تظهر استطلاعات الرأي تراجع التأييد الروسي لرؤية بوتين أن الروس والأوكرانيين “شعب واحد”

الجمعة، 26 يونيو/حزيران 2015

تظهر استطلاعات الرأي تراجع التأييد الروسي لرؤية بوتين أن الروس والأوكرانيين “شعب واحد”

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

27 يونيو/حزيران 2015

            ستاونتون، 26 يونيو/حزيران — أعلن فلاديمير بوتين مرارا وتكرارا أن الروس والأوكرانيين هم شعب واحد، ولكن في العام الماضي، واصلت مشاركة الروس الذين يتفقون معه حول هذه النقطة في الانخفاض — وزادت نسبة أولئك الذين يقبلون أنهما أمتين مختلفتين، وفقا لبيانات استطلاع مركز ليفادا (Levada Center) التي تم تحليلها من قبل أندريه ايلاريونوف (Andrey Illarionov).

            ويكتب المعلق الموسكوفي أن “على الرغم من الدعاية والضغط النفسي”، “وعلى الرغم من أن عدد المؤيدين للموقف الإمبريالي لا يزال كبيرا للغاية إلا أن الموقف ككل ينخفض تدريجياً، وأن عدد أنصار مكافحة الإمبرياليّة (الصحيح) آخذ في الارتفاع تدريجياً” (kasparov.ru/material.php?id=558CCA0C2250C).

            ويشير إيلاريونوف إلى أن في نوفمبر/تشرين الثاني 2005، ظنّ 81 في المئة من الروس أن الروس والأوكرانيين هم شعب واحد في حين أن 17 في المئة يعتقدون أنهما كانا شعبين مختلفين. وبحلول مارس/آذار من عام 2014، تحولت هذه الأرقام إلى 56 و 38 في المئة على التّوالي؛ وبحلول مارس/آذار من عام 2015، توقّفت الأرقام عند 52 و 40 في المئة”.

            الروس هم أيضا أقل ميلاً لدعم فكرة أنّهُ يجب على روسيا أن تستخدم أية وسيلة، بما في ذلك القوة، من أجل “إبقاء سيطرتها على جمهوريات الإتحاد السوفياتي السّابقة”. وفي سبتمبر/أيلول 2009، وجد مستطلعوا الرأي أن 34 في المئة اتفقوا مع ذلك في حين عارضه 56 في المئة. وفي مارس/آذار من هذا العام، كانت تلك النسب 23 و 64 في المائة على التوالي.

            الروس أيضا أكثر ميلا للنفور من أن لبلادهم الحق في ضم أجزاء من الدول المجاورة لحماية العرقيين الروس الذين يعيشون هناك. في مارس/آذار 2014، وافق 58 في المئة مع هذا الطّرْح، في حين رفضه أربعة في المئة. في مارس/آذار 2015، أيّد هذه الفكرة فقط 34 بالمئة، في حين دحضها عشرة في المئة.

            وعلاوة على ذلك، يشير ايلاريونوف، أنّ الروس غير راغبين بشكل متزايد في دفع تكاليف أي توسع إمبريالي. وفي مارس/آذار 2014، قال 59 في المئة انهم مستعدون لدفع قدر كبير من المال لاستيعاب أوكرانيا. وانخفض هذا الرقم إلى 50 بالمئة في مارس/آذار من عام 2015. وفي الوقت نفسه، ارتفع أولئك الذين يقولون أنهم يعارضون إنفاق المال على أوكرانيا من 19 إلى 30 في المئة.

            والروس هم أقل اهتماما في رؤية حدود بلادهم تتوسع لتشمل بلدان أخرى. في عام 1998، قال 75 في المئة انهم يرغبون في أن تستوعب روسيا واحدة أو أكثر أو حتى كل الجمهوريات السوفيتية السابقة، في حين قال 19 في المئة انهم يريدون الحدود القائمة. وفي عام 2015، تم اتخاذ تلك المواقف بنسبة 28 و 57 في المئة على التوالي.

            هذه الاتجاهات تشير إلى أن الروس، ووجهوا بتكاليف محاولة إستعادة الإمبراطورية في الخارج، وهم بشكل متزايد أقل أعجاباً بكلام بوتين الإمبريالي المنمّق، على الرغم من أن زعيم الكرملين وسياساته لا تزال مدعومة بنسبة كبيرة من السكان الروس. ولكن إذا كانت الإمبريالية الروسية في الخارج في تضاؤل، فإن الإمبريالية الروسية في الدّاخل ليست كذلك.

            في الواقع، في ما يمكن أن يكون على شكل تعويضات، هناك بعض الرّوس على الأقل ينشطون على نحو متزايد في تحدي أي دعم لأولئك من غير الرّوس داخل حدود ما يعرف الآن بالفيدراليّة الروسية الذين طوّروا المصالح الوطنية لشعوبهم والّذين يتمتعون باحترام قومياتهم.

            وأحدث واقعة من هذا القبيل هي في باشكورستان حيث يقوم بعض الروس المحليين بالإحتجاج بصخب على خطط لاقامة تمثال في أوفا (Ufa) لأحمد-زكي وليدي (Akhmet-Zaki Validi)، الذي قاد الباشكير خلال الحرب الأهلية قبل أن يضطروا إلى الهجرة (kyk-byre.ru/1812-bashkirofobskaya-obschestvennost-vystupila-protiv-vozmozhnoy-ustanovki-pamyatnika-ahmet-zaki-validi-v-ufe.html و kommersant.ru/doc/2754678 و rufabula.com/news/2015/06/26/bashkir-hero).

            موجّهوا النداء الروسي للقيادة في باشكورستان يقولون بأنهم ينظرون إلى إقامة مثل هذا التمثال “غير مسموح به” وخطوة “تهدد” الإستقرار بين الأعراق “في تلك الجمهورية. ويقولون أن كل شيء فعله وليدي “ كان موجّها نحو النضال المبدئي ضد الدولة الروسية في جميع أشكالها التاريخية” وعكست وجهة نظره بأن الرّوس كانوا “مُستعمِرين”.

            ويقولون أن “اسم وليدي كان قد ذكر في محاكمات نورمبرغ (Nuremberg Trials)”، ويعبّرون عن الأمل في أن ذلك من شأنه أن يقنع قادة باشكورتوستان بعدم تكريمه وإلحاق العار بشعوب روسيا. ويقول مسؤولوا الجمهوريّة أنّهُ يجري النظر في احتجاجهم، ولكن المسألة ليست فوريّة: ليس هناك أي مال لتشييد تمثال خلال هذا العام.

            لقد كرمت باشكورتوستان وليدي بالفعل بطرق مختلفة. في عام 2008،  سُمِيَ شارع رئيسي تكريما له، وفي عام 1992، تم تغيير اسم المكتبة الوطنية لتصبح باسمه. (وقد تسمّى باسم زوجة لينين وأرملته، ناديجدا كروبسكايا {Nadezhda Krupskaya}). وكان قد تم إحياء ذكراه في تركيا أيضاً.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2015/06/russian-support-for-putins-view-that.html

Share Button