إحياء القانون العرقي حصن الشركس ضد التطرف الاسلامي، حسبما تقول نيفلياشيفا

الجمعة 30 سبتمبر/أيلول 2016

إحياء القانون العرقي حصن الشركس ضد التطرف الاسلامي، حسبما تقول نيفلياشيفا

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

30 سبتمبر/أيلول 2016

            ستاونتون، 30 سبتمبر/أيلول — على الرغم من أن الإسلام عاد للظهور في العديد من المناطق الشركسية، فإن نعيمة نيفلياشيفا (Naima Neflyasheva) تقول، إلا أنه لم يولد ذلك النوع من التطرف الذي يمكن رؤيته في أي مكان آخر، وإلى حد كبير بسبب أنّهُ جنبا إلى جنب مع إحياء الإسلام كان هناك إحياء للأديغه خابزه (Adyge Khabze)، وهو القانون التقليدي لآداب التعامل الذي يحكم السلوك الشركسي.

            في الماضي، كان ينظر إلى القانون بأنّهُ يتناقض مع الشريعة الإسلامية، كما تقول المتخصصة بشؤون شمال القوقاز في معهد أفريقيا في موسكو؛ لكن في الوقت الحاضر، هناك العديد من القادة المسلمين في المناطق الشركسية ينظرون إليه على أنه مكمل للإسلام مع وجود تأثير إيجابي على المتدينين (http://www.kavkaz-uzel.eu/articles/290090/).

            وخلال حديثها في اجتماع في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية (MGIMO) هذا الأسبوع، لفتت إلى تناقض حاد بين جمهوريتي داغستان وقباردينو-بلكاريا حيث يستمر تطرف المسلمين، في حين انّهُ في جمهوريتي كراتشييفو-شركيسيا وأديغيا “لا توجد مؤشرات على التطرف” في الوقت الحاضر.

           

            وتشير الباحثة في موسكو إلى ان السبب الرئيسي لذلك كان إحياء الأديغه خابزه والدعم الذي تحظى به بين بعض زعماء المسلمين في المنطقة، حيث يقطع شوطا طويلا لبيان سبب “عدم اجتياح التطرف للأديغه الغربيّين [الشركس] على الرغم من أنه أثّر على آخرين”.

            حوار نيفلياشيفا مهم لأنّهُ، نظرا لمخاوف موسكو حول تطرف الرأي العام الإسلامي في شمال القوقاز، يمكن أن تقدم تبريرا للمركز لاتخاذ موقف أكثر إيجابية فيما يتعلق بالشركس وبالتقاليد الشركسية، وكذلك بالنسبة لموسكو لتعزيز إحياء نظم لقيم ما قبل إسلامهم مماثلة في أماكن أخرى.

            متحدث آخر في الجلسة، وهو أحمد يارليكابوف (Akhmet Yarlykapov) من مركز مسائل القوقاز والأمن الإقليمي التابع لمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، أكد على أن “إعادة الأسلمة في المناطق الشرقية من شمال القوقاز، وخاصة في داغستان، وكان له (طابعا مدويا) منذ تفكك الاتحاد السوفياتي”.

            ووفقا له، فإن “الإسلام الآن فقط وسع من نفوذه من خلال زيادة عدد المساجد، والمدارس المحلية (medrassahs)، والمسلمين الملتزمين لكن تعميق ذلك عن طريق اختراق كل جوانب حياة المجتمع”. وفي الوقت نفسه، مع ذلك، أصر يارليكابوف أن “أن ذلك لا يجب أن يكون مدعاة للذعر”.

            ليس فقط لأن الحكومة الروسية تفهم الوضع بشكل أفضل مما كانت عليه من قبل، بان تنظر الى الصوفية في داغستان كظاهرة إيجابية وليس بطريقة سلبية كما فعلت في زمن الاتحاد السوفيتي، ولكنها تعترف أيضا بأن بعض المشاكل هي من صنع يديها هي، بما في ذلك الفشل في محاكمة الذين يقتلون الأئمة وانتشار الفساد والممارسات القمعية.

            هذه الأشياء، مثل الحربين الشيشانيتين، ساعدت على تطرف الشباب في شمال القوقاز وساعدت الدولة الإسلامية (ISIS) على تجنيد ما يصل إلى 5000 مقاتل لحروبها في الشرق الأوسط، وذلك رحيل جماعي “لم ينته حتى الآن”. لكن موسكو نجحت في تقويض كل المشاريع الاسلامية الراديكالية “السياسية” في المنطقة.

            وأكد يارليكابوف أنه من الخطأ الاعتقاد بأن التطرف هو بشكل عام نتاجاً للفقر. وقال: “في الوقت الحاضر، فإن كثيراً من الناس ميسوري الحال يغادرون من أجل الدولة الإسلامية”، البعض منهم بسبب الغضب من الفساد والقمع في الوطن  والطريقة التي أوصدت فيها تلك الأشياء الفرص المتاحة لهم لتحقيق التقدم الاجتماعي.

            وقال الباحث في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية أن أولئك في موسكو الذين يعتقدون أنه يمكنهم استخدام ما يسمونه “الإسلام التقليدي” كحاجز ضد التطرف هم الآن في طريق مسدود. ما يجب أن يسأله هؤلاء الناس هو ما إذا كان الفرد أو المجموعة “مخلصين أم لا”، بدلا من التورط في العقيدة اللاهوتية.

           أقرّت نيفلياشيفا بذلك. وقالت إنه يجب على السلطات الداغستانية “العودة إلى ممارسات الرئيس السابق للجمهورية الذي عقد تحت رعايته حواراً بين اتجاهات مختلفة في الإسلام ولجانا للتكيف مع ذلك كان ناجعا”. يجب أن يسمحوا أيضا بإنشاء نظام تعليمي إسلامي داغستاني واضح وبتطوير الفكر الإسلامي.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2016/09/revival-of-ethnic-code-immunizing.html

Share Button