“التعامل الجائر” بالآثار يهدد المعالم الأثرية الثقافية لشعوب شمال القوقاز

الخميس 6 أكتوبر/تشرين الأول، 2016

“التعامل الجائر” بالآثار يهدد المعالم الأثرية الثقافية لشعوب شمال القوقاز

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

6 أكتوبر/تشرين الأول 2016

            ستاونتون، 6 أكتوبر/تشرين الأول — تواجه شعوب شمال القوقاز العديد من التهديدات بما في ذلك المعارك المستمرة بين ممثلي هياكل القوة الروسية والمقاتلين من مختلف المشارب، لكن هناك تهديداً واحداً لقي اهتماما قليلا حتى الآن هو أن الناس الذين يسرقون الآثار الثقافية التي تخص هذه الشعوب لبيعها من أجل تحقيق الربح.

            ولأن شمال القوقاز هي منطقة اتصال بين ثلاث حضارات عظيمة، يقول ألكسندر سكوكوف (Aleksandr Skakov) من معهد بريماكوف للاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في موسكو، فإن المنطقة غنية بالفن بحيث أن جامعي الفن في أماكن أخرى على استعداد لدفع أسعار مرتفعة لما يحصلون عليه (kavkazoved.info/news/2016/10/05/perspektivy-sohranenija-istoriko-kulturnogo-nasledija-narodov-severnogo-kavkaza-vyzovy-i-ugrozy.html).

            ويقول، كانت هناك حالات حيث أن أطراف الصراعات قام بتدمير المعالم الثقافية لطرف آخر كما حدث في أفغانستان مع التماثيل البوذية وفي تدمر، في سوريا، مع البناء التقليدي. لكن حتى الأكثر خطورة هو التهديد الذي يشكله “التعامل الجائر، والذي كما هو الحال في أجزاء أخرى كثيرة من الفضاء ما بعد السوفييتي يزدهر في شمال القوقاز”.

           ويقول سكوكوف أن “التعامل الجائر مع الآثار”، هو مصطلح يشير إلى عمل أولئك الذين ليسوا مدربين كما يُدرَّب خبراء الآثار الذين يبحثون عن فن بدرجات متفاوتة يتمكنون من خلال ذلك البيع لجني الأرباح. ويضيف آنّهُ في كثير من الأحيان، “فإن هذا يؤدي إلى التدمير الكلي” للمواقع ولأي إمكانية لإجراء البحوث الحاسمة لتاريخ الشعوب التي أوجدتها.

            الوضع في هذا الصدد هو “كارثي على نحوٍ إستثنائي” في مقاطعة كراسنودار (Krasnodar)، وكراشييفو-شركيسيا، وقباردينو-بلكاريا، وأبخازيا. هؤلاء الذين ينخرطون في التعامل مع الإساءة للآثارات، يستخدمون وسائل الإعلام وغيرها من الوسائل في محاولة لإقناع الزعماء والسكان المحليين أن هذه “الآثارات” يمكن أن تجلب لهم الأرباح.

            ”والمتعاملين جورا” مع الآثار في كثير من الأحيان يقومون بذلك عن طريق الإيحاء بأن علماء الآثار الحقيقيين يقومون بنفس القدر أو أكثر من الضّرر، وهم يستفيدون من إزالة المعالم الثقافية في الوقت الذي ينكرون في أن كل ذلك يحدث. ولسوء الحظ، يقول سكوكوف، كانت هناك حالات مماثلة بما يكفي لجعل ذلك حجة معقولة للكثيرين.

            ”والمتعاملين جورا” مع الآثار أيضاً يستفيدون من حقيقة أنهم يعملون ضمن مجموعة كبيرة من الهواة المتعاملين بالآثار، وغالبا ما يقدمون أنفسهم على أنهم ليسوا إلا أشخاصا مهتمون في الماضي. ووفقا لبعض التقديرات، يقول الباحث من موسكو، أنّهُ 10 ٪ فقط من الناس هم الذين يشاركون في البحث عن القطع الأثرية في شمال القوقاز ويفعلون ذلك بقصد الإساءة إلى الآثار”.

            ويواصل سكوكوف أنّهُ قد تم تشديد القوانين الروسية التي تنظم هذه الأنشطة في الآونة الأخيرة، لكن ذلك لم يكن له تأثير كبير على ما يجري في شمال القوقاز. ويقول بأن هناك مشكلة ذات صلة، هي أن عدم الكفاءة أو التهور في ترميم المعالم الثقافية، “لا تقل خطورة”.

            ليس فقط في شمال القوقاز، لكن في روسيا ككل، حسبما يقول الباحث في موسكو، و“تلعب الكنيسة الأرثوذكسية الروسية دورا سلبياًِ على نحوٍ خاص” لأن في إندفاعها لإعادة فتح الكنائس القديمة، تعرضها للتلف نتيجة لترميمها بشكل غير ملائم ووفق سوء فهم في كثير من الأحيان من قبل أناس ليس لديهم فكرة عما يفعلون.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2016/10/black-archaeology-threatens-cultural.html

Share Button