى آخر.

            يوافق على ذلك فاليري خاتجوكوف (Valery Khatzhukov)، رئيس مركز قباردينو – بلكاريا الإقليمي لحقوق الإنسان. ويقول إن أسوأ نتيجة لأحداث نالتشيك كان تدمير المنظمات القومية التي كان يمكن أن تكون الصلة بين السكان والسلطات. لا توجد مثل هذه الروابط خارج مفهوم القوة الهمجية.

            ويتابع، لو لم تدمّر هكذا مجموعات، كان يمكن أن يكون هناك حواراً ليتم حل العديد من المشاكل. بدلا من ذلك، تحدث كل جانب فيما بين أعضائه فقط، ولم يتحدث إلى الآخر، مع قيام السلطات بتقديم نفسها بأنها منتصرة على القوى الإسلامية والشعب كضحايا السلطات. أنها أمست وبقيت “في الخفاء.”

            يقول خاتجوكوف انه لا يتوقع تكراراً لما جرى في عام 2005، “لكن لا تزال الحركات السرية موجودة، وبشكل دوري يتم تدمير القادة، لكن كل الأحداث تعود إلى الدائرة: نفس المشاكل — الاجتماعية والاقتصادية والسياسية — تبقى” وتستمر في التأثير على آراء الشباب والمجتمع بأكمله. ونتيجة لذلك، هناك احتمال للمزيد من تفجر العنف.

            لاريسا دوروغوفا (Larisa Dorogova)، وهي محامية تقول إن أفرادالحرس القديم لم يغيروا من نهجهم على مدى العقد الماضي. أنهم “لا يعترفون بانتهاكات حقوق المؤمنين، وبالتالي لا يتغير أي شيء، لا يزال كل شيء كما كان من قبل … الحركات السرية هي نتيجة لأسباب مختلفة: البعض ينضم لها لأنهم تعرضوا للضرب، والبعض الآخر بسبب أقاربهم أو أصدقائهم الذين قتلوا.”

            وتقول أن اليوم هناك أناس متعاطفين مع المدانين عن العنف في نالتشيك أكثر بكثير عما كان عليه الحال في السابق، على الأقل بشكل جزئي لأن الكثير من الناس الأبرياء اتهموا وأدينوا. الناس في قباردينو – بلكاريا يشعرون بأنّهُ لا يتم التعامل معهم بإنصاف أو وِفقاً للقانون.

            أكثر من ألف منهم قاموا بالتوقيع على عريضة على الإنترنت على موقع (Change.org) داعية الحكومة الروسية إلى “إيقاف” السلطات عن استخدام القوة غير القانونية و“إعادة شمال القوقاز إلى نطاق القانون.” وكثير من الناس في المنطقة الآن يدينون عمليات مكافحة الإرهاب بسبب التجاوزات التي تنطوي عليها.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2015/10/ten-years-after-nalchik-nowhere-in.html

Share Button