الأحد 19 مايو/أيار 2019
يقول المشاركون في إجتماع طاولة مستديرة في نالتشيك ان الشركس يجب أن يحكموا أنفسهم
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
19 مايو/أيار 2019
ستاونتون، 18 مايو/أيار — بالأمس، شارك مجموعة من الخبراء من فرع قباردينو–بلكاريا التابع لأكاديمية العلوم الروسية (Russian Academy of Sciences) والناشطين الشركس في اجتماع مائدة مستديرة في نالتشيك (Nalchik) كُرِّسَ لمشاكل الفيدرالية فيروسيا. وأعلن المشاركون بجرأة أن الشركس يجب عليهم اتخاذ قرارات بشأن وضعهم بدلاً من اتخاذها من قبل الغرباء.
قد يبدو هذا غير مألوف بالنسبة للكثيرين، لكن في سياق الحكم الروسي على شمال القوقاز عمومًا والأمة الشركسية التي قامت موسكو بتقسيمها على وجه الخصوص، إنه تقريبا عمل ثوري، وهذا مؤشر على أن القوة العمودية بدأت بالانهيار في المنطقة وأن الأمم التي هي بلا أمل بدأت في استعادته.
ووعد الموقع الشركسي خابزه (Habze.org) بنشر فيديو للجلسة في الأيام المقبلة، لكنه نشر بالفعل خطابات لرجلين شاركا فيها، وهما مارتن كوشيسوكو (Martin Kochesoko)، رئيس منظمة خابزه، وعظمات شورمان (Azamat Shorman)، وهو ناشط شركسي من نالتشيك (habze.org/у-черкесов-должно-быть-свое-самоупра).
ويجادل كوشيسوكو أن ”لا أحد يفهم المشاكل أفضل من الشعب، وبهذا المفهوم فإن الفيدرالية هي جوهر الحكم الذاتي. لكن إذا تحدث أحدهم بعبارات بسيطة: عندما تنقطع السلطة عن الناس، وتعيش حياتها الخاصة وعن طريق مصالحها الجماعية الخاصة بها، فمن المستحيل الكفاح بفعالية مع الفساد أو تنظيم الرعاية الطبية أو توفير التعليم للناس“.
”إن مشكلة الفقر هي مشكلة تؤثر علينا ولكنها لا تهدد غالبية البيروقراطيين. إنأطفالهم يدرسون في موسكو وأقاربهم لا يتلقون العلاج الطبي في نالتشيك. وليس سراً أن أولئك الذين يقسمون الإعانات في الزراعة وأولئك الذين يعملون في الأرض، كما هو الحال في الزراعة، هم أشخاص مختلفون“.
ويواصل قائلاً: ”منذ عقود، كنا نحاول إثارة وحل مشاكل شعبنا، وتنمية القرى،وتطوير الثقافة، والحفاظ على اللغة، ومشكلة إعادة المواطنين إلى الوطن من الخارج“. كانتهذه مبادرات خاصة بينما كانت الحكومة ”صماء بكماء“ بالنسبة لهم.
نتيجة لذلك، كما يقول كوتشوكو، ”لقد توصلنا إلى استنتاج مفاده أننا نشطاء وطنيونشركس لا يمكننا أن نفعل شيئًا بدون إدارة ذاتية فاعلة، دون الرجوع إلى حياتنا السياسية القائمة على مبادئ الفيدرالية التي يفرضها الدستور“.
”نرى أن المشكلة الرئيسية هي أن البيروقراطية تعيش حياتها الخاصة، وتبتلعالميزانية، وتسن قوانين لنفسها، وتتخذ القرارات بنفسها. لماذا لا تصل نسبة 90 في المائة منأموال الميزانية إلى الناس؟“ لماذا يعمل ثمانية أو تسعة من كل عشرة أطباء فقط للمسؤولينالذين يمكنهم الاستفادة من ذلك. هل هم الوحيدون الذين يمرضون؟ نفس الشيء صحيح فيجميع مناحي الحياة.
ويشير بأن الطريقة الوحيدة لتغيير ذلك هي ”وضع كافة مصروفات الميزانيةواستخدام الأراضي والموارد الطبيعية الأخرى تحت سيطرة الناس“. ولا يمكننا الاعتماد على المسؤولين لإجراء هذه التغييرات: ”يجب علينا بناء الإدارة الذاتية الخاصة بنا. لدينا نموذجاتقليدياً، هو المجلس {خاسا} (khasa)، ويمكننا أن نبني إدارة ذاتية بشأن ذلك.
ويضيف:”يجب أن يقرر الناس والمجتمع والمجلس جميع القضايا المحلية الرئيسية“.يمكنهم القيام بذلك بطريقة شفافة وفعالة لأن التجربة تظهر أنه عندما يفعلون ذلك، فإنالآمور ستعمل؛ عندما يقول المسؤولون إنهم سيفعلون ذلك، فإن الشيء الوحيد الذي يحدثهو إنتاج المزيد من المطالبات التي تبقى على الورق فقط.
ويقول كوشيسوكو أن في الأسابيع القادمة، ستقدم منظمته برنامجًا مفصلاً لإعادةإحياء الإدارة الذاتية، لإصلاح الأراضي وأيضًا أفكارًا حول قضايا التعليم والرعاية الصحية والعودة إلى الوطن“.
يطبق شورمان هذه الأفكار على وضع التعليم في نالتشيك. ويقول بأنه بصفته أباً،يمكنه أن يشهد على أن المدارس في حالة مريعة وحالتها تتفاقم. لا يجري إصلاحها، ولايتقاضى المعلمون رواتب كافية، ويعاني الأطفال ومستقبلهم. ويقول أن الآباء مثله يريدونالسيطرة على الموقف.
إنهم على يقين من أنهم يعرفون المشاكل بشكل أفضل من المسؤولين الذين يرسلونأطفالهم إلى موسكو للدراسة، وأنهم واثقون من أنهم يستطيعون القيام بعمل أفضل لأنهم يعرفون ويهتمون، وهو أمر لا يمكن قوله عن طبقة المسؤولين الرسميين.
المصدر:
http://windowoneurasia2.blogspot.com/2019/05/circassians-must-govern-themselves.html