هل جمهورية قباردينو-بلكاريا في طريقها إلى التفكك؟

الخميس 19 يناير/كانون الثاني 2017

هل جمهورية قباردينو-بلكاريا في طريقها إلى التفكك؟

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

19 يناير/كانون الثاني 2017

ستاونتون، 19 يناير/كانون الثاني — إن أحد أكثر الوسائل المعيبة للحكومة السوفيتية هو استخدامها مبدأ فرّق تسُدْ للقوميات غير الروسية وإقامة جمهوريات ثنائية القومية، لأن مثل هذه الترتيبات يضمن أن إحدى القوميتين ستعتبر الأخرى أنها مشكلة وتهديد لها من أن ترى موسكو مسؤولة عن ذلك.

            في نهاية العهد السوفياتي، كان هناك ثلاثة من هذه الجمهوريات، الشيشان-أنغوش، وقباردينو-بلكاريا، وكراتشييفو-شركيسيا. وقد تفككت الاولى في ذلك الوقت، لكن الإثنتين آلأخرتين ما زالتا قائمتين لأنها جزء من اهتمام أكبر والذي لا يزال يرسم سياسات موسكو في المنطقة: حفظ القوميات الشركسية من التكاتف لتشكيل جمهورية موحّدة.

            وفي حال إنهيار إحدى تلك الجمهوريتين، فإن ذلك من المؤكد أنه سيؤدي إلى إعادة ترتيب أوسع للحدود في المنطقة حيث أن الشركس — بما في ذلك الأديغه والقباردي والشركس — سوف يتصورون بالتأكيد جمهورية منفصلة للقباردي أو للشركس كنواة لدولة مستقبلية، وكذلك إلى تعزيز نفوذ تركيا هناك على حساب موسكو.

            وبسبب تلك الإحتمالات، على الأقل البعض في موسكو على استعداد تام لإحداث المخاوف من حدوث ذلك للحفاظ على البلكار والكراشاي الأتراك في نفس النسق ولمواصلة حملتها لتقسيم الحركة الوطنية الشركسية، وهي حملة لا يظهر في الأفق ما يلوح لنهاية لها خصوصا وأن الشركس يكتسبون المزيد من التأييد في الخارج.

            لكن إذا وجدت موسكو من السهل نسبيا الحفاظ على جمهوريات ثنائية القومية في عهد الاتحاد السوفياتي — يمكن تعيين مسؤولين لوصف “التوازن” العرقي الذي أرادت أن تضمن من خلاله استخدام نظام الحصص — مهمة المشاركة الآن معقدة بسبب حقيقة أن الفائز في الإنتخابات يفوز بكل شيء، وأن الغالبية المحلية تفوز بأكثر من نصيبها من المقاعد والمناصب، وبذلك يجري تجميد الطّرف الآخر.

            وتصل هذه الصعوبات إلى ذروتها الآن في قباردينو-بلكاريا حيث أن أكثر من نصف سكان الجمهورية يتكون من الشركس القباردي في حين أن البلكار الأتراك يتكونون من 11 بالمائة فقط، وذلك نتيجة للتوترات المحلية بين المجموعتين وسياسات موسكو الخرقاء في كثير من الأحيان.

            (للاطلاع على خلفية ذلك، انظر إلى windowoneurasia2.blogspot.com/2012/12/window-on-eurasia-kremlins-north.html, windowoneurasia2.blogspot.com/2014/03/window-on-eurasia-ankaras-support-for.html and windowoneurasia2.blogspot.com/2015/07/is-another-bi-national-republic-about.html.).

            الآن، كما يشير إدينال قردنوف (Idnal Kardnov) في مقال نشر على قوقاز تايمز (Caucasus Times)، فإن الوضع ويبدو بانه مقدم على الغليان، بقيام الأقلية البلكارية بتقديم مطالب بحيث أن الأغلبية القباردية ليست مستعدة لقبولها. وفي الواقع فإن الطرف الآخر رفض هذه المطالب بلغة قاسية لافتاً النظر إلى أساليب تؤشر إلى صراعات مقبلة (caucasustimes.com/article.asp?id=21533).

            في وقت سابق من هذا الشهر، اعتمد مجلس شيوخ البلكار قرارا يدعو القيادة في جمهورية قباردينو-بلكاريا إلى إعطاء البلكار الأتراك حصّةً في المناصب في الحكومة ووسائل الإعلام للمعاملة بالمثل مع القباردي والروس. وفي عكس ذلك،  قال المجلس بأنه سيكون مضطراً للبحث في تشكيل جمهورية بلكارية منفصلة ضمن روسيا (windowoneurasia2.blogspot.com/2017/01/debate-on-planned-russian-nation-law.htm).

            هذا ليس أول طلب من هذا القبيل من قبل مجلس شيوخ البلكار، لكنه هو الأول الذي يدفع باتجاه حث القباردي ليس فقط للمطالبة بأن يتم التحقيق مع قادة البلكار في موضوع “الانفصال”، لكن أيضا للدعوة إلى القيام بخطوتين قانونيتين حيث يظهر انه من المرجح أن يجعل ذلك الوضع أكثر توترا وحتى لإرساء الأساس لدولة شركسية منفصلة.

            فمن ناحية، دعت المنظمات القباردية الرئيسية في جمهورية قباردينو-بلكاريا لاعتماد قانون جديد للجمهورية “على الأراضي القومية”، والذي على حد تعبير قردنوف من شأنه أن يحدد بوضوح “الأراضي التاريخية” إلى شعوب “التابع -المتشكل” للجمهورية وبالتالي تحديد تنظيم الجمهورية الحالية.

            لكن عند رسم هذه الخطوط على الخريطة، فإن القباردي الشركس هم في الواقع يدعون لتعريف الأراضي الشركسية “التاريخية”، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي ليس فقط إلى تفكك جمهورية قباردينو-بلكاريا (KBR) ولكن لمطالب من الشركس في مجموعات أخرى لاتباع نهج مماثل وبالتالي يؤدي إلى استعادة شركيسيا الكبرى.

            ومن الناحية الأخرى، أعلنت المنظمات القباردية أنها ستحترم قراراً من قبل مؤتمر البلكار للتحرك من أجل تقرير المصير. في الواقع، فإن رسالتهم إلى قادة الجمهورية جاء فيها “اننا سوف نقدر عاليا قرار مؤتمر شعب بلكاريا” ليشكّل لهم أراضيهم وجمهوريتهم.

            وبطبيعة الحال، إذا كان القباردي على استعداد للاعتراف بحق البلكار من أجل تقرير المصير، إلى درجة الانفصال عن جمهورية قباردينوا-بلكاريا حتّى، فإنهم من شبه المؤكد سوف يطالبون الآن بأن يعترف البلكار بحقهم في تقرير المصير. وإلى أمد أن يحدث ذلك، فإن جمهورية قباردينو-بلكاريا ثنائية القومية ستكون في خطر على قدم المساواة مع سيطرة موسكو على شمال القوقاز.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2017/01/is-kabardino-balkaria-on-road-to.html

Share Button