يقول رئيس الوزراء الرّوسي السّابق: قد تبدأ روسيا بالتّفكّك في غضون عامين

يقول رئيس الوزراء الرّوسي السّابق: قد تبدأ روسيا بالتّفكّك في غضون عامين

B5B3FE1C-CE93-4D4D-A225-598A71B617D0_w640_r1_s_cx0_cy9_cw0

2014/09/19

الكاتب: يوري سفيتسكي (Yury Savitsky)

ترجمة: عادل بشقوي
٢١ سبتمبر/أيلول ٢٠١٤

وارسو – التقى ميخائيل كاسيانوف (Mikhail Kasyanov)، وهو رئيس الوزراء الروسي السابق وأحد قادة المعارضة الروسية، مع المثقفين البولنديين في وارسو. ووفقا لكاسيانوف، فإن التدهور الخطير للوضع الاقتصادي في روسيا سيحدث بالفعل بحلول نهاية هذا العام، وسوف تكون السنة والنصف إلى السنتين القادمتين حاسمة بالنسبة للمستقبل السياسي للفيدرالية الروسية بأكملها. وحتى يبقي بوتين في سلطته في هذا الوضع الصعب فإنه بحاجه إلى عدوٍ خارجي. وقال كاسيانوف بآن الكرملين اختار أوكرانيا كعدو لشغل هذا الموقع.

عند التحدث عن الوضع الحالي عن روسيا في وارسو، فإن ميخائيل كاسيانوف كرس جزءا كبيرا من خطابه للوضع في أوكرانيا. ووفقا له فإن بوتين تلقى تفويضاً بأساليب من نوع ما للعدوان ضد أوكرانيا في عام 2008، وبعيد الحرب مع جورجيا. وفقا لزعيم المعارضة الروسية، فإن الأمر الواقع في سياسات الغرب التي هي بلا أسنان تعتبر غير مقيدة لأيدي بوتين. ويطرح كاسيانوف سؤالاً بلاغياً لأسباب العدوان الروسي ضد أوكرانيا: “ما هو هدف بوتين في أوكرانيا؟ من دون شك، فإن هدفه الرئيسي هو الاحتفاظ بالسلطة داخل البلاد. ومن أجل الحفاظ على السلطة، فهو يحتاج إلى عدو خارجي ولانتصارات في الحرب”​​. 

يقول كاسيانوف أن أكبر مساعدة لأوكرانيا في صراعها مع روسيا في الحالة المحددة هذه، يكمن في تماسك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا. يقول السياسي أن هذه البلدان، يجب أن تبقى على موقفها باستمرار والقاضي باعتبار ضم شبه جزيرة  القرم عملا غير مشروع، والمطالبة بانسحاب كافة القوات الروسية من أوكرانيا. 

بوتين يشعر بالصدمة من جراء العقوبات الغربية 

يدّعي كاسيانوف أن بوتين يشعر بالصدمة من العقوبات التي فرضتها الدول الغربية. ويقول بأن الكرملين كان يأمل بأن الغرب سوف يبتلع العدوان ضد أوكرانيا بصمت، تماما كما حدث في نتيجة الحرب ضد جورجيا. يعتقد الرئيس الروسي الذي دُرّبَ من قبل الكي جي بي (KGB)، بأنه يمكن شراء كل شيء في هذا العالم. انه لا يعتقد بأن القيم مثل حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية مهمة بحق بالنسبة للسياسيين الغربيين. 

ويوضح زعيم المعارضة الروسية بأنّ “بوتين لا يؤمن في ذلك. وهو قلق جدا وفي حالة صدمة لأنه حتى أنجيلا ميركل في ألمانيا، والتي كرس كثيرا من انتباهه لها، ومنح عقوداً مربحة جدا للشركات الألمانية، وقعت على قرار العقوبات”. 

وفقا لكاسيانوف، فإنّ لدى بوتين ميزة على الغرب وأنه لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، فهو طاغية من نوع ما. يعتبر الرئيس الروسي بأن السياسيين الغربيين ضعفاء، وذلك مقارنة بوضعه، إذ عليهم التشاور لإعطاء قراراتهم. 

ويبيّن كاسيانوف أن “الأمر الواقع الّذي نراه هو أن هناك خصائصاً معينة لنظام حكم يتم تحويله من نظام حكم إستبدادي إلى نظام حكم بعناصر من الفاشية. إنه يذكرنا جيدا بنظامي موسوليني وفرانكو”. 

عند الحديث عن سيناريوهات محتملة للكيفية الّتي ستتطور بها الأحداث في روسيا، يسمّي كاسيانوف إثنين من تلك الإحتمالات  الّتي يراها أكثر احتمالا. 

يقول ميخائيل كاسيانوف، أن أحدهما، والذي أجد بأنه سيكون أكثر فظاعة وغير مقبول هو تعميق خصائص النظام الفاشي في روسيا. وآمل أن لا يحدث ذلك. كما أن السيناريو الثاني، هو اني لا أعتقد أن بوتين ليس مخبولاً ويجب عليه أن يعلم أنه خسر في تحايله ومناوراته، ويوجب عليه السعي من أجل استراتيجية للتخلص من الوضع”.

ووفقا له، في نهاية العام الحالي، ستكون الظروف واضحة في الإقتصاد الرّوسي الذي من شأنه أن يتسبب في وقت لاحق بالإنهيار. العقوبات الغربية تعمل على تسريع الأزمة الاقتصادية العميقة في الفيدرالية الروسية. طوال السنة والنصف إلى  سنتين القادمتين سيتحدد مصير الدّولة الرّوسيّة، والتي يمكن للمرء أن يتوقع ميولاً لتفكك الإتّحاد.

ترجم المقال من البولنديّة إلى الإنجليزيّة: ماريا شتشيربينينا (Mariya Shcherbinina)

المصدر: راديو الحرية (Radio Liberty)

النّاشر: 

http://euromaidanpress.com/2014/09/19/former-russian-prime-minister-the-separation-of-russia-may-begin-within-15-2-years/

Share Button