“ناشط شركسي يستنكر قيام موسكو ”بالتمييز ضد المواطنين وفق أسس عرقية

الأربعاء 31 يوليو/تموز 2019

ناشط شركسي يستنكر قيام موسكوبالتمييز ضد المواطنين وفق أسس عرقية

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

31 يوليو/تموز 2019

            ستاونتون، 29 يوليو/تموزقبل يوم من احياء يوم إعادة التوطين في جمهورية أديغي (Adygey Republic) في 1 أغسطس/آب، أدان الناشط الشركسي عسكر سوخت (Asker Sokht) موسكو بسبب ازدواجية المعايير المتعلقة بالهجرة ورأى بأن ممارسة التمييز ضد الهجرة المحتملة على أسس إثنية لا يسهم في إعطاء صورة إيجابية عن روسيا في العالم.

            ويظهر مقاله شديد اللهجة على موقع وكالة ريغنوم (Regnum) الروسية للأنباء، وهو المكان الذي يعكس في معظم الأحيان وجهات النظر القومية الروسية بدلاً من الدفاع عن الشعوب غير الروسية عمومًا أو عن أمم شمال القوقاز على وجه الخصوص. لهذا السبب وإذا لم يكن هناك شيئا آخر، فذلك يستحق الاهتمام (regnum.ru/news/polit/2675065.html).

            تم في نهاية التسعينيات من القرن الماضي في جمهورية أديغي تخصيص يوم الأول من أغسطس/آب للاحتفال بالعودة  الناجحة لِ 49 عائلة إلى وطنهم من يوغوسلافيا التي نشبت فيها الحرب، وهو الإجراء الذي لعبته موسكو في ذلك الوقت كبادرة إنسانية ولكنها كانت مترددة بشكل متزايد لتكرار عودة الشراكسة الذين يسعون للعودة إلى شمال القوقاز من سوريا أو العراق.

            وأصر المسؤولون في موسكو مرارًا على أن القانون الروسي لا يسمح بالعودة الجماعية لهؤلاء الشراكسة، وهو مثال واضح علىالمعايير المزدوجة، كما يقول الناشط الشركسي، نظرًا لأن هؤلاء المسؤولين أنفسهم لم يروا أي مشكلة في السماح لمليوني أوكراني بدخول روسيا بعد عام 2014 وحتى الحصول على الجنسية الروسية بشكل سريع.

            وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها موسكو، عاد حوالي 6000 من الشراكسة إلى وطنهم منذ عام 2012، بدعم من الناشطين الشركس المحليين وبدرجة أقل من قبل حكومات الجمهوريات الشركسية ولكن ليس من جانب موسكو. ونتيجة لذلك، بقي نصفهم فقط في الفيدرالية الروسية.

            ويقول سوخت إن النصف الآخر انتقل إلى أبخازيا وتركيا والأردن والسويد والنرويج وألمانيا، أو حتىعادوا أدراجهم إلى سوريا“. لقد فعلوا ذلك بسبب غياب برامج حكومية لدعم اندماجهم في الحياة الروسية وبسبب معارضة المسؤولين الروس لقدومهم على الإطلاق.

            وحصل جزء كبير من أولئك الذين بقوا في الفيدرالية الروسية على الجنسية الروسية. والتحق الكثيرون في المدارس والجامعات الروسية، وقد خدم بعضهم في القوات المسلحة الروسية،وهي أيضًا آلية مهمة للاندماج في المجتمع الروسي“.

            ولكن في الوقت الحالي  هناك ما يقرب من 300 عائلة شركسية، معظم أفرادها من كبار السن، يحتاجون إلى مساعدة قانونية وتدريب لغوي ليصبحوا مواطنين روس. ويقول سوخت: ”كان ينبغي أن يعاملوا بنفس الطريقة التي عومل بها الأوكرانيين“. لكن بدلاً من ذلك، أصدر فلاديمير بوتين أوامر لاتمنح استثناءات للشركس.

            ويضيف قائلاً: ”بما لا يدع مجالا للشك، هذه حالة تمييز واضحة ضد العائدين الشركس من سوريا الذين أقاموا في روسيا منذ أكثر من سبع سنوات“. ويقول: ”إن مثل هذا الانقسام بين المواطنين في الخارج على أسس عرقية، لا يجعل الحكومة تبدو على خير ما يرام“.

            على الرغم من أن الناشط الشركسي لم يذكرها هنا، إلا أن هناك مجموعتين من الأسباب التي جعلت موسكو تتصرف بهذه الطريقة. فمن ناحية، لا تريد تدفقاً للشراكسة من شأنه تغيير التوازن العرقي الحسّاس في شمال القوقاز وربما تكثيف المطالب لتوحيد جميع الشراكسة في جمهورية واحدة.

            من ناحية أخرى، وعلى عكس الأوكرانيين الذين ينظر إليهم على أنهم أمة متماثلة ثقافياً وحتى أمة صديقة، فإن المسؤولين في موسكو ينظرون إلى الشركس على أنهم غريبين ثقافيًا وأمّة كان تاريخها معاديا لروسيا والروس منذ هُجِّر أسلافها من قبل الجيش الروسي في عام 1864.

            بالنظر إلى ذلك، لماذا اختارت ريغنوم نشر هذه المقالة الآن. ثلاثة أسباب وراء ذلك تذل على نفسها. أولاً، أن وكالة الأنباء الروسية، مثلها مثل العديد من الوكالات الأخرى، تنشر أحيانًا أشياء تختلف عن الخط الرسمي حتى تتمكن من الإدْعاء بالموضوعية التي تشير ممارساتها المعتادة في الواقع إلى انها غير موجودة.

            ثانياً، لا شك أن العديد من المحررين في ريغنوم يعتقدون أن استقبال الشركس من يوغوسلافيا كان تطوراً إيجابياً، حيث  لفت أحدهم النظر إلى أعمال حلف الناتو (NATO) في ذلك البلد. وعبر التركيز على هذا التاريخ، نجح سوخت في الحصول على قبول لمقالته ككل.

            وثالثا، بالنظر إلى المشكلات الديموغرافية لروسيا، فليس من غير المعقول أن يشعر بعض محرري ريغنوم على الأقل بأن الأمر يستحق الاهتمامحتى بإستقبال الشراكسةإذا كان ذلك سيساعد على إبطاء المزيد من الانخفاض في عدد السكان الروس.

المصدر:

https://windowoneurasia2.blogspot.com/2019/07/circassian-activist-denounces-moscow.html

Share Button