نافذة على أوراسيا: يواجه بوتين الآن خيار ‘البقاء’ – حرباً في الخارج أو حرباً أهلية في البلاد، يقول بيونتكوفسكي

السبت  19 يوليو/تموز 2014 

نافذة على أوراسيا:  يواجه بوتين الآن  خيار ‘البقاء’ – حرباً في الخارج أو حرباً أهلية في البلاد، يقول بيونتكوفسكي 

بول غوبل (Paul Goble) 

 

ترجمة: عادل بشقوي

20  يوليو/تموز 2014

             ستاونتون، 19 يوليو/تموز – يواجه فلاديمير بوتين الآن “خيار بقاء” بين حرب مع الغرب أو حرب أهلية في البلاد مع القوميين المتطرفين الذين تم الهامهم من كلمات وأفعال أتتهم من زعيم الكرملين والذين من غير المرجح أن يكون على استعداد لعدم القيام بأي شيء إذا تراجع في مواجهة الضغوط الغربية، وذلك فقا لأندري بيونتكوفسكي. 

             ويقول المحلل الروسي بأن إسقاط الطائرة الماليزية، فقط يرجّح هذا الاختيار، وبالتالي فإن المأساة لكافّة الأطراف المعنية أن ذلك العمل الإجرامي “يدفن أخيراً الوهم الخرافي للعالم الروسي”، وبالتالي يعمّق “أزمة نظام بوتين” (szona.org/%d0%ba%d0%be%d1%89%d0%b5%d0%b5%d0%b2%d0%b0-%d1%81%d0%bc%d0%b5%d1%80%d1%82%d1%8c-%d0%bf%d1%83%d1%82%d0%b8%d0%bd%d0%b8%d0%b7%d0%bc%d0%b0/).

             وتبقى وستبقى أوكرانيا بالتالي “المشكلة السياسية الخارجيّة والمحلية الرئيسية الماثلة أمام نظام بوتين” ما دام هذا النظام في السلطة، كما يقول المحلل الرّوسي، ولكي نفهم طبيعة مصير خيار بوتين الحالي، يجب على المرء أن يعرف لماذا أصبح الأمر على ما هو عليه. 

             إنه لا يكمن بوجود أي تحدي من الغرب. على الأقل حتى الوقت الّذي تم فيه إسقاط الطائرة الماليزية، حيث كانت كل الجهود الدبلوماسية والأيديولوجية في أوروبا (ميركل وهولند [Brzezinski and Kissinger]) وجزءا مؤثراً من المؤسسة الاميركية (بريجنسكي وكيسنجر [Brzezinski and Kissinger]) تؤدّي إلى حفظ ماء وجه [بوتين]”. 

             بدلا من ذلك، يقول بيونتكوفسكي، نشأ هذا الخيار بسببمزيج من القوى أطلق لها العنان في زمن إنهيار الإتحاد السّوفياتي وقوى أخرى أطلق لها العنان عندما ألقى بوتين خطابه حول العالم الروسي في 18مارس/آذار من هذا العام.

             وعندما تفكك الإتحاد السوفياتي، “حوّل الكي جي بي (KGB) ونخبة الحزب السلطات السياسية إلى مُلكِيّةٍ خاصّة، وتشكّلت على أراضي الاتحاد السوفياتي السابق  سلسلة من المجموعات الإجراميّة” التي انصبّت مصالحها في إثرائها الشخصي، حيث شجبت روسيا بسبب “تخلفها” وذلك بالإعتماد على “الموروث الخام السّوفياتي”.

             ميدان “الثورة الأوكرانية المناهضة للجريمة” والتي أدت إلى سقوط فيكتور يانوكوفيتش وحكمة الإجرامي شكّل بالتالي “مثالا لتهديد فوري” لنظرائِه الرّوس. إذا سُمِح لأوكرانيا الخروج من عالم الإجرام الّذي أنشأته النّخبة، فإنّ ذلك سيكون بمثابة “إحتضار للبوتينية”.

             وبالتالي كان على زعيم الكرملين أن يفعل شيئا وان “ضم شبه جزيرة القرم الّذي حدث بسرعة البرق كان الخطوة الأولى في هذا الاتجاه”. حتى أعاد بوتين تبيان الوضع في خطابه الّذي ألقاه في 18 مارس/آذار، الّذي كان قد يكون كافياً، والّذي ربما كان قد تم هضمه من قبل الغرب بحجّة الحفاظ على علاقات اقتصادية وسياسية.

             لكن ذلك الخطاب، ولأنّه من الواضح  انّه استخلصه من مخطّطات هتلر العدوانية قبل الحرب العالمية الثانية، أصبح “نقطة تحول ليس فقط بالنسبة لخرافات بوتين ولكن بالإضافة لكل التاريخ الرّوسي”، كما يقول بيونتكوفسكي.

             ومع ذلك، حوّل بوتين نفسه من الزعيم الواثق الذين يمكنه من قمع الثورات في شمال القوقاز، إلى أحدث تجميع للأراضي الرّوسيّة. وكان نجاح الخطاب لافتاً للنظر، يقول بيونتكوفسكي، مع استجابة السكان الروس الّذي فاق بكثير ما كان حتى يتوقّعه زعيم الكرملين  أو ربما أراد.

             ذلك لأن هذه الخرافات تحتوي على “خطرٍ جدي: إنها تتطلب ديناميكية وصور من دون انقطاع تعمل على توسيع العالم الرّوسي”. وأي تراجع أو في الواقع أي تباطؤ سيؤدي إلى المجازفة في إثارة المعارضة في الداخل بين أشد المؤيّدين المتحمّسين لهذا المشروع الإمبريالي.

             لغاية ما ألقى ذلك الخطاب، فإن بوتين كان من الممكن أن يرحب وكذلك “الغرب المنافق والمتشائم” قد كان من الممكن أن يوافق في نهاية المطاف على اتباع النموذج الفنلندي (الفنلدة) لأوكرانيا. ولكن بعد ذلك، لا هو ولا أنصاره الذين يؤيّدون تجميع حيازة الأراضي الروسية يمكن أن يكونوا راضين عن ذلك. وبالتالي إطلاق مشروع روسيا الجديدة (Novorossiya).

             ولكن بات ذلك فشلاً، يبدي بيونتكوفسكي ملاحظته. في اثنين فقط من بين ثمانية أقاليم أوكرانية التي كانت لتكون جزءاً من هذا يمكن العثور على أي شخص يقدم الدعم لذلك، وفي الإثنين الآخرين، يمكن تنصيب أنظمة إنفصالية  فقط مع تقديم العتاد الروسي وطاقم من العاملين الروس. 

             مع ذلك، ضغط بوتين إلى الأمام وأوجد جهازه الأيديولوجي كوحش، عليه أن يغذيه عن طريق المضي قدما ليس فقط في أوكرانيا وأجزاء أخرى من الامبراطورية السوفياتية السابقة – أومواجهة احتمال إمكانية أنه سوف يتحول ضدّه. وبسبب الطريقة التي نشأ بها الانفصاليون، فإن ذلك يضع بوتين في خطر أكبر من أي وقت مضى.

             “بمناداتهم بشعارات إمبريالية وأخرى مناهضة للنّخبة”، فإن قادة الإنفصاليين في أوكرانيا يتحولون إلى “قادة صغاراً مثاليين ناتجين عن انفجار إجتماعي” بين الروس الذين يشعرون بالغضب بشأن أوضاعهم أو حتى أكثر من ذلك حول ما تم حثّهم لمعرفته من قبل آلة الدعاية التابعة لبوتين كتصرفات “خونة الوطن في المؤخّرة”. 

             قد يكون بوتين قادرا لبعض الوقت على مواصلة عدوانه الخفي أو لقمع هذا أو ذلك الزعيم من الجماعات الإنفصاليّة الّذين يريدون نوعا مختلفا من النظام الّذي يعمل زعيم الكرملين بموجبه. ولكن قدرته على القيام بذلك، كما يشير المعلق الرّوسي، مقيّدة أكثر بكثير من أخرى عديدة سواء في موسكو أو في الغرب.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/07/window-on-eurasia-putin-now-faces.html

Share Button