“ثورة ملونة صغيرة” تندلع داخل روسيا — بين الشركس

الأربعاء، 18 أكتوبر / تشرين الأول 2017

“ثورة ملونة صغيرة” تندلع داخل روسيا — بين الشركس

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

18 أكتوبر / تشرين الأول 2017

            ستاونتون، 18 أكتوبر / تشرين الأول — كانت إحدى الخصائص التي تميّز سنوات بوتين في الحكم هو خوف موسكو من أن ينجح شخص ما في مكان ما في إطلاق ثورة ملونة داخل حدودالفيدرالية الروسية، وبالتالي تقويض النظام القائم أو حتى الإطاحة به. ويقول صحفي في صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا (Nezavisimaya gazeta) أن هذه الثورة ربما تكون قد بدأت في الوقت الحاضر.

            وفي مقالة نشرت في عدد اليوم بعنوان “ثورة توليب شركسية” صغيرة، يقول أرتور بريماك (Artur Priymak) إن الجهود الشركسية للدفاع عن شجرتهم المقدّسة وغضبهم من المعاملة الرسمية لروسلان غفاشيف (Ruslan Gvashev) الذي تزعم هذا المسْعى جذب الإنتباه “وعلى أعلى المستويات” (ng.ru/events/2017-10-18/11_430_revolution.html).

            ويشير غفاشيف إلى أن الشركس في جميع أنحاء شمال القوقاز قرروا أن يقيموا صلاة في شهر مايو/أيار عند شجرة التوليب في سوتشي لأسلافهم الذين كافحوا ضد التقدم الروسي في العهد القيصري. لكن المسؤولين لم يكونوا مستعدين للسماح بذلك لأن الشجرة ليست مدرجة في سجل المقاطعة للأماكن المقدسة. ومن أجل المضي قدما مهما كان الوضع، ألقي القبض على غفاشيف ومن ثم تم توجيه الإتهام إليه.

            ويقول بريماك، لقد أعلن الإضراب عن الطعام ثم أوقفه بسبب سوء المعامله االتي لقيها؛ واستقطب تأييدا كبيرا وواسعا من الشركس. وعندما رفض المسؤولون استئنافاته القضائية، حسبما يقول الصحفي، “كان العديد من مواطني أبخازيا مستعدين لإظهار الاحتجاج بالتخلي عن جوازات سفرهم الروسية”.

             توجه المسؤولون الأبخاز إلى موسكو وسوتشي لمناقشة الوضع وللفت الإنتباه إلى أهمية شجرة الزنبق في حياة الشركس، وفقا للعالم السياسي الأبخازي ديفيد داسانيا (David Dasania). واضاف انه نتيجة لذلك تغيرت وجهات نظر المسؤولين الروس وانهم سيتشاورون بشكل اكبر مع الشركس.

            ويقول داسانيا: “الآن ستتشاور سلطات سوتشي في المقام الأول مع الشابسوغ الأجلاء [مجموعة فرعية من الشركس] وبطبيعة الحال مع رسلان غفاشيف”. وآخرون يضمّون البعض من منظمة أديغه خاسه “سوف يفقدون الوضع كمفاوضين” حتى لو حافظوا على مواقعهم في تلك المنظمة.

            ووفقا لداسانيا، فإن ما حدث مع غفاشيف هو تماما عمل مسؤولين محليين، ولم يكن هناك أي “{أمر} من موسكو” في قضيته. فهم البيروقراطيون المحليون التصرفات عند الشجرة بأنها ليست كصلاة كان عليهم أن يحترموها، ولكن كاجتماع يمكن أن يلقى القبض على المشاركين فيه بسبب عدم حصولهم على موافقة مسبقة.

            وحتى الآن، لم ينجح الشركس في إقناع المسؤولين المحليين بأنهم مخطئون، وبالتالي، في يوم الاثنين من هذا الأسبوع، أبقت محكمة البداية على  إدانة غفاشيف حتى بعد أن أبطلت محكمة المقاطعة استنتاجها الأوّلي، ما أدّى إلى غضب الشركس بشكل واضح وأوجدت وضعا لا يريده أحد في موسكو.

            وفي حين أن استعمال الصحفي الروسي لمصطلح “ثورة التوليب” على هذه السلسلة من الأحداث قد يكون مبالغاً فيه، إلا أن من الواضح أن شعباً آخر قد وجد صوته وطريقة لاستخدام التناقضات داخل السلطات والذي يسعى إلى رفع برنامجه، ومن ثم تلبية أحد الجوانب الرئيسية لتعريف الثورة الملوّنة.

            ومن الواضح أن هذه القضيّة وهذه “الثورة” لم تنته بعد.

المصدر:

https://windowoneurasia2.blogspot.com/2017/10/a-small-color-revolution-breaks-out.html

Share Button