وتعود الذكرى المريرة مرة أخرى

وتعود الذكرى المريرة مرة أخرى

الحادي والعشرين من مايو/أيار 2017

عادل بشقوي

D-01

يقيم العالم الشركسي الحداد في شهر مايو/أيار /. ويجري في الحادي والعشرين من مايو/أيار إحياء ذكرى نهاية الحرب الروسية-الشركسية، وهي الحرب التي دامت قرناً من الزمن. حربا ذات عواقب وخيمة على أمة حاولت الدفاع عن حريتها وكرامتها واستقلالها.

وكان هذا في مواجهة الغزو الغادر الذي استنزف مكونات الأمة، وأباد نصف شعبها، واحتل وطنها بأكمله، وقام بترحيل بقية السكان إلى أراضٍ نائية.

ويقع على عاتق الشركس مسؤولية أخلاقية ووطنية للاضطلاع بواجباتهم وتأكيد الحفاظ على الذات. وهذا أيضاً يقع ضمن مسؤوليتنا بعدم إهمال أو إنكار هذه الحقوق بسبب الضغوط الذاتية أو أعمالاً يمكن اجمالها بالأنانية والنرجسية وعدم تحمل أي مسؤولية على الإطلاق.

عند مناقشة القضية والشؤون الشركسية، من الضروري مراجعة نتائج الاحتلال الروسي للقوقاز بشكل عام، وشركيسيا على وجه الخصوص. ومن الضروري أيضا أن نناقش مصير الملايين الذين تعرضوا حتى يومنا هذا للإبادة الجماعية والتطهير العرقي والنفي القسري. ولا ينبغي نسيان بعض الأحداث أو التقليل من شأنها، حيث أن ذلك قد ذُكِر من قبل مصادر موثوقة، وذات مصداقية عالية. ويمكننا، وينبغي علينا أن نعتمد على الأحداث لرواية ما جرى، وأن نجد أيضا الوسائل المناسبة لحل وتسوية القضية الشركسية، وفقا للقوانين والأعراف الدولية.

ويعلم الذين هم على دراية بالإمبريالية والاستعمار أن ذكر الحقائق يجابهه نشر معلومات منحازة أو ملفقة عن التاريخ والتراث وتسلسل الأحداث. ومن المؤسف أن هذا يتضمن مراجع ومصادر متحيزة وموظّفين ومؤلّفين يمثّلون العنصرية و/أو الفصل العنصري ويدافعون عن كل ما تسببت به إمبريالية الإمبراطورية الروسية في شركيسيا؛ بما في ذلك الدعاية الهدّامة ضد الأمة الشركسية.

إن التاريخ الشركسي أكثر إشراقا وأرفع مقاماً بكثير، من الصورة التي ينوي ويحاول بعض الأشخاص المشبوهين إظهارها، بل حاولوا إقناع الآخرين لتصديقها، من خلال استعمال مراجع وروابط مشكوك بها وغير موثوقة.

أما فيما يتعلق بحق الشركس في العودة إلى وطنهم الأصلي، فقد وصف مقال (WOE) نشر على موقع نافذة على أوراسيا، للمحلل المعروف بول غوبل الأمة بأنها ”أمّة قامت القوات القيصرية بتهجيرها، وعمل السوفييت على تقسيمها إلى أكثر من خمسة أجزاء، وترفض الحكومة الروسية الحالية الاعتراف بهؤلاء الشراكسة الذين يسعون إلى العودة إلى وطنهم كمواطنين من أبناء الشراكسة بسبب الصراعات في سوريا حيث يعيش العديد منهم هناك. وأكمل المقال أن موسكو خصصت كوتا لمن يريدون العودة، “فقد خصّصت حصصا لكل من جمهوريات شمال القوقاز والمقاطعة الروسية المجاورة حيث يعيش معظم الشراكسة الآن وقامت بإيجاد العقبات، بما في ذلك دفع رسوم عالية للحصول على التأشيرات وتصاريح الإقامة، مما حال دون قيام الشركس السوريين حتّى بملء هذه الحصص”.

وتضمن مقال نافذة على أوراسيا أيضا بيان رئيس مركز حقوق الإنسان في جمهورية قباردينو – بلكاريا، الذي يبين التمييز العرقي الذي لا تزال تقوم به الدولة الروسية ضد المواطنين الأصليين. وذكر: “في حالة واحدة شائنة قامت السلطات الروسية بإبعاد اللاجئين السوريين من مصحّات في قباردينو – بلكاريا من أجل توفير مساكن للاجئين من أوكرانيا عقب الغزو الروسي لذلك البلد، وضم شبه جزيرة القرم إلي روسيا”. (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2017/04/moscow-unwittingly-promoting-broader.html)

رئيس مركز حقوق الإنسان في قباردينو – بلكاريا، يقول إن الشركس في سوريا وأماكن أخرى يجب أن يمنحوا هذا الوضع لأنهم يتحدثون إحدى لغات الدولة —  لغتهم رسمية في جمهورية أديغيي (Adygey) — لكن موسكو لم تكن مستعدة للقيام بذلك (https://www.kavkazr.com/a/cherkesy-dobivayutsa-priznania/28435551.html).

في حين أن الذين ينكرون حقوق شعبهم ووطنهم، لا يكتبون أو ينشرون فقط وفقا لمصالحهم ورغباتهم، ولكن أيضا يهدفون إلى محاباة قوى وجهات تسعى للسيطرة والاستيلاء على مصائر وأوطان الآخرين.

وهذا يذكرنا باولئك الذين يرغبون في لفت الانتباه عن قضية أساسية وجوهرية إلى مسائل ثانوية لا علاقة لها بالمسألة الأصلية المطروحة من قريب أو بعيد. وهذا امر مكشوف للعيان في امثلة كثيرة ماثلة امامنا. هناك أشخاص يريدون أن يجادلوا من أجل الجدال العقيم بحد ذاته عن طريق نسيان تاريخهم والعمل الذي يجب القيام به للحفاظ على السكان الذين يؤثر البعض أن يضطهدونهم ويغتالونهم بشكل منهجي.

وما زلت أؤمن بما قاله إبراهيم لينكولن: “أولئك الذين يحرمون غيرهم الحرية ، يستحقون هم حرمانهم منها، ولن يستطيعوا الإحتفاظ بها طويلاً، تحت حكم رب عادل” (http://mawdoo3.com/%D8%A3%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%84_%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%85_%D9%84%D9%86%D9%83%D9%88%D9%84%D9%86).

Share Button