الولايات المتحدة ترسل الإشارات الخاطئة لشعوب روسيا من خلال عدم إرسالها قطعياً

الثلاثاء 7 يونيو/حزيران، 2016

الولايات المتحدة ترسل الإشارات الخاطئة لشعوب روسيا من خلال عدم إرسالها قطعياً

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

7 يونيو/حزيران، 2016

            ستاونتون، 7 يونيو/حزيران — في الوقت الذي يقمع فيه فلاديمير بوتين حرية وسائل الإعلام في جميع أنحاء البلاد وروسنة فضاء وسائل الإعلام في الأجزاء غير الروسية من البلاد، اتخذت الولايات المتحدة قرارين حول البث الدولي الذي من شأنه أن يرسل كثيرا لإشارات الخاطئة لشعوب تلك الأرض من خلال عدم إرسال اشارات على الإطلاق.

            في نهاية شهر مايو/أيار، قرر مجلس محافظي الإذاعات الأميركية، الذي يشرف على راديو أوروبا الحرة/راديو الحرية (RFE/RL) وإذاعات دولية مدنية أخرى في الولايات المتحدة، لإنهاء البث على الموجات القصيرة إلى روسيا اعتبارا من السادس والعشرين من يونيو/حزيران. وأكد مجلس محافظي الإذاعات أنه سوف يحافظ على وجود وسائل إعلامه في تلك البلاد عن طريق شبكة الإنترنت، وبمساعدة الأقمار الصناعية (svoboda.org/content/article/27769319.html).

             ويعكس القرار كل من نتائج البحوث حيث أن عدداً قليلاً نسبياً من المواطنين الروس يستمعون الآن إلى الراديو على الموجات القصيرة والاقتناع أنه على الرغم من الخبرة بأجهزة الراديو غير الملائمة مع بث الموجة المتوسطة هناك — الذي يجب أن يكون موجودا داخل البلد المستهدف في معظم الحالات، وبالتالي يمكن أن يتم وقف البث من قبل النظام — فإن موسكو لن تحجب المواقع الالكترونية للمحطة.

            ونظرا لموقف بوتين العدائي المتزايد نحو الانترنت وتحركات نظامه الأخيرة لمنع مثل هذه المواقع — لمناقشة هذا الخطر الحقيقي للغاية وانتشاره، انظر إلى (zanoza.kg/doc/339528_edinoe_informacionnoe_prostranstvo:_novyy_jeleznyy_zanaves.html ) — الذي يبدو أنها توقعات مفرطة في التفاؤل اذا بقي بوتين في السلطة.

            إذا كان قرار إنهاء البث على الموجات القصيرة باللغة الروسية قد اجتذب بعض الاهتمام و الإنتقاد — انظر، على سبيل المثال إلى (bloggernews.net/138185) — فإن قراراً ثانياً ذو صله على الرغم من ذلك قد يكون له عواقب أكثر سوءاً. وهذا هو نهاية بث الولايات المتحدة على الموجات القصيرة في ثلاث من لغات شمال القوقاز، وهي اللغات الآفارية والشيشانية والشركسية.

            وأعلنت المواقع الشركسية هذا الاسبوع أن البث باللغة الشركسية قد أوقف (natpressru.info/index.php?newsid=10488 and http://tuapsepress.com/full.php?id=773)، وهو إجراء ينطوي على لغات أخرى كذلك وهو اجراء لا يمكن الدفاع عنه، بالنظر إلى أن انتشار الإنترنت في شمال القوقاز هو أقل من أي مكان آخر، وحيث يعتمد الكثيرين على تلك الوسيلة.

                وكانت خدمة شمال القوقاز لراديو أوروبا الحرة/راديو الحرية قد أنشئت في عام 2002 وفقاً لتفويض من الكونغرس وتم البث باللغات الثلاث الأكثر أهمية في المنطقة. الخدمة صغيرة — ثمانية فقط من العاملين وبعض المراسلين — لأن برامجها تستمر لمدة ساعة واحدة فقط في اليوم، وكذلك لأنه ليس لديها مكتبا في المنطقة: موسكو لن تسمح بذلك.

            لكن لعبت هذه الخدمة دورا هاما. وكتقييم  لها نشر على صفحة موقع راديو أوروبا الحرّة/راديو الحرية في العام الماضي، أشار الى أن “خدمة شمال القوقاز لراديو أوروبا الحرة/راديو الحرية هي الاذاعة الدولية الوحيدة التي تقدم أخباراً وتحليلات موضوعية عن شمال القوقاز في اللغات الشيشانية والشركسية والآفاريّة” (rferl.org/info/north_caucasus2/190.html).

            وبالنظر إلى أن “وسائل الإعلام في شمال القوقاز تواجه نفس القيود التي هي في أي مكان آخر في روسيا، مع خطر إضافي هو كونها تقع في واحدة من أكثر المناطق عنفا وخطورة في العالم. الاغتيالات والتفجيرات من قبل كل من المتمردين الاسلاميين وقوات الامن الروسية منتشرة، وأي شخص ينظر إليه على أنه تهديد محتمل يمكن أن يسجن”.

            وهكذا، قال التقرير، ان خدمة راديو اوروبا الحرة/راديو الحرية في شمال القوقاز كانت “في وضع فريد” لتوفير معلومات دقيقة وفي الوقت المناسب عن كل من هذه القوميات، وعلاقتها مع بعضها البعض ومع موسكو، وعلاقاتهم مع العالم الأوسع، بما في ذلك مجتمعات الشتات الهامة التي هي موجودة لكل منها.

            ذلك التقرير، على أي حال، لم يحقق ما يجب أن تكون النقطة الأهم منها جميعاً، وهي موضوع أن الذين كانوا يستمعون إلى بث الإذاعات الغربية خلال الحرب الباردة، حتى عندما تم جعل ذلك صعباً للغاية نتيجة للتشويش السوفياتي الذي كان يطبق في كثير من الأحيان. هكذا بث، كما أشاروا، أعطاهم الأمل بسبب أن وجوده قد اظهر لهم انه لم يتم نسيانهم ولا نسيان شعوبهم.

            يجب أن يستمر إرسال رسالة الأمل تلك، وبالتالي يريد جميع الناس ذوي النوايا الحسنة تحقيق الحقوق والحريات لشعوب شمال القوقاز وشعوب الفيدراليّة الروسية، وبان يتم مراعاتها بشكل عام، بحيث يمكن أن يأملوا أنفسهم فقط أن هذه القرارات سيعاد النظر فيها خشية أن الرسالة قد لا يتم تمريرها بفعالية في المستقبل.

           

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2016/06/us-sending-wrong-signals-to-peoples-of.html

Share Button