الجانب المؤسّسي للتعاون: الجمعية الشركسية العالمية

الجانب المؤسّسي للتعاون: الجمعية الشركسية العالمية

تقديم: السيد حاجي بيرم بولات

ترجمة: عادل بشقوي

تاريخ: 13-ابريل/نيسان 2008

جامعة وليم باترسون/نيوجيرسي/الولايات المتحدة الأميركيّة

أوّلا وقبل كل شيء، أود ان أشكر المنظمين لهذا الحدث؛ قسم اللغات والثقافة في جامعة وليام باترسون و المجلس الثقافي الشركسي، وأقدم لكم وافر التقدير.

اليوم ، سأسلط الضوء على الرابطه الشركسيه العالمية (آي سي اى) التي تدعي تمثيل الشركس في جميع انحاء العالم. كيف انشئت وأين وصلت؟

تحديدا فانه من الضروري معرفة الخلفية التي وجدت الرابطه من أجلها والأزمة خلال فترة تأسيسها من أجل تحليل خريطه الطريق وفلسفة التأسيس  بشكل صحيح. ولذلك، تجب العودة الى الوراء 15 عاما لتاريخ تأسيس الجمعية الشركسية العالمية.

في النصف الثاني من سنوات السبعينيات – في العصر السوفياتي، دأب بعض الشباب الشراكسة المثاليين تعميم النصوص المختلفة التي كانت ترفض التاريخ الرسمي (المزيف)، وقاموا بمطالعاتهم السرية. وكانت تلك النصوص تتعامل مع القضايا الثقافيه والاجتماعية والسياسية مثل تفعيل اللغة الشركسيه، وذلك جنبا الى جنب مع حوادث من التاريخ الحقيقي.

وبعد الآثار المترتبة على سياسات الغلاسنوست (التعددية الحزبية) والبيريسترويكا (سياسة اعادة البناء) وهذه السياسات جاءت فكرة للتنظيم القانوني خرجت الى حيز الوجود؛ بحيث أنشئت منظمة الثقافة – أشمز من قبل هؤلاء الشبان. وقد شبه الناس أشمز بالجمعيات التاريخية العامة ودعوها بجمعية (خاسة).

ومهمة أشمز تضمنت النشاطات الثقافية وايقاظ المجتمع. وخلال التجمعات التي عقدت مرة كل اسبوعين، كان هناك أفرادا محترمون ومختصون يتناولون قضايا مثل اللغة الأم وعودة الشتات وبحث الجوانب الصحيحة المتعلقة بالحروب القوقازيه، وكذلك استدامة الثقافة. وفي 21أيار / مايو 1989 – وفي الذكرى السنويه ال 125 لانتهاء الحروب الروسيه – القوقازيه عقد اجتماع للمرة الأولى احياءا للذكرى في تجمع عام في مبنى  المسرح القبارديني. وذكر للمرة الاولى بان الاباده الجماعية قد مورست ضد الجبليين، وكانت تلك الحروب هي للنضال من اجل التحرير الوطنى للقوقازيين. وفي الجمهوريات الأخرى قراشى-شركيس والأديغييه حيث يعيش الشراكسة، بدأت تنظم فعاليات احياء ذكرى الحادي والعشرين من أيار / مايو بعد هذا التاريخ (21 أيار / مايو 1989). وفي ظل عمل أشمز- في عام 1989، أنشئت الجمعية العمومية لشعوب القوقاز وبدون الوفاء بأي اجراء قانوني معمول به. بعدها تم تغيير اسم الجمعية العمومية فى عام 1991 الى كونفدرالية شعوب القوقاز. وكما هو معروف، فان تنظيم شعوب القوقاز كان الهيكل الذي حول مجرى الحرب الجورجيه التي ابتدأت فى 14 آب / أغسطس 1992 وذلك بارسال قوات المتطوعين للقتال ضد القوات الجورجيه.

باعتبارها وسيلة فعالة في الحركة، فقد قامت أشمز بتفعيل ارسال زاور نالوييف وموازين خشتلوف ومحمد شفكوييف، كنواب الى مجلس الشعب لجمهورية قباردينو – بلقاريا في عام 1990. وقام هؤلاء النواب بالتوقيع على العديد من القرارات الهامة.

كان الاتحاد السوفياتي قد وقع في عملية الانهيار. وكانت المجتمعات الشركسيه في حاجة الى منظمة رائدة من نوعها وأن تتحرك لتعمل على تقرير مستقبل المجتمعات الشركسيه وتوحيد الوطن الأم مع الشتات. واستنادا الى هذا المفهوم، فقد عقد اجتماع استضافته الجمعية الشركسيه في هولندا بين 04-06 أيار / مايو 1990. وحضر هذا الاجتماع 61 مندوبا من الجمعيات في تركيا وألمانيا مع رابطتي أشمز ورودينا من جمهورية قباردينو – بلقاريا. وجاءت القرارات من ذلك الاجتماع كما هو مذكور أدناه:

إنشاء منظمه شركسية عالمية واعلانها من نالشيك.

ومع الاجتماع المقرر عقده في نالشيك في 19-20 أيار / مايو 1991 والذي تم استضافته من قبل أشمز ورودينا، فقد تم تأسيس الجمعية الشركسية العالمية وعقد أول مؤتمراتها وتم انتخاب البروفيسور الدكتور يوري كالموكوف كأول رئيس لها.

وفي عام 1993، أعادت مؤسسة أشمز تسمية نفسها لتصبح أديغة خاسة من أجل تحقيق الحيويّة ولإعطائها طابعاً سياسياً. وانتخب زاور نالوييف كرئيس للحركة الاجتماعية – السياسية المستحدثة. وأصبحت كل الحركات والمبادرات في القوقاز تستوحي ما قامت به الأديغه خاسة في قباردينو – بلكاريا والتي كانت تتبع طريقاً على نحوٍ منسق. وكانت جمعية شعوب القوقاز (كونفيدرالية شعوب القوقاز) والجمعية الشركسيه العالمية قد أنشئتا ضمن نطاق الأديغه خاسة.

وأعلن مؤسسو الجمعية الشركسية العالمية أهدافهم على النحو التالي:

“تزامنا مع الاتجاه بضرورة اتخاذ الأمة قراراتها الذاتية كأمة بين الأمم وذلك من أجل وجودها وحتمية مساعدة أبناء العائدين الذين تم إبعادهم عن وطنهم قسرا”.

باستثناء الأهداف ومجالات العمل التي أعلن عنها في النظام الأساسي، فمن الممكن ايجاز بعض الاستنتاجات التي اعتمدت في مختلف المؤتمرات والمجالس الاداريه على النحو التالي :

اعتماد أبجديه ولغة أدبية شركسيه واحدة.
زيادة مستوى تعلم اللغة الأم في المدارس.
زيادة استخدام اللغة في الأمور الرّسمية.
توفير الاعتراف بالاباده الجماعية والترحيل اللذان قامت بهما روسيا اعتمادا على مساعدة المنظمات الدولية.
الحق في الحصول على ازدواجية الجنسية.
انشاء محطات اذاعة وتلفزيون وكذلك قناة فضائيه.

ويمكن التنبؤ بسهولة بان منظمة بهكذا مطالب هامة، سوف لن تترك لها “الحرية”. وهناك في الواقع، كان رفاق وكالة الاستخبارات الروسيه  يشاركون في تشكيل الجمعيات منذ البداية. واضطر الناس من ذوي النوايا الحسنة للعمل مع هؤلاء الّذين كانوا يخفون خبثهم. في حين كان الناس ذوي النوايا الحسنة يسعون جاهدين لفعل شيءٍ ما، وكان الحاقدون دائما يدوسون على الفرامل ‘ويتصرفون وفقا لتطور الأحداث’. وفي نهاية المطاف لم تستطع الجمعية الشركسية العالميّة من المضي قدما لمتابعة الوعود المؤكّدة المعلنة في المؤتمرات والاجتماعات في الفترة المذكورة أعلاه وتشمل المراحل التالية:

1991- 1993 – برئاسة البروفيسور الدكتور يوري كلماكوف
1993- 1996 – برئاسة أبوسخالاخوف
1996- 1997 – الرئاسة الثانية برئاسة البروفيسور الدكتور يوري كلماكوف
1997- 2000 – رئاسة بوريس أكباشيف (بعد وفاة يوري كلماكوف)

في هذه الفترة، فأن المسؤولين التنفيذيين لم يستطيعوا فعل اي شيء جاد وذلك بسبب تسريب المعلومات. على أي حال فان الاجراءات المذكورة تاليا كانت قد تمت بنجاح:

تقديم الدعم المؤسّسي للأبخازيين.
إصدار جريدة نارت التي لم تدم طويلاَ.
إصدار مجلة دُعِيتْ العالم الشركسي.
انشاء جمعية برلمانيه تجمع نواب من برلمانات الجمهوريات الثلاث (أديغييه وكراشاي – شركيسك وقباردينو – بلكاريا)

الانضمام الى عضوية منظمة الأمم والشعوب غير الممثّله (UNPO)

وإذا أعدنا التفكير ببعض المهام التي تنفذها الأديغه خاسة في قباردينو – بلكاريا حسب المذكور أدناه، فانه يمكننا بسهولة ان نتصور كيف كانت الجمعية الشركسية العالمية مشروعاً للهواة:

اعلان السياده من قبل برلمان قباردينو – بلكاريا بمبادره من الأديغه خاسة.

سن قانون بشأن المساواة في الحقوق والعدل بين المواطنين الذين يعيشون في الشتات مع الشركس الذين يعيشون في الوطن.

اقرار عودة الشتات الشركسي واعتباره مهمة حكوميّه.

زيادة عدد محاضرات اللغة الشركسيه في المدارس الى 70 ٪ وذلك باشراف الأديغه خاسه.

تعزيز التوسع في استخدام اللغة الوطنية جنبا الى جنب مع نشر كتب جديدة.

اعتماد اللغةالشركسيه كلغه رسمية لجمهورية قباردينو – بلكاريا في عام 1993.

محاولات للتوسط في مفاوضات بين ادارة جوهر دوداييف والفيدرالية الروسية وذلك لمنع الحرب الروسيه – الشيشانيه التي بدأت في 11 كانون الأول / ديسمبر 1994.
مظاهرات ومسيرات ضد الحرب.

إصدار إعلان من اجل وقف الحرب بتوقيع أكثر من 300 من اعضاء مجلس الدوما فى عام 1995.

تقديم دعاوى الى المحكمه الدستورية في الفيدرالية الروسية بحجة ان الحرب تتعارض مع الدستور في الفيدرالية الروسية.

اصدار صحيفة اسبوعية سميت “خاسه” واصدار يوميات للحرب في الشيشان.

تقديم طلب الى الحكومة بوجود 10،000 توقيع في عام 1998 مع مشروع قانون بشأن تعريف الإثنيه الأديغيّة على كافة الوثائق الرسمية بانها الاثنية الشركسية (باللغه الروسيه) والأديغية (الشركسية)، ولكن لسؤ الطالع فان رئيس مجلس النواب في ذلك الحين زوربيي نيخوج والذي أصبح رئيسا للجمعية الشركسية العالمية فيما بعد وكذلك رئيس جمهورية قباردينو – بلكاريا في ذلك الوقت فاليري كوكوف قد قاما بشطب مشروع القانون هذا من جدول الأعمال.

العمل على تحويل أسماء الشوارع والجادات إلى اللغات المحلية، وإزالة المعالم والرموز المستمده من العهد الشيوعي.

هذه المساعي التي كانت بمثابة “تأميم الجمهورية” و/أو الجمهوريات، أفقدت كل من الكرملين  وعملائه صوابهم، لكن الظلم الكبير بدأ ينفّذ ويطبّق بعد عام 1998 على هؤلاء الذين أخذوا على عاتقهم تلك الانشطه.

والناشطين في الأديغة خاسة كانوا يواجهون الجور والظلم كفقدان فرص العمل والطرد من المدارس والقمع المالي والإساءه الى الأقارب والادعاء على الممتلكات والتهديد بهدف وقف عمل الأديغة خاسة.

وفي عام 1999، قام وزير العدل في جمهورية قباردينو – بلكاريا باتخاذ الاجراءات القضائيه من أجل منع ووقف الأديغة خاسة من التعامل بالقضايا السياسية. وقد رفضت المحكمه استئناف هذا الطلب.

معارضة اداريو الأديغة خاسة (العضو مؤسس) للجهود التي بذلت لجعل فاليري كوكوف رئيسا للجمعية الشركسية العالمية وهي أعلى هيئة تمثيليه للشركس في المجال الدولي، كانت هي القشة التي قصمت ظهر البعير.

وفي هذا المجال، فقد حاولوا “شراء” رؤساء الأديغة خاسة التنفيذيين. وحسب وسائل الإعلام الروسيه، فقد تم عرض وظائف على أعضاء المجلس التنفيذي للأديغة خاسة في وزارة الرياضة والسياحة مقابل ترك العمل في الأديغة خاسة.

وعلى الرغم من الظلم والجور، فقد وقف الرؤساء التنفيذيين في الأديغه خاسة موقفا حازما.

في هذه الفترة، كانت تحدث تغيرات أساسية في الادارة المركزية للفيدرالية الروسية. أصبح فلاديمير بوتين الّذي ترعرع في ال (كى جي بي) رئيسا بالإنابة للإتحاد الروسى فى عام 1999 وفي عام 2000 بالأصالة. فقد عيّن فلاديمير بوتين وبأصابعه الرّشيقة كل زملائه القدامى من ال (كى جي بي) مسؤولين تنفيذيين كباراً في الهيئات الاتحادية. وبعد ذلك، بدأ عملية يمكن ان يطلق عليها تسمية “الثورة المضاده” عندما وقف عند الحقوق التي تم الحصول عليها في سنوات التسعينات. فقد كمم أفواه وسائل الاعلام واحتجز رجال الاعمال المعارضين في السجن، وتصدّى للبرلمان وأعاد تأميم مصادر الطاقة الخ… وفلاديمير بوتين الذي اتبع أسلوب “إلغاء الطّرف الآخر” ضد كل المنشقين وعمل على مركزية السلطة. وبموازاه تلك العمليات، وتم البدء في قمع المنظمات غير الحكوميه لتصبح تحت سيطره النظام.

على الرغم من انه لم يملك الحق لمنصب رئاسة جمهورية قباردينو – بلكاريا للمرة الثالثة، فقد تم ترشيح فاليري كوكوف للرئاسة مرة أخرى من قبل الكرملين وبصورة غير قانونيه. قام فاليري كوكوف بتحويل الجمهورية الى دولة بوليسيه وهيمن على طريقة الحكم كما أرادها الكرملين وبأساليب هاشم شوجينوف.

ومقاومه الأديغة خاسة لنظام فاليري كوكوف جرى التصدي له وقمعه ضمن عملية فظّة.

بداية، عقدت جلسة عامة غير عاديه باسم الأديغه خاسة من قبل جواسيس وكالة الأمن الفيدرالي (FSB). ومع ذلك، فوفقا للنظام الأساسي، فان جلسة عامة غير عاديه يمكن أن تعقد فقط في حال مطالبة 2 / 3 من الأعضاء التنفيذيين (أي ثلثي عدد الأعضاء).

وبالتغاضي عن القوانين المرعيّة فان المؤسسين الحقيقيين للأديغه خاسة تم اقصائهم بالقوة. والجواسيس مثل كوستا ايفندييف وهاوتي سوخروكو ومحمد حافِتْسه وهم الذين لم يكونوا أعضاءاً قط، قاموا بالإستيلاء على مجريات الأمور في الأديغه خاسه وفق طريقة استبداديه. أمّا ممثلي الجمهور مثل زاور نالوييف فقد تم إذلالهم.

واعلن المسؤولون التنفيذيون الجدد بان الأديغة خاسه منذ ذلك الحين ستتعامل مع القضايا الثقافيه بدلا من النشاطات السياسية وذلك بالتّنكّر  للأعمال الماضية.

كما حُدّدَ مندوبين تنفيذيين أيضا لوفد الأديغة خاسه الذي سيشارك في انتخابات الجمعية الشركسية العالمية.

وباستخدام اساليب مماثلة، فان الجمعية العمومية للجمعية الشركسية العالمية قد تم الاستيلاء عليها في 25 تموز / يوليو 2000. الوفد من تركيا وغيره من الضيوف الذين كانوا قد أحيطوا علما بالوضع، طالبوا هاوتي سوخروكو بالتعليق على الأوضاع. لكن تضوّروا تحت طائل الاهانات مثلما قال لهم هاوتي سوخروكو: “لا تتطفلوا علينا..! اتبعونا أو إذهبوا بعيدا..!”. ونظرا للاعتذار الذي قدمه هاوتي سوخروكو  لاقدامه على التّجديف قبل ليلة واحدة وخلال دورة الجمعية العمومية – ممثلي الجمعيات الأعضاء (بما فيها وفد من تركيا) الذين كانوا قد تعهّدوا للمسؤولين التنفيذيين السابقين للأديغه خاسه بانهم سيقومون بالاستفسار عن الطريقة التي ووجهوا بها في ليلة سابقة لكنّهم تخلوا عن ذلك، وتخليهم بالتالي عن الناس الذين وعدوهم حينها بالمطالبة بحقوقهم الطبيعية. وبهذا الشكل، فقد تواطؤوا مع إنقلاب غير قانوني. رئيس برلمان جمهورية قباردينو – بلكاريا والرئيس الإقليمي لحزب روسيا الموحدّة الحاكم (United Russia Party) – زوربيي نيخوج أصبح رئيساً للجمعية الشركسية العالمية. ونتيجة لذلك، أصبحت الجمعية الشركسية العالمية منظّمةً “مسيطراً عليها” من قبل وأصبحت تدعى من قبل الرأي العام ووسائل الإعلام ب “نادي العملاء”.

الجمعية الشركسية العالمية تستحق ذالك الوصف “نادي العملاء” بسبب ان موظفيها الدائمين هم من جواسيس أل “إف إس بي” (كى جي بي) FSB (KGB)  مثل أناتولي كادزوكوف ومحمد حافتسه وفلاديمير ناكاتزييف وباراسبيي برزجوف  وأصبحوا مديرين تنفيذيّين.

والمناسبة، يجب ان لا ننسى  المخضرم الكسندر أوكتا الذي صرح بما يلي في تموز / يوليو من عام 2003 إلى راديو أوروبا الحرة/راديو الحرية، الذي يذيع من براغ:

“يجب القضاء على النّظم الاساسية للجمهوريات في القوقاز وينبغي على الشعوب ان تقتصر نشاطها بالاستفادة من الحقوق الثقافيه فقط”.

هذه العبارة تثبت بانه موالٍ للإمبرياليّة الرّوسيّة.

عمليات ‘تأميم’ المنظمات غير الحكوميه فى الاتحاد الروسى كانت قد بدأت مع عمليات روسنة الجمعية الشركسية العالمية والأديغه خاسه فى عام 2000. والرموز الشيوعيين الفائضين ضمنوا وظائفهم من خلال عملهم في الأديغة خاسه والجمعية الشركسية العالمية والتي قدموا خلالها الرسالة المذكورة أدناه الى “صاحب القبضة الحديدية” فلاديمير بوتين:

“المنظمات غير الحكوميه سواء في الشتات أو في القوقاز هي تحت –السيطره-..!”

ان الجمعية الشركسية العالمية والتي لم تتمكن من اداء المهمة الحاسمه الملقاة على كاهلها، أصبحت تماما مختله وظيفيا وكذلك منظمة استطرادية وغير جديرة بالاحترام.

فعلى سبيل المثال، وفقا لبرنامج العمل بتاريخ 17/08/2003، فان الجمعية الشركسية العالمية لا تتعامل بالانشطه السياسية.

“اليوم، وبصراحة فان الجمعية الشركسية العالمية لا يوجد لها مكان في الانشطه السياسية… اذا كان أي عضو في الجمعية الشركسية العالمية في اي جزء من العالم يريد الدخول في عالم السياسة، فينبغي على هذا العضو أن ينهي عضويتة أو تنهي عضويتّها في الجمعية الشركسية العالمية ثم إنشاء حزب سياسي ومن ثم العمل في النضال السياسي”.

وانه من المؤسف والمعيق للعمل بان يكون زوربيي نيخوج الذي قام بالتوقيع على هذه الوثيقة رئيسا للقسم الاقليمي لحزب روسيا الموحدّة الحاكم.

هذا الشخص – زوربيي نيخوج – بقي في السلطة لفترتين حتى مؤتمر اسطنبول في عام 2006، وأنه اصبح احد نواب مجلس الدوما في روسيا عن حزب روسيا الموحّدة وذلك مقابلا لخدماته.

وفي مؤتمر اسطنبول غير الفعّال في عام 2006 عندما لم يتمكن المشاركين فيه من فهم بعضهم البعض، رشّح جميخ كاسبولات ليكون رئيسا.

اذا قمت بتلخيص أنشطه الجمعية الشركسية العالمية منذ عام 1991، فانك ستجد صفرا كبيرا.

وعلى هذا النحو يمكن لمنظمات الشعب أن تعزل وتدمّر التوقعات هكذا.

وبعد التشويش على الأديغه خاسه والجمعية الشركسية العالمية، فان جميع المكاسب التي حصلت عليها في السنوات السابقة قد فقدت، ولم يسمع أي صوت للتحدّي من قبل أكبر منظمة شركسيه بصدد تلك الخسائر.

وهنا هي الخسائر من خلال التشويش على الأديغه خاسه والجمعية الشركسية العالمية:

القانون المتّصل باعلان السياده.
القانون المتعلق بشرط أن يكون الرئيس ثنائي اللغة.
قانون التكافؤ.
قانون منع هجرة الأجانب الى جمهورية قباردينو – بلكاريا.
القانون والانظمه ذات الصلة بتعزيز العودة.
تراجع نسبته 70% في برامج اللغة الأم في التلفزيونات والإذاعات.
وبطبيعة الحال اصبحت اللغة الشركسيه موضوع اختياري في المدارس بدلا من لغة للتعليم الالزامي.
وعن طريق ايجاد مشاكل التأشيرات وجوازات السفر، أصبح العائدون في وقت مبكر، يرحلون عن الوطن.
الغاء حق الجمهوريات الى انتخاب الموظفين الإداريين.

وقد بدأت موسكو في تعيين كل من الشواغر الإستراتيجيه والوظائف، مثل الرؤساء ووزراء الداخلية ورئيس القضاة ورؤساء الأجهزه الامنية ورؤساء مكاتب الضرائب ومدراء البنك المركزي…

في قباردينو – بلكاريا والجمهوريات الأخرى من القوقاز، فانّه قد تم الغاء وزارة العدل وتم نقل صلاحياتها الى لجنة في مدينة “روستوف أون دون”.

فقدت السلطات المحلية حق اقتراح سن القوانين على الوكالات الحكوميه لصالح المنطقة الفيدراليه الجنوبية – “روستوف أون دون”.

بعد مأساة بيسلان في عام 2004، اتبعت الترتيبات القانونية المتعلقة بتعيين رؤساء الوحدات الاتحادية بدلا من طريقة الانتخاب.

وأثناء الاعتراض على اندماج جمهورية أديغييه بمقاطعة كراسنودار ضمن اطار مشروع دمج المتاطق الاتحادية، فان الجمعية الشركسية العالمية فشلت من خلال موقفها السلبي.

قام فلاديمير بوتين بالتقدم بقفزة الى الامام من جديد في القوقاز. من خلال تزييف التاريخ، فقد قام بتوقيع ثلاثة مراسيم في اطار موضوع “450 عاما على ذكرى الانضمام الطوعي مع روسيا” في ثلاث جمهوريات حيث يعيش فيها الشركس؛ وهذا دفع الادارات الى تنظيم برامج الاحتفالات من خلال تقديم منح مالية فلكيه. جميخ كاسبولات – رئيس الجمعية الشركسية العالمية – وافق هذا التزوير من خلال عمل عروض مدوّنة وجعل الجمعية الشركسية العالمية واحدة من المساندين للمشروع وطرح شعارات مثل “مع روسيا الى الأبد..!”.

على الرغم من ان الناس يشعرون بان ذلك يعتبر تشويها للتاريخ وانكارا للمآسي المروّعه التي عاشها الشراكسة، لكن للأسف فانهم لم يستطيعوا التعبير عن افكارهم وذلك بسبب عدم وجود المنظمات غير الحكوميه لتعبر عن افكارهم.

هذه العملية تثبت ان الجمعية الشركسية العالمية هي منظمة متعاونة في مهمّة “الحفاظ على مطالب المجتمع تحت السيطرة”.

هل يستطيعون كسب الرضا بتملقهم بهذا الشكل؟ كلاّ لن يستطيعوا ذلك..!

وروسيا لا تزال تعاملهم معاملة غير لائقة.

وفي العام الماضي، فان جيهان جندمير – رئيس فيدرالية القفقاس (Kaf-Fed) التي تضم 56 جمعية ويمثل تركيا لدى الجمعية الشركسية العالمية – تُرِك ينتظر في المطار وبعد ذلك بيومين تم ترحيله. وكذلك، فان نائب رئيس الجمعية الشركسية العالمية أورهان أوزمن واجهه رفض بالدخول على الحدود. ومع ذلك، فان جنكيز غول –  مندوب الجمعية الشركسية العالمية ورجل الاعمال – احتجز قي مطار “روستوف أون دون”.

ان كل ذلك يثبت ان الروس أرادوا أراضينا، وليس شعبنا…

الخاتمة

ان الخطّة الكلية (النهائيّة) لفلاديمير بوتن وأتباعه هي استبدال النظام الاتحادي لروسيا القائم على “الاسس العرقية” (الاثنيّة) بآخر يقوم على “الأسس الاقليمية” كما هو معمول به في ألمانيا (جمهورية ألمانيا الاتحادية) والولايات المتحدة الامريكية. وبذلك ، فان تقدما كبيرا سيحرز من أجل استيعاب الأعراق غير الروسيه في الامّة الرّوسيّة. ونتيجة لذلك، فان التحدي الناتج عن تعدد الأعراق وهذا الذي يشكل مشكلة كبيرة لروسيا كبرى، سيجري تبديده. وهذه هي الحقيقة وراء الكواليس للمسرح الذي يجري التخطيط له بالنسبة لوضع جمهورية الأديغييه.

المهمّة المتبعة اليوم من قبل المنظمات المتعاونة مثل الأديغه خاسة والجمعية الشركسية العالمية هو أن تعرقل اي معارضة محتملة للحركة المجتمعيه في حين ان روسيا تقوم بتنفيذ خطتها الكبرى، ولتدمير اية حركة مجتمعية معارضة قد تنشأ. اليوم، الجمعية الشركسية تعد ناجحة للغاية في ذلك، وهم يستطلعون التوقّعات وطاقة المجتمع ليدفنوها.

واذا لم تتمكّن الأمة الشركسيه من التخلص من هذه المنظّمات المتعاونة وكذلك الافراد الذين يقسّمون المجتمع والتحصن من خلال ملاحظة هذه اللعبة، فانّه لا يجب عليها الابقاء على وجود امل في البقاء على قيد الحياة في المستقبل.

أود ان اشكركم على صبركم وأحييكم…

Share Button