الضغط الروسي يؤدّي إلى تخوّف المزيد من مواطني شمال القوقاز من الحرب ويفكّرون في الاستقلال، كما يقول شموليفيتش

الخميس 26 مايو/أيار 2016

الضغط الروسي يؤدّي إلى تخوّف المزيد من مواطني شمال القوقاز من الحرب ويفكّرون في الاستقلال، كما يقول شموليفيتش

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

26 مايو/أيار 2016

            ستاونتون،  26 مايو/أيار — تؤدّي سياسات موسكو الإمبرياليّة والمركزية والإستيعابيّة بالناس في شمال القوقاز أكثر من أي وقت مضى للتفكير، وحتى للاستعداد لحرب جديدة هناك، واعتبار الكثيرين لأول مرة، أن الطريقة الوحيدة التي يمكنهم بها من تأمين مستقبلهم هو إذا حصلوا على استقلالهم من روسيا، وفقا لأفرام شموليفيتش (Avraam Shmulyevich).

            وقال الإسرائيلي المختص بشؤون المنطقة إلى موقع إخباري أوكراني، بعد اتمام زياره قام بها أخيراً إلى منطقة القوقاز، ان الأمور في شمال القوقاز هي إلى حدٍ كبير في حالة تغير مستمر لأن موسكو “قد اعتمدت أسلوب الإستيعاب، والروسنة، وكذلك تذويب الشعوب غير الروسية” (http://news.online.ua/742832/avraam-shmulevich/).

            ويكمل: وعلاوة على ذلك تعارض موسكو “كلا من إنشاء عناصر للمجتمع المدني وتطوير الثقافات الوطنية الحديثة،” إنّها تقلب المبادئ الفيدرالية للدستور وتحيل البلاد إلى “دولة وحدوية ومحورها موسكو” الذي سيؤدّي إلى أن غير الروس سيكونون بحق مواطنين من الدرجة الثانية.

            ولكن على الرغم من ذلك، حتى في شمال القوقاز، “فإنّهُ حتى الآن لا أحد باستثناء الشيشان يدعم الاستقلال،” كما يقول المحلل الإسرائيلي. ولكن هذا هو اليوم. في المستقبل القريب، “قد تؤدّي تحركات موسكو إلى أن تستنتج كافّة شعوب شمال القوقاز ما مفاده أن مستقبلهم أيضا يجب أن يكون ما وراء حدود الفيدراليّة الروسيّة.”

            واعتبارا من الآن، كما يقول، فإن “الحركات القومية للشعوب الأخرى لديها أهدافاً أكثر تواضعاً” في حفظ قومياتهم على قيد الحياة. “الشراكسة لا يتحدّثون عن الاستقلال ولكن عن مزيد من الحكم الذّاتي وفقاً لأحكام الدستور الروسي. [وهم] أيضاً يسعون إلى توحيد أنفسهم في تابع [فيدرالي] موحّد،” بدلاً من أن يبقوا في أربعة أقاليم هم فيها الآن.

           ووفقا لشموليفيتش، “تشعر النخب في القوقاز بأن عصر روسيا إلى أفول. الآن، هم إلى جانب السلطات الروسية، لكنهم يشترون أملاكاً بأعدادٍ كبيرة، في موسكو إذا كانوا أكثر ثراء وفي ستافروبول إذا كانوا أفقر.” وحكومات الجمهوريات تستعد للحرب.

            ويشير إلى أنّ “في أوسيتيا،” “يجري حاليا إعداد أطفال المدارس في مخيمات رياضية عسكرية خاصة. والإنغوش ليسوا متأخّرين في هذا الشأن. في الشيشان، أنشأت الجمهورية جيشها الخاص. [و] هناك معلومات غير مؤكدة أن قديروف يقوم بإعداد مناطق محصّنة”  في حال تحرّك القوات الروسية ضدّه.

            ويقول أن الشركس”هم الشعب الوحيد الذي لا يجري إستعدادات عسكرية،” على الرغم من أنّهم مثل تتار القرم في كثير من الأحيان لا تتم مكافأتهم على موقفهم المعتدل. بدلا من ذلك، فإنّهُ يتم التّنديد بهم بِأغلظ الأوصاف من قبل مروّجوا الدّعاية الرّوسيّة وكذلك تحامل المسؤولين عليهم.

            هناك شعور واسع النطاق في جميع أنحاء المنطقة أنّهُ ستكون هناك حرباً في شمال القوقاز قريباً. “في الشيشان، هم يخشون أن ذلك سيكون أيضاً حرباً روسية-شيشانيّة أخرى” نظرا إلى أن بوتين لا يستطيع أن يفعل أي شيء ما عدا القتال. وبالتالي، “من الممكن تماما أنّهُ سيتم إيجاد جبهة في القوقاز للفت الانتباه عن أوكرانيا وسوريا.”

            وفي الوقت نفسه، يواصل شموليفيتش، “هناك الكثير من الناس في القوقاز من الذين يعرفون ما هي الحرب ويرغبون في تجنبها، من أجل حل جميع المشاكل بطريقة سلميّة. هناك فرصة في أن الحس السليم وغريزة البقاء عند القوقازيين ستنتصر. إنّها شعوب قديمة عاشت سوياً لفترة طويلة.”

            “لكن،” يقول المحلل الإسرائيلي، إنه “يخشى كثيراً من أن موسكو في حالة إنسحابها سوف تفعل ما باستطاعتها لإشعال نيران الاشتباكات بين الجماعات العرقية،” بما في ذلك إعادة إشعال تلك النيران في أبخازيا، وأوسيتيا، وكاراباخ.

            ويجد الشركس أنفسهم في وضع صعب نظراً إلى ما يريدون بشكل خاص — جمهورية موحّدة — في اشتباكات مع رغبة موسكو في الحفاظ على أي جمهورية كبيرة ضمن روسيا أو أنّها كانت ضمن الفضاء السوفياتي السابق من الوصول الى البحر. الكرملين يعرف أن تلك الجمهوريات بوجود منفذ لها للوصول إلى البحر سيؤدّي إلى إنزلاقها بعيداً عنه؛ والذي بدونه سوف يكون من الصعب القيام بذلك.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2016/05/russian-pressure-leading-more-north.html

Share Button