نافذة على أوراسيا: موسكو تعمل على تحويل الشراكسة ‘من مشكلة إلى ممتلكات’

الجمعة، 25 يوليو/تموز، 2014

نافذة على أوراسيا: موسكو تعمل على تحويل الشراكسة ‘من مشكلة إلى ممتلكات’

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي
25 يوليو/تموز 2014

             ستاونتون، 25 يوليو – بسبب غضب موسكو من نجاح الشراكسة عند انعقاد أولمبياد سوتشي في جذب المزيد من الانتباه إلى قضيتهم وتركيز الاهتمام الدولي على الإبادة الجماعية التي اقترفتها روسيا بحق أجدادهم في عام 1864 وبسبب إصرار الشركس بأنه ينبغي السماح لاقرانهم في سوريا التي مزقتها الحرب للعودة إلى شمال القوقاز، فقد اتّخذت موسكو ع استراتيجيّة ذات محورين.

           فمن ناحية، انتقدت وكالات الأنباء الروسية بحدة هؤلاء الشراكسة الذين يعارضون خط موسكو، وهي انتقادات أثبتت في كثير من الحالات نتائج عكسيّة من وجهة نظر موسكو لأن ردودها على الشراكسة كان له أثر في جذب المزيد من الانتباه إلى قضيتهم.

             ومن ناحية أخرى، فقد عمل المسؤولون في موسكو بهدوء لتقويض الشركس في طريقة أخرى وأكثر فظاظة: شق صف بعض المنظمات الشركسية من خلال إيفاد عملاءها الخاصّين بها وتشكيل مجموعات شركسية تسيطر عليها روسيا التي يمكن الاعتماد عليها لاتباع خط الكرملين وبالتالي تحويل الشركس من مشكلة لأحد ممتلكاتها.

             وكان دائماً تتبع هذه الأنشطة صعباً. لكن نتائج هذه السياسة تبدو أدلّتها واضحة بشكل متزايد، حيث أن على الاقل هناك بعض المنظمات الشركسية الآن وإلى حدٍ ما تعتمد تماماً على وجهة نظر موسكو، وبالتالي في وضع يمكنها من إنكار قدرة غيرها من المنظمات الشركسية على تقديم وجهات نظرها الّتي هي مثل وجهات نظر الأمّة ككل.

             مثالا على ذلك يأتي من خلال بيان  خوتاي سوخروكوف (Khauty Sokhrokov)، رئيس الجمعية الشركسية العالمية، والذي يقول علناً أن “‘القضيّة الشركسية’ يمكن أن تصبح الآن مصدراً للرّقي بمكانة روسيا في العالم لا أن تكون مشكلة للبلاد” (gorchakovfund.ru/news/12068/).

             والشركس، يقولسوخروكوف، يعيشون حاليا في “أكثر من 50 دبلداً” في جميع أنحاء العالم حيث يؤدّون دورا هاما في كل واحدٍ منها. واضاف: “اليوم”، “يجب علينا أن نعرف كيفيّة بسط نفوذنا على الساحةالدّوليّة بمساعدة قيمنا الثقافية والتاريخية والسياسية”، من أجل تعزيز “موقفٍ مؤيدٍ لروسيا” لأن الشراكسة هم “شعب روسي”.

             وكانت الجمعية الشركسية العالمية في العمل منذ عام 1991، حيث أنّ لها فروعاً في الجمهوريات الشركسية في شمال القوقاز، وموسكو، ومقاطعة كراسنودار وتركيا والأردن وسوريا وإسرائيل وأوروبا وفي الولايتين الأميركيّتيْن كاليفورنيا ونيو جيرسي. وبالتالي فإنه لديها الفرصة لمساعدة موسكو خلال الأزمات مثل أوكرانيا وعلى المدى الطويل.

             إنّها “مهام ذات أولوية”، يقول رئيس الجمعية الشّركسيّة العالميّة، و”هي صون وتنمية التراث الثقافي والروحي للشعب الشركسي، وتعزيز السلام والوئام بين الأعراق، وإشراك ممثلي الشتات الشركسي الأجنبي في عملية تشكيل ميل مستقر وموالي لروسيا في بلدانهم واستخدام إمكانيّاتهم الثقافية والفكريّة والاقتصاديّة في روسيا والخارج وفي مصلحة الفيدراليّة الرّوسيّة”.

             والجمعيّة الشّركسيّة العالميّة مهتمة أيضا في القيام بحملة لإعادة توطين الشركس من سوريا، ويكمل، بالاستفراد بالثناء على “الجهود التي تبذلها الفيدراليّة الرّوسيّة لتسوية سلمية للوضع” هناك، واستعدادها للسماح لألف من الشركس السوريين بالعودة إلى وطنهم التاريخي.

             ووفقا لسوخروكوف، يعتبر بعض الشركس أن ما حدث في عام 1864 هو إبادة جماعية، ولكن “يعترف المجتمع الشركسي المعاصر أن حرب القوقاز كانت نتيجة لسياسة روسيا القيصرية ولا يلقون باللوم عن مأساة الأديغة [الشركس] على روسيا المعاصرة”.

             ما هو مطلوب هو مناقشة هادفة عن الماضي، وذلك، كما يقول، يحدث الآن في روسيا. ونتيجة لذلك، “يجد الأديغه اليوم لغة مشتركة مع كل من الروس ومع الشعوب الأخرى الّتي يعيشون بينها”. وقال انه يختتم حديثه بكلمات من المحتمل أن تكون بمثابة موسيقى في آذان الحكومة الروسية الحاليّة.

             “وجهة نظر متميّزة نحو مصير شعب الأديغه”، يقول سوخروكوف، “يؤكد قيمة المسار الصحيح الوحيد الّذي اختاره أجدادنا منذ ما يقرب من نصف ألفيّة – من البناء والتنمية لمدّة طويلة جنبا إلى جنب مع روسيا.”

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/07/window-on-eurasia-moscow-works-to.html

Share Button