لإنقاذ اللغة الروسية في شمال القوقاز، يمكن إرسال المجندين من هناك مرة ​​أخرى إلى أجزاء أخرى من روسيا

الثلاثاء 21 يوليو/تموز 2015

لإنقاذ اللغة الروسية في شمال القوقاز، يمكن إرسال المجندين من هناك مرة ​​أخرى إلى أجزاء أخرى من روسيا

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

21 يوليو/تموز 2015

            ستاونتون، 21 يوليو/تموز — إن وضع معرفة اللغة الروسية في شمال القوقاز هو الآن صعب للغاية  — عميد جامعة موسكو الحكومية يقول: “نحن نخسر القوقاز” لغوياً — بحيث أن بعض المسؤولين يدرسون الآن اتخاذ خطوة ستثير بالتأكيد غليانا جديدا هناك: إيفاد مجندي شمال القوقاز للعمل في مناطق أخرى من روسيا.

            في اجتماع لمجلس الحكومة الروسية لشؤون اللغة الروسية الأسبوع الماضي، قال عميد الجامعة فيكتور سادوفنيتشي (Viktor Sadovnichiy) إن دراسة حديثة أجراها باحثين في مؤسسته وجدوا أنه في بعض الأجزاء يتقن سكان شمال القوقاز اللغة الروسية بشكل ضعيف فقط، وفي حالات أخرى، لم يتقنوها على الإطلاق (mk.ru/social/2015/07/17/viktor-sadovnichiy-my-teryaem-kavkaz.html).

            وقال إن ذلك يجب أن يتغير، مشيرا إلى أن مؤسسته قد ساعدت على إنشاء موقع على شبكة الانترنت لمدرّسي اللغة الروسية في داغستان، للعمل على تحسين مستوى تدريب المعلمين للمواطنين من شمال القوقاز أو الذين هم على استعداد للذهاب الى هناك للتأكد من أن تبقى اللغة الروسية على قيد الحياة.

            لكن مشاركين آخرين اقترحوا تدابير أكثر تطرفا، ما يؤشّر إلى حجم المشكلة من وجهة نظر موسكو. وليس بشكل غير متوقع، اقترح كثيرون أن النظام التعليمي يحتاج لزيادة رواتب معلمي اللغة الروسية في شمال القوقاز حتّى “لا تغادر الكوادر المؤهلة” تلك المنطقة، حيث أن العديد منهم يفعل ذلك الآن.

            الآخرين، على أي حال، تقول صحيفة “فيستي كافكازا (Vesti Kavkaza)” في تقارير لها اليوم في مقال بعنوان “كيف يمكن إعادة اللغة الروسية إلى شمال القوقاز”، ودعا إلى إيجاد حل أكثر جذرية: إحياء ممارسة الحقبة السوفيتية بإرسال المجندين من تلك المنطقة إلى أجزاء بعيدة من الفيدرالية الروسية من أجل عزلهم عن لغاتهم الأصلية، وإجبارهم على تعلم اللغة الرّوسيّة.

            وكما تضعها مجلة الإنترنت، هناك “في الاتحاد السوفياتي، سمح هذا الإجراء لشباب الريف من جمهوريات القوقاز لأن يكونوا في محيط من اللغة الروسية تماما لعدة سنوات، وعلى سبيل المثال، في منطقتي الأورال أو الشرق الأقصى”، والذي ساعدهم على الخلاص من “قيود اللغات المحلية” (vestikavkaza.ru/news/Kak-vernut-russkiy-yazyk-na-Severnyy-Kavkaz.html).

            “غير أن اليوم”، تكمل الصحيفة، “غالبا ما يبقى الشباب للخدمة هناك حيث ولدوا، ولا يتجاوزون حدود وسط لغتهم الأم”.

            هناك ثلاثة أسباب جعلت موسكو تقدم في وقت سابق على هذا التغيير، ويمكنها إرجاعها فقط في ظل خطر إثارة انفجار جديد من المواقف المعادية لموسكو في شمال القوقاز. أولا، وكما اشتكى الضباط الروس في كثير من الأحيان فإن الجنود من شمال القوقاز غالبا ما يشكلون الشللية داخل الجيش للدفاع عن أنفسهم ضد البلطجة أو ارتكابها.

            باختصار، فإن الخدمة كانت في وحدات عسكرية تهيمن عليها اللغة الروسية كان لها بالضبط تأثيرا معاكسا من الذي توقعه الكثيرون: لقد ولّدت المشاعر القومية بين الناس من شمال القوقاز (والمناطق غير الروسية الأخرى) بدلا من أن تكون بمثابة تجربة للإندماج.

            ثانيا، لجزء كبير من فترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، لم يجند الجيش الروسي على الإطلاق من بعض أجزاء من شمال القوقاز أو أخذ أكبر عدد ممكن من الرجال من تلك المنطقة وذلك بحجم مجموعة في سن الخدمة العسكرية هناك الذي من شأنه أن يسمح بسبب المخاوف من أن هؤلاء المجندين قد يستخدمون أي من المهارات العسكرية التي اكتسبوها في وحدات مسلحة ضد موسكو.

لكن نتيجة الضغط من الإنهيار الديمغرافي للدولة الروسية، اضطرت موسكو على مدى السنوات القليلة الماضية البدء في التجنيد من هذه المنطقة مرة أخرى. وكان الثمن الذي يتعين دفعه هو الموافقة على السماح لهؤلاء الذين أخذوا للخدمة في مناطق سكناهم، الأمر الذي قلل بشكل أكبر من ذلك الدور التكاملي للقوات العسكرية.

وثالثا — قد تكون هذه أهم نتيجة للهيجان على الإطلاق— اذا غيرت موسكو هذه السياسة وتفعل ذلك بشكل واضح لزيادة معرفة اللغة الروسية بين مواطني شمال القوقاز، فإن الكثيرين منهم سيعتبرون الخدمة في القوات المسلحة الروسية باعتبارها تشكل تهديدا لقومياتهم ويسعون لتجنب ذلك أكثر مما كان عليه في الماضي.

البعض منهم على الأقل سوف يكونوا على استعداد للاستماع لأولئك الذين يحثونهم على عدم التعاون مع موسكو بأي شكل من الأشكال ولكن بدلا من ذلك الذهاب إلى الغابات والانضمام إلى الجماعات القومية أو الإسلامية التي تقاتل الآن ضد محاولات روسية لاستعادة السيطرة على تلك المنطقة المضطربة من البلاد منذ فترة طويلة.

ان هذا البعض في موسكو بات الآن على استعداد لمواجهة هذا الخطر ليبين كيف يؤمن الكثيرين هناك بأن يعززوا اللغة الروسية بين غير الروس حتّى يساعد ذلك على تماسك البلاد، ومدى خطر سوء الفهم الذي قد يكون ليس في شمال القوقاز فحسب، بل في أي مكان في المناطق غير الروسية حيث يحاول نظام بوتين استعادة هذه الممارسة من الحقبة السوفياتية.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2015/07/to-save-russian-in-north-caucasus.html

Share Button