من هو محمد عودة؟؟؟

من هو محمد عودة؟؟؟

بقلم: عادل بشقوي

9 فبراير/شباط 2016

rorytrotter.com
rorytrotter.com

هناك شخص -أو أشخاص يُظن أنهم يعملون وفق مخطط مشبوه وموجّه تحت عنوان ما يسمى “محمد عودة”، بحيث يمكن وصفهم بالظاهرة السلبية التي يجري إضفاءها على المجتمعات الشركسية من أجل زرع الفتنة ونشر النزاعات التي لا يتمناها سوى أعداء الأمة الشركسية والمتربصين بها، وهم الذين يسعون الى تشويه الحقائق والإساءة إلى كل من يعمل من أجل المطالبة بحقوقه وحقوق شعبه المشروعة، وإلى كل من يساندهم في ذلك.

هذه الشخصية -سواء كانت فردية أو جماعية أو اعتبارية يمكن ان تكون -في المحصلة شخصية تآمرية تعمل على الترويج لحملة دعائية هدّامة تبنى على معلومات أولية يتم إستقاؤها من خلال عملاء مدسوسين في المجتمع لتلفيقها ومحاولة اغتيال الشخصية، وبث الكراهية والحقد والقلق في المجتمع.

وفي مقال مؤرخ بتاريخ 2 / 2 / 2016 -ليس الغرض منه سوى التحريض والإساءة، بعنوان: “الى متى سيستمر تغييب الشراكسة عن الواقع”-؛ يكرر ذاك الدّعي محاولات بث الفرقة بين الشركس، وقلب الحقائق وكيل الاتهامات الباطلة، وفق المثل العراقي القائل: “الكذب المصفّط أحسن من الصّدق المخربط”، بحيث قام ما يتصف بالكاتب -أو الناشر، أو المروّج بنفث سيل من سموم الدعاية المكشوفة من الترّهات والثرثرة وكأن الذين يتلقون هذا الهراء لا يملكون الإرادة بقبول التلقّي أو تمييز الغث من السمين.

أراد الكاتب او الناشر او المروّج أن يمرر التالي:

التركيز على “وصف” الشراكسة الذين “يحملون الجنسية التركية،” وتتربص بهم السلطات في الوطن الشركسي، بحيث ينأي المروّجون بطبيعة الحال عن وصفهم “عائدين الى وطنهم التاريخي،” حيث أن الإستفزازات لا زالت قائمة حتّى هذه اللحظة، في حين ظهرت شخصية مستنسخة أخرى لمثل هذا الدّعي في الوطن الشركسي، ونُشر مقال عدائي آخر في صحيفة “سوفيتسكايا أديغه” (Sovetskaya Adige) بتوقيع شخص وهمي أخر سُمّيَ هو الآخر “أمير ديشيكوف” (Amir Dyshekov) يهاجم فيه  الشركسي العائد عدنان خواد والوطنيين الشركس في الوطن بشكل عام ويحرض ضدهم

(http://www.cherkessia.net/news_detail.php?id=6885 و

http://www.cherkessia.net/news_detail.php?id=6886 و

http://www.cherkessia.net/news_detail.php?id=6888).

من المعلوم أن هذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة لهكذا تصرفات رعناء تتنافى مع حقوق الإنسان في العودة والإقامة في الوطن (http://kavpolit.com/articles/predprinimaetsja_popytka_massovoj_deportatsii_v_tu-22656/).

فالكثيرون يعرفون ما حصل مع حاجي بيرم بولات (http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251673956) –ومع الشركس العائدين من سوريا الى الوطن-، وعدم السماح لهم بالسفر الى وطنهم رغم الحرب المدمرة في سوريا.

أود أن أبين هنا أن المقطع الثاني من الاسم المستعمل في هذا التهريج يُذكِّر بموضوع العودة إلى الوطن، فرُبّ ضارّةٍ نافعة، لكن المقال “الظاهرة” يحاول ذكر أمور مختلفة؛ منها أن الدّعي المسمى بهذا الاسم يحاول الترويج لمعلومات غير وافية وغير صحيحة من أجل تفادي ذكر أن شركيسيا التي تم احتلالها من قبل قوات الإمبراطورية الروسية الغازية -مثلها مثل باقي آمم شمال القوقاز التي ابتليت ما زالت بنفس تداعيات الإحتلال البغيض الذي اغتصب الوطن وانتهك الحقوق وحاول تزوير التاريخ.

وإذا كانت هناك أية فائدة من العمل لاسترجاع الحقوق الشركسية المغتصبة والمصادرة وفقاً للقوانين والأعراف الدولية؛ فإنها تتمثل في تمكن الشركس من معرفة ما يجري على الساحة الشركسية، وكذلك معرفة من هم وراء التشبث بأرض الغير -التي تم احتلالها بالكامل في عام 1864- مع إنكار الحقوق المشروعة، حيث تم ذلك عندما ارتكبت الإبادة الجماعية الشركسية وتم إبعاد من تبقّى على قيد الحياة إما إلى الدّولة العثمانية أو إلى مناطق ما وراء نهر كوبان؛ لأن الدولة الإستعمارية الروسية في ذلك الوقت أرادت شركيسيا الواقعة على البحر الأسود فارغة وبدون آهلها الشراكسة.

ويبدو أن هنالك هدفًا آخر؛ هو محاولة تلميع “الجمعية الشركسية العالمية” التي يبدو أنها -وحسب المعطيات المتوفرة- استنفذت مهامّها، ولم يبقى لديها ما تفعله من أجل منفعة الشركس وخيرهم -سواء في الحاضر أو في المستقبل-، بالإضافة إلى عدم الوفاء بالأهداف التي أنشئت من أجلها عند تفكك الاتحاد السوفياتي المقبور.

قام كاتب -أو ناشر، أو مروج المنشور المشار اليه بذكر واستعمال تعبيرات تم توجيهها إليه في المقالين السابقين:

(http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251670733

و http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251675384)

اللذين ذُكِرَ فيهما الدور المشبوه الذي يقوم به هذا الدّعي؛ بكيل الاتهامات جزافاً والمعروف مصدرها جيداً، لكنه يفعل ذلك دون التقيد بقواعد الأدب والحياء والخلق القويم؛ لقد قام بالتهجم على من يحاول استعمال المعلومات المتاحة من مصادر موثوقة عن القضية الشركسية لنشرها لكل من يهمه الأمر، إلا أن هذه المواقف تثبت أن بعض الأطراف يهمها أمور أخرى، هدفها التجهيل والتلقين والتحريف حتّى لا يعرف الشركس حقوقهم حق المعرفة.

ومن ضمن هذه الحملة المسعورة تُذْكَر مؤسّسة (جيمس تاون)، وتوصف بأنها تقدم دعماً مباشراً لحملة الشركس ضد محاولات السلطات الروسية في شمال القوقاز إبعاد الشركس العائدين إلى وطنهم من تركيا، وكأنه ليس لها شاغل سوى القضية الشركسية، مع العلم أن هذه المؤسسة هي واحدة من مئات المؤسسات ومراكز البحث الشبيهة، وهي أهلية غير ربحية، وقائمة على التبرعات، وتعمل في مجال البحث والتحليل العالمي، وتصدر الدراسات والأبحاث وتقيم المؤتمرات وتعمل على متابعة الأحداث وإصدار النشرات والدراسات الدورية والآنية فيما يتعلق بأوراسيا والإرهاب والصين، وإصدار أسبوعية شمال القوقاز، ورصد قيادات المتشددين، ومتابعة الأحداث الساخنة؛ مثل: موضوع العراق وسوريا والدولة الإسلامية (http://www.jamestown.org/).

  أتى كاتب -أو ناشر، أو مروج المنشور على ذكر المحلل السياسي الشهير بول غوبل (Paul Goble)، الذي كتب ويكتب ونشر وينشر آلاف التحليلات الثاقبة عن روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، وهو محرر لأربعة مجلدات عن القضايا الإثنية عن نفس هذه الأطراف، وله كتابات عن المسائل الإثنية والدينية والقومية، وعمل مستشارا في شؤون الاتحاد السوفياتي وروسيا لدى عدة جهات، وكان مُلْهِماً لاستقلال جمهوريات البلطيق عن الاتحاد السوفياتي السابق.

ومن هذه المنطلقات؛ فإنه يكتب في شؤون يختص بها؛ كونه يتقن اللغة الروسية -بالإضافة إلى لغات أخرى. ومن بعض أعماله التي يشكر عليها؛ كتب جزءًا يسيراً جدا من كتاباته المتعددة عن القضية الشركسية والإبادة الجماعية، وتحدث في مؤتمرات هامّة عقدت عن القضية، واهتم أيضاً بالأمور والأحداث التي تقع في الوقت الحاضر في الوطن الشركسي، ومنها أولمبياد سوتشي الذي جرى على أرض الإبادة والتّهجير. هذه المقالات تمت ترجمتها إلى اللغة العربيّة ونشرها أيضاً لاطلاع من يهمّهُ الأمر، وهو الذي يقلق ويزعج “بعض الأطراف”. ومن الجدير ذكره؛ أن كافة تحليلاته يذكر فيها مصادر المعلومات التي استقاها، ومعظمها من المصادر الروسية التي يقوم بتحليلها وذكرها (http://windowoneurasia2.blogspot.com/).

إلى متى سيستمر دور محمد عودة؟

للإجابة على هذا الاستفسار؛ يجب أن تُعرف الحقيقة الماثلة بوضوح، وهي أن الصراع بين الخير والباطل سيبقى إلى ان يرث الله الأرض وما عليها، ولن يجهد المرء نفسه كثيرًا ليستنتج بأن كاتب -أو ناشر، أو مروج هذه الترهات لديه هدف ماكر وكيدي يرمي من وراءه -وعبر هذا المنشور إلى تسميم العقول. إن دور هذه الشخصية الإفتراضية أو الخيالية -وأي شخصية تآمرية سيتم تفريخها صناعياً في الأيام اللاحقة سيستمر ويزداد شراسة طالما بقي هذا التسارع وهذا الاهتمام الشركسي بالقضية الشركسية العادلة، والذي يبدو أن من وراء هذه الدعاية المنظمة يخشون أن يزداد الوعي الشركسي وتنتظم الأساليب والمسارات التي سوف –بالنتيجة تحقق أهدافها المتوخاة.

ما هو الهدف من هذا الهراء، ومن هذه الحرب الدعائية المعلنة من جانب واحد؟

المقصود من هذا كله هو التشهير، ومروجو الاشاعات الهدامة -التي لا ترقى إلى مستوى المعلومات الموثوقة- يهدفون -فيما يهدفون اليه- إلى صرف انتباه الناس لتحويل الانتباه عن الأهداف النبيلة والسامية. وكل من يعمل من أجل هدف نبيل يعلم علم اليقين بإمكانية التعرض لمثل هذه الأمور المعروف مصدرها “تماماً”. إن القصد من وراء ترجمة وكتابة المقالات والتحليلات المتخصصة هو زيادة المعلومات المتوفرة لمن أراد الاستزادة منها، وذلك يقض مضاجع العاملين على تكريس الظلم والاضطهاد، إلا أن جهودهم لن تجدي نفعاً، ولا يمكن افتراض جهل الآخرين؛ فالحقيقة يوماً سوف تسود.

Share Button