موسكو منحت وضع اللاجئين إلى اثنين فقط من الشركس السوريين من أصل 3000 شخص تقدموا بطلبات

الأربعاء 27 يونيو/حزيران 2018

موسكو منحت وضع اللاجئين إلى اثنين فقط من الشركس السوريين من أصل 3000 شخص تقدموا بطلبات

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

27 يونيو/حزيران 2018

            ستاونتون، 26 يونيو/حزيرانعلى الرغم من دورها في الصراع السوري، فقد منحت موسكو صفة اللاجئ لشركسيين إثنين فقط من سوريا من حوالي 3000 شخص تقدموا بطلب للحصول على هذا الوضع، كما تقول أليسا شيشكينا (Alisa Shishkina)، نتيجة للمخاوف الروسية من أن مثل هؤلاء الناس هم أو سيصبحون متطرفين إسلاميين أو أنهم سيُعكرون صفو التوازن العرقي المهتز في شمال القوقاز.

            وتقول شيشكينا، وهي المتخصصة في النزاعات العرقية في المعهد العالي للاقتصاد، إنه على عكس السوريين الآخرين الذين يفرون من الحرب، فإن الشركس من هناك لديهم من حيث المبدأ مكاناً يذهبون إليه، وهو الوطن في شمال القوقاز الذي هَجّرت منه السلطات القيصرية أسلافهم في عام 1864 (magazines.russ.ru/nz/2018/2/v-poiskah-utrachennoj-identichnosti.html).

            ووفقاً لأبحاثها، يعيش 7000 إلى 8000 لاجئ من سوريا الآن في روسيا. بعضهم من الطلاب أو غيرهم ممن كانوا في روسيا منذ بعض الوقت؛ الآخرون هم في الغالب من الشركس الذين فروا من القتال. ومن بين هؤلاء تواجه الغالبية الساحقة منهم صعوبة في الدخول وفي الوضع الشرعي داخل الفيدرالية الروسية.

            وتكمن أسباب ذلك في سياسة الحكومة ومخاوفها. فمن ناحية، وفقاً لدائرة الهجرة الفيدرالية، فقد تم تصنيف المهاجرين من سوريا من قبل موسكو على أنهم منبلد خطير، يمكن أن يبقوا في روسيا ولكنهم يواجهون مصاعب جمّة في الحصول على الوثائق الضرورية. ونتيجة لذلك، يعيش الكثيرون منهم في الظل.

            ومن ناحية أخرى،ترى إدارات جمهوريات شمال القوقاز في طوفان ممكن للشركس تهديداً للتوازن الهش بين الأعراق الذي يميز تلك المنطقة عن غيرها، كما تقول شيشكينا. في العديد منها، لا توجد مجموعة عرقية سائدة وبالتالي فإن إضافة أناس جدد في واحدة منها، كما يخشى الكثير منها، سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار.

            ليس من المستغرب أن الخشية الأكبر تكمن بين الجماعات غير الشركسية في الأديغيه وقباردينوبلكاريا التي تشعر بالقلق من أن وصول الشركس من سوريا سيقوض موقفهم من خلال السماح للشراكسة بزيادة قوتهم. (بشأن مثل هذه التّغيُّرات في المنطقة، راجع أيضًا kavkazr.com/a/respublika-na-pereputye/29320973.html).

                قامت شيشكينا بإجراء مقابلات مع العديد من الشركس السوريين الذين انتقلوا إلى شمال القوقاز. يقول جميعهم تقريباً إنهم عادوا بسببجذورهم التاريخية وروابطهم الأسرية في منطقة القوقاز“. ومن بين أكبر الصعوبات التي يواجهونها، لا سيما بين الفئات العمرية الأكبر، الإفتقار إلى معرفة اللغة الروسية؛ لكن يواجه الجميع مشاكل تتعلق بالوثائق.

                كذلك هناك مشكلة أخرى تتمثل في العثور على عمل. في سوريا، كان العديد من الشركس يعملون في الشرطة أو في الجيش، وهي مواقع كما تقول شيشكينا تتسم بانهاأسباب تبرِّرفي روسيا، بأنّهُ لا يمكنهم حتى أن يأملوا في التقدم لها. كما يتعين عليهم الاعتماد على الروابط الأسريّة أو المنظمات الشركسية لمساعدتهم على البدء في المسكن والأثاث.

  وتقول الباحثة بأن مدى نجاحهم يعتمد إلى حد كبير على كيفية علاقة السكان المحليين بهم؛ لكن بغض النظر عما إذا كان هذا الأمر إيجابيا أم لا، تكمل  شيشكينا: ”ان إجراءات الحصول على الجنسية أو وضع اللاجئ غالبا ما يتم حظرها على المستوى الفيدرالي“.

            وتقول أنّهُرغم كل الصعوبات، فقدأعربت الأغلبية الساحقة من الذين قابلتهمعن رغبتهم في البقاء على أراضي روسيا حتى بعد أن يتم حل الأزمة السياسية في سوريا“. ويتطلعون إلى تبني الدولة الروسية قوانين جديدة تسمح لهم القيام بذلك.

            وبسبب أن روسيا متورطة في سوريا، كما تقول شيشكينا، فإنها بالكاد تستطيع رفض استقبال الشركس من هناك من الذين يفرّون من العنف. لكن بسبب المخاوف من أنهم قد يزعزعون التوازن العرقي أو يجندهم المتطرفون الإسلاميونحيث لا يوجد دليل على ذلك حتى الآنيبدو من غير المرجح أن تساعدهم موسكو بطرق ملموسة.

            وهكذا، تستنتج  أنّهُبالنسبة إلى العائدين السوريين، غالباً ما تحول طريق العودة إلى الوطن إلى طريق لا يصل إلا إلى المجهول“.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2018/06/moscow-has-given-refugee-status-to-only.html

Share Button