أربع لغات في شمال القوقاز على حافة الانقراض، كما تقول إحدى الخبيرات

الثلاثاء 2 أغسطس/آب 2016

أربع لغات في شمال القوقاز على حافة الانقراض، كما تقول إحدى الخبيرات

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

2 أغسطس/آب 2016

            ستاونتون، 2 أغسطس/آب — ينفي المسؤولون في موسكو باستمرار أن أية لغة معرضة لخطر الإنقراض في أي وقت قريب (windowoneurasia2.blogspot.com/2016/02/dying-out-of-languages-in-russia-myth.html)، لكن تقول خبيرة في اللغويات في جمهورية كراشاي-شركس (Karachay-Cherkess) أن أربع لغات هناك — الكراشاي والشركسية والأباظة والنوغاي — على حافة الانقراض.

            وتقول فاطمة ماماييفا (Fatima Mamayeva)، التي تشرف على إعداد المعلمين والكتب المدرسية للغات غير الروسية في تلك الجمهورية، ان وضعها مزري بسبب كل من الميل العالمي والسياسات الواضحة واعتبارات الميزانية في موسكو وفي عاصمة الجمهورية، شركيسك (http://www.kuban.aif.ru/society/details/fatima_mamaeva_v_cherkesske_dolzhny_izuchatsya_4_rodnyh_yazyka_uchebnikov_net و nazaccent.ru/content/21463-ekspert-nacionalnye-yazyki-kchr-okazalis-na.html)

            وتقول ان في الوقت الحاضر، هناك ما يكفي من المعلمين لهذه اللغات الأربع، لكن بسبب سياسة الحكومة، هناك عدد قليل جدا من ساعات التعليم وعدد قليل جدا من الكتب المدرسية لهؤلاء. وعلاوة على ذلك، فإن عدم رغبة الجمهورية وكذلك موسكو لدفع أثمان هذه الكتب المدرسية والصعوبات التي وضعها كلا الجانبين في طريق الحصول على الموافقة عليها، جعل آفاق المستقبل قاتمة.

            “المشكلة الرئيسية” الآن هو أن جميع الكتب من هذا القبيل يجب أن تتم الموافقة عليها على المستوى الفيدرالي، وعملية تأمين هذه الموافقة أمر صعب، ويستغرق وقتا طويلا، ومكلف، حيث يكلف في المتوسط ​​250،000 روبل (4000 دولار) لكل منها. وتتساءل ماماييفا، “لماذا نحتاج إلى تسجيل فيدرالي إذا كان يمكن اتخاذ قرار بشأن كل هذه الإجراءات على المستوى الإقليمي”؟

            ولكن هناك أيضاً مشاكل في الجمهورية: حيث تعود ملكية جميع دور الطباعة في كراشييفو-شركيسيا (Karachayevo-Cherkessia) الآن إلى القطاع الخاص، والحكومة ليست على استعداد لإنفاق المال للتمكن من إصدار الكتب المدرسية اللازمة. وتقول انها تستطيع الآن أن تطبع كتاب واحد فقط في السنة، لكن هذا يعني أن ثلاثة من اللغات الأربع الأخرى لن تتمكن من الحصول على الكتب المدرسية الجديدة التي يحتاجون إليها.

            وتقول ماماييفا أن بعض النشطاء بما في ذلك هي نفسها يستثمرون أموالهم في هذه العملية، لكن حتى ذلك لم يخفف  من تراكم الأعمال غير المنجزة. وتتخوف من انه سيقل عدد التلاميذ الذين سيدرسون هذه اللغات أكثر وأكثر وسيصبح عدد المعلمين المؤهلين لتعليمها أقل وأقل، ونتيجة لذلك، فإن الأربع لغات سوف تضمحل.

            في الواقع، كما تقول، إن نتائج مرّوعة بالفعل تلوح في الأفق: لقد أنشأت السلطات التربوية الإقليمية الآن نظام “الحصص حسب المنطقة” حول عدد التلاميذ الذين يتم تدريسهم في هذه أو تلك اللغة الأم (القومية). وهذا يمثل تراجعاً واضحاً عن الماضي وهو نتاج كل من الاعتبارات المتعلقة بالميزانية والسياسات الحكومية.

            وهناك بالفعل انتشار الناس الذين يتم تصنيفهم على أنهم أعضاء في قومية معينة ولكنهم من الذين لا يتكلمون لغتها. قبل ست سنوات، كان هناك دعوى قضائية حول متطلبات تتعلق بأعضاء من قومية معينة لديهم الفرصة لدراسة لغتها. على مستوى الجمهورية، رفضت المحاكم ذلك؛ ولكن في نهاية المطاف، قالوا في موسكو إن ذلك لا بد منه.

            ومع ذلك، لم ينفذ ذلك القرار بالكامل في حين ان المسؤولين يتذرعون بامور أخرى بما في ذلك الحجج المتعلقة بالميزانية ومتطلبات التسجيل لخفض عدد اللغات غير الروسية المستخدمة في التعليم في جمهوريتها، حسبما تقول ماماييفا. والنتيجة هي ان بعض الأشخاص في موسكو ينكرون ان ذلك قائماً: ألا وهو وفاة اللغات، وبالتالي الشعوب التي تتحدث بها.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2016/08/four-languages-in-north-caucasus-on.html

Share Button