موسكو تحاول إغواء الشركس والأبخاز بخطّة لعمل طريق سريع جديد

موسكو تحاول إغواء الشركس والأبخاز بخطّة لعمل طريق سريع جديد

الناشر: أوراسيا ديلي مونيتور

2 كانون الأول 2015

الكاتب: فاليري دزوتسيف (Valery Dzutsati)

ترجمة: عادل بشقوي

3 كانون الأول 2015

(Source: kavkaz-uzel.ru)
(Source: kavkaz-uzel.ru)

في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت وكالة أنباء تاس الروسية بشأن التوقيع على مشروع دولي لبناء طريق سريع يربط قباردينو – بلكاريا (Kabardino-Balkaria) وكراشيفو – شركيسيا (Karachaevo-Cherkessia) مع أبخازيا. إن الطريق السريع الجديد سيمر عبر جبال القوقاز ويربط وسط شمال القوقاز بأبخازيا في جنوب القوقاز. وتهدف الخطة إلى بناء مطار في محيط مدينة نالتشيك (Nalchik) عاصمة قباردينو – بلكاريا وميناء بحري في أوتشامتشيرا (Ochamchira)، وهي مدينة على ساحل البحر الأسود في المنطقة الجورجية الانفصالية، أبخازيا (Abkhazia). ويعتقد أن مشروع البنية التحتية الجديدة سيربط عناصر البنية التحتية القائمة في شمال القوقاز وجنوب القوقاز من أجل خلق فرص عمل ولتحسين الوضع الاقتصادي العام في المنطقة. وتقديرات التكاليف للمشروع هي 2.7، مليار دولار. الموقعين هم الشركة الصينية، مجموعة سكك حديد الصين المحدودة (China Railway Group Limited) والشركة الروسية ريجونالنيه بروكتي (Regionalnye Proekty) (المشروعات الإقليمية). وتتبع الأخيرة شركة الدولة الروسية فنيشيكونومبانك (Vnesheconombank)، التي من المفترض أن تقوم بتمويل المشروع، لكي يبدأ في عام 2016 وينتهي في عام 2025. حضرت فود من أبخازيا، وقباردينو – بلكاريا وكراشيفو – شركيسيا عند التوقيع على المذكرة في موسكو و واشاد الجميع بالاتفاق. وتعهدت كل من كراشيفو – شركيسيا، قباردينو – بلكاريا، والسلطات الأبخازية بدعم المشروع، عاقدين النّيّة على جني فوائد من زيادة السياحة وتعزيز الخدمات والأعمال المتعلقة بها (TASS, November 24).

وبذلك تؤكد كلٍ من قباردينو – بلكاريا وكراشيفو – شركيسيا، أن الطريق السريع يحتمل أن يربط كامل شمال القوقاز وأبخازيا والبحر الأسود، وذلك باستخدام أقصر مسار ممكن.

على الرغم من كل الفوائد المتوقعة للمشروع، فإنه من غير المحتمل أن ينفذ في أي وقت قريب نظراً لمشاكل روسيا الحالية والمشاكل المالية فضلا عن السياسة. إن إنبعاث ما يسمى طريق سوخومي العسكري (Voenno-Sukhumskaya Doroga)، الذي كان يربط أبخازيا بكراشيفو – شركيسيا حتى عام 1946، طفا على السطح نتيجت جهود كل من موسكو والناشطين الشركس عدة مرات خلال السنوات القليلة الماضية. لكن حتى عندما كان الوضع المالي في روسيا مستقر نسبيا، إلا أن المشروع واجه عقبات سياسية هائلة (Kavkazsky Uzel, July 6, 2010).

كان مواطنوا شمال القوقاز سعداء لدعم المشروع بشكل عام، لكن كان للأبخاز تحفظات قوية حوله. أعلن الرئيس السابق للمنطقة الجورجية الانفصالية، ألكسندر أنكفاب (Aleksandr Ankvab)، رسميا أنه كان ضد بناء الطريق السريع. الأبخاز هم مجموعة عرقية صغيرة، وقد خشوا أن يتم اكتساحهم من قبل الجيران الأكبر منهم بكثير، بما في ذلك مواطنوا شمال القوقاز الأكثر منهم عدداً أيضاً، وفوق ذلك كله، الذين هم من أصل روسي. لذلك، كان ينظر إلى الطريق السريع الذي يربط أبخازيا بروسيا من قبل الكثيرين في السابق باعتباره تهديداً بدلا من أنّهُ ذو فائدة. كان الوعي بالتهديد الروسي أكثر حدة في سوخومي حيث كان الحديث عن “التكامل” بين أبخازيا وروسيا قد زادت وتيرته. حتى الآن، وبعد أن تمكنت موسكو من تثبيت راؤول خاجيمبا (Raul Khajimba)، رئيساً لأبخازيا الذي هو أكثر انصياعاً من القادة السابقين، إلا أن الحكومة الأبخازية لديها بعض التحفظات. “كانت أبخازيا مجرد مراقب في حفل التوقيع على المذكرة ولا تتحمل مسؤولية مباشرة”، حسبما قال نائب رئيس أبخازيا، فيتالي غابنيا (Vitaly Gabnia). “ومع ذلك، نحن مهتمون في المشروع، ودعمه ونحن كذلك على استعداد للمشاركة في فريق العمل. عندما ينتهي فريق العمل من عمله، سوف نعرض الاتفاق على الجمهور [الأبخازي] (TASS November 24).

إن لدى موسكو أسبابها الخاصة بها من أجل عدم بناء الطريق السريع الذي يربط الأراضي الشركسية بأبخازيا، واحتمال أن يربط أيضا بالعالم الخارجي عبر موانئ البحر الأسود. لقد أصبح النشطاء الشركس يرفعون صوتهم على نحو متزايد بشأن حقوقهم ويميلون إلى تعزيز العلاقات مع أقاربهم العرقيين خارج شمال القوقاز وروسيا. ومن غير المرجّح أن تكون موسكو على استعداد لتسهيل التواصل بين الشركس والعالم الخارجي، خصوصا وأن تركيا، التي لديها عدد كبير من السكان الشركس، هي مجاورة لهم.

ومع ذلك، فإنه من المثير للاهتمام أن تثير موسكو بشكل دوري قضية بناء هذا الطريق السريع على الرغم من أنها لم تقصد أبداً بأن تقوم بإنشائه. ونظرا للوضع المالي الحالي، فإن روسيا تبدو أقل احتمالا من أي وقت مضى لبناء الطريق السريع. لا ينبغي أن تؤخذ أي خطط روسية تتجاوز عام 2016 وحتى عام 2025 على محمل الجد على الإطلاق، وذلك نظرا لوضع الدولة الإقتصادي الذي لا يمكن التنبؤ به. وتشمل دوافع روسيا الأولية بشأن إعادة بناء طريق سوخومي العسكري الهدف طويل المدى لضم أبخازيا، والهدف على المدى القصير هو استرضاء النخب في شمال القوقاز. في ظن موسكو، فإن نخب شمال القوقاز، وخاصة، الشركس منهم في قباردينو – بلكاريا وكراشيفو – شركيسيا، سيكونون سعداء جداً من احتمال دخول إيرادات جديدة تتعلق بمشروع الطريق السريع بحيث أنهم سيعملون على إقناع الحكومة الأبخازية إلى رفع بعض القيود المتبقية لروسيا من أجل الإستيلاء على  أبخازيا. وبالتالي، من جهة، فإن نخب شمال القوقاز سيكونون سعداء بشأن احتمالات تلقي إيرادات مستقبلية لأنفسهم بينما، في الوقت نفسه، سيقومون بمهام الروس في إقناع الأبخاز تسليم الحكم الذاتي المحدود المتبقي لذيهم لموسكو. وفائدة إضافية لموسكو هي للإشارة إلى الحكومة الصينية انها ترحب بالشركات الصينية في البلاد، على الرغم من أن تمويل هذا المشروع بالذات، في نهاية المطاف، من المستبعد جداً أن يمضي قدماً.

المصدر:

http://www.jamestown.org/single/?tx_ttnews%5Btt_news%5D=44853&tx_ttnews%5BbackPid%5D=7&cHash=1e8c3272a0ab7f5645c6c1495c2fc851#.VmCBx66rRE5

Share Button