نافذة على أوراسيا: هل ستترك الآن أصغر القوميات في روسيا تحت رحمة المسؤولين الإقليميّين؟

الثلاثاء 2 سبتمبر/أيلول 2014

نافذة على أوراسيا: هل ستترك الآن أصغر القوميات في روسيا تحت رحمة المسؤولين الإقليميّين؟

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

4 سبتمبر/أيلول 2014

             ستاونتون 2 سبتمبر/أيلول – لقد تطلّع أعضاء أصغر قوميات الفيدراليّة الروسية دائما الى موسكو لما قد يستطيعوا الى حد كبير الحصول عليه من حماية لان رؤساء المناطق الروسية التي يعيشون بالعادة ضمنها كانوا أقل تعاطفاً ودعماً لوضعهم، وذلك إذعاناً للأغلبية الروسية المحلية ومصالح الأعمال.

            وساعدت موسكو على ذلك في بعض الأحيان ولم تساعد في أحيان أخرى، لكن كان سجلها بقدر ما يتعلق بهذه القوميات الصغيرة أفضل من الحكومات الإقليمية. ومع ذلك، يبدو الآن أن هناك خطراً يتمثل في أن الحكومة المركزية قد تكون تستعد لترك هذه الجماعات لتكون تحت رحمة المسؤولين الإقليميين، الأمر الذي يمكن أن يهدد بقائها.

             في تعليق له الأسبوع الماضي على موقع (Nazaccent.ru)، يقول فاليري تيشكوف (Valery Tishkov) حسب وجهة نظره، وهو مدير معهد موسكو لعلم الأجناس وعلم الإنسان (Moscow Institute of Ethnology and Anthropology) ووزير القوميات الروسية السابق، إن الحكومة الروسية في شبه جزيرة القرم المحتلة وليست موسكو يجب أن تقرر مصيرالكرايم (Karaims)الذين يبلغ تعدادهم 670 نسمة والكريمشاك (Krymchaks) الذين يبلغ تعدادهم 280 نسمة(nazaccent.ru/column/61/).

             ويكتب أخصائي علم الأجناس ذو التأثير الكبير أنه “يرى بأن ليس هناك أساساً كافياً” لإدراج هاتين القوميتين في “قائمة الشعوب الأصلية قليلة العدد في الفيدراليّة الرّوسيّة” لأنها لا تتبع أسلوباً مميزاً و”تقليدياً” للحياة ولكن بدلا من ذلك أصبحت جزءًا من الوسط الحضري المحيط بها.

              ويقول أنه بالإضافة إلى ذلك، “في الوضع الحالي، عندما تجري تغييرات سياسية خطيرة في شبه جزيرة القرم، فإن تقسيم السكان إلى سكان أصليين وغير أصليين ليس صحيحا جدا لأن تتار القرم هم سكان أصليون في شبه جزيرة القرم كما هم الروس، والأوكرانيون، والبلغاريون، واليونانيون.

              يقول تيشكوف: “موقفنا”، هو أنّه “فيما يتعلق بشبه جزيرة القرم، فمن الضروري عمل ما تم عمله فيما يتعلق بداغستان والسماح للسلطات المحلية نفسها بأن تقرر هذه المسألة”.

             ويقول الباحث الموسكوفي: “إننا لا ننكر وجود هذه الشعوب – الكرايم والكريمشاك، ومصيرهم المأساوي جدا في سنوات الحرب عندما سحقهم الألمان الفاشيست تماما وببساطة مع الغجر. هذه الشعوب هي بلا شك أصليّة وتعدادها قليل، ولكن نحن ضد إدراجها في القائمة التي توجد في الفيدراليّة الرّوسيّة”.

            ويتابع بأن في روسيا: “يعيش الكثير من الشعوب الأصلية قليلة العدد، لكن يحدد القانون لها معاييراً محددة” يجب تلبيتها للحصول على منافع معينة مثل حصص لصيد الأسماك والصيد. ولا ينبغي توسيع القائمة اعتباطاً، على الرغم من أن تيشكوف يقول بأن ذلك حدث في حالة الشابسوغ (Shapsugs)، وهي مجموعة فرعية من الشركس الذين عاشوا في سوتشي.

             ودمجهم كما يرى، كان “غير مبررٍ على نحوٍ كافٍ”. بيد ان إشارة تيشكوف لهم قد يشير إلى أنه جعل الحكم على نطاق  أوسع من مجرد الوضع في شبه جزيرة القرم المحتلة من قبل روسيا وهذا الحكم الذي من شبه المؤكد بأنّه سوف تكون له عواقب سلبيّة لأصغر القوميّات الّتي تسعى لحماية نفسها ضد الأغلبيات المحلية.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/09/window-on-eurasia-are-russias-smallest.html

Share Button