شمال القوقاز ينحدر نحو جولة جديدة من العنف والاحتجاج

الاثنين 10 أكتوبر/تشرين الأول، 2016

شمال القوقاز ينحدر نحو جولة جديدة من العنف والاحتجاج

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

10 أكتوبر/تشرين الأول 2016

            ستاونتون، 10  أكتوبر/تشرين الأول — في آخر عشرة أيام، تدهور الوضع الأمني ​​في شمال القوقاز على نحوٍ خطير، وذلك بسبب تزايد نشاط الجماعات المسلحة، وما يسمى ب “الخلايا النائمة”، وعودة مقاتلي الدولة الإسلامية (ISIS) من منطقة الشرق الأوسط، وبسبب زيادة نشاط قوات الأمن الروسية. ونتيجة لذلك، ارتفع عدد الضحايا.

            ولا يزال الأكثر إثارة للقلق، هو مشاركة أجزاء أكبر من السكان المحليين، أكثر من أي وقت مضى في الاحتجاجات ضد تصرفات المسؤولين وبسبب صعوبة وضعهم الاقتصادي على نحو متزايد، وهو ميل تقابله السلطات عادة بالقوة بدلا من الحوار. (للحصول على تحليل مفصل لهذه التطورات، انظر الى kavpolit.com/articles/vzaimnaja_aktivizatsija_nvf_i_silovikov-28711/).

            وما هو أكثر إثارة للقلق من ذلك كله هو أن الخبراء في هذا المجال مثل ألكسي مالاشينكو (Aleksey Malashenko) من مركز كارنيجي في موسكو (Carnegie Moscow Center) لا يرون أي سبب يمكن تناوله لمعالجة الوضع أو أي طريقة للخروج من هذا الوضع المتدهور لموسكو في المستقبل القريب ( kavpolit.com/articles/novaja_volna_boevyh_stolknovenij_na_severnom_kavka-28693/).

            بعد زيادة حدة التوتر والمواجهات في المنطقة في العامين 2011 – 2012، أصبح شمال القوقاز هادئاً نسبيا، مع تراجع كل من السكان من جهة وهياكل قوّة الحكومة من جهة أخرى. ويقول مالاشينكو، لكن لم تفعل السلطات شيئا لتغيير الظروف الكامنة وهكذا كان  ذلك هبة جديدة لا مفر منها.

            بدلا من ذلك، خلال السنوات القليلة الماضية عندما ظهرت الأمور كأنّها هادئة، كانت التوترات تتراكم، حتى لو لم يكن أحدا يريد التحدث عنها. واستتج من ذلك كلا الجانبين اتخاذ السكان قراراً بأنّهُم يمكن أن يتصرفوا بحصانة نسبية وان تخلص السلطات إلى أن الوقت قد حان لسحق خصومهم وإلى الأبد.

            الآن، فقد اشتد العنف؛ ومن المرجح أن يستمر لبعض الوقت، حسبما يقول المحلل في موسكو، ومضيفا انه “قلق للغاية” حول عدة احتمالات، بما في ذلك انتشار هذه الاشتباكات “في كافّة أرجاء روسيا”، وهو الشيء الذي يشير إلى انّهُ “لا يمكن إستبعاده الآن”. وهو قلق جدا بشأن تأثير العائدين بعد أن قاتلوا مع الدولة الإسلاميّة.

            ويقول مالاشينكو أن التأثير الخارجي يهم، لكن مثله مثل الظروف المحلية أيضاً، ويحث أن هؤلاء الذين يتفحصون الحالة يعترفون أن الوضع ناسف على نحوٍ إستثنائي في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يجد كثير من الناس في شمال القوقاز أنفسهم فيه الآن.

            أولئك الذين يخططون لعمليات عسكرية ضد المسلًحين أو القمع القاسي ضد المظاهرات التي يقوم بها السكان، يجب أن يدركوا أنه في البيئة الحالية، هناك خطر كبير بأن هذه الأمور سوف تجعل الوضع أسوأ وليس أفضل، بغض النظر عن ما استنتجه البعض فقط قبل أسابيع أو قبل أشهر من الآن.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2016/10/north-caucasus-descending-into-new.html

Share Button