نافذة على أوراسيا: باحثة من شمال القوقاز تقول، خطط موسكو ل”إثنية روسية متفوقة” تثير الغضب بين غير الروس

السبت 2 أغسطس/آب 2014

نافذة على أوراسيا: باحثة من شمال القوقاز تقول، خطط موسكو ل”إثنية روسية متفوقة” تثير الغضب بين غير الروس

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

5 أغسطس/آب 2014

             ستاونتون، 2 أغسطس/آب – تسعى موسكو “لإنشاء إثنية روسية متفوقة” باعتبارها إحدى وسائل التغلب على الصراعات بين الإثنيات، وفقا لمدينةخاكواشيفا (Madina Khakuasheva)، وهي باحثة من قباردينو – بلكاريا، ولكن “التصريحات البغيضة”حول سيادة اللغة الروسية على اللغات الأخرى تثير “مواقف احتجاج سلبية خطيرة” في جمهوريات هي مضطربة أصلاً.

                 في مقابلة مع موقع (Kavpolit.com) تقول خاكواشيفا، الباحثة في علم اللغة المقارن في معهد قباردينو – بلكاريا للبحوث الإنسانية (Kabardino-Balkaria Institute of Humanitarian Research)، انه إذا ما استمر موقف وزير الثقافة الروسي فلاديمير ميدنسكي (Vladimir Medinsky)الرافض للغات غير الروسية، فإنه سوف يقضي على بعض من هذه اللغات في العقود المقبلة (kavpolit.com/articles/edinyj_rossijskij_superetnos-7929/).

             وقالت إن الأمّة الشركسيّة هي بالفعل في متاعب في ظل “غياب السلامة الإقليمية” لها، والتي هي الآن مقسّمة على الأقل إلى أربعة جمهوريات ومناطق مختلفة. وأضافت بأن هذه اللغة ولغات أخرى في شمال القوقاز تعاني بالفعل إلى الحد الّذي جعل القليلين يكتبون أو يقرأون بها حتى لو أن العديدين يستمرون في التحدث بها.

             وتقول خاكواشيفا أنّه إذا اقترب أحدهم من مسألة اللغة بطريقة سطحية، والتي لا تبدو فيها أن هذا هو الحال، في نالتشيك على الأقل، حيث يبدو أن المزيد من الناس يتكلمون لغات غير روسية الآن أكثر مما كان عليه الوضع في الماضي. واضافت، “لكن هذا وهم” ناتج عن رحيل شباب المناطق الحضرية إلى روسيا للعمل ووصول شباب الريف الذين سوف “سيتوقّفون عن التحدث” بهذه اللغات بعد جيلين أو ثلاثة أجيال.

             بالفعل الآن، هناك أناس أقل من أي وقت مضى يقرأون في هذه اللغات، و”تعاني اللغة الأدبية من أزمة خطيرة”. وتضيف بأنه على سبيل المثال، “في عام 2012 في اتحاد الكتاب في جمهورية قباردينو – بلكاريا (Union of Writers of the Kabardino-Balkaria Republic) لم يكن هناك أي كاتب في النثر أو أي شاعر من الشباب. والوضع مأساوي للغاية”.

             إذا استمرت الأمور كما هي عليه الآن، فسوف تتلاشى لغة القباردى بعد 25 إلى 50 عاما، وتقولخاكواشيفابأن ضغط نيكيتا خروشوف (Nikita Khrushchev) لاستخدام اللغة الروسية في عام 1961 أسهم في هذا الإتجاه ولكن سياسات مثل تلك التي يتم الدفع بها من قبلميدنسكيمن المؤكد أن يكون لها عواقب أكثر سوءا. الأولى أثارت الاحتجاجات؛ والثانية سوف تسبب ما هو أكثر من ذلك.

             إن فكرة إنشاء لغة روسية وحيدة في “إثنيّة متفوقة” هي على حدٍ سواء، أمراً خطيراً لهذا السبب وشيئاً يتبدّد في مواجهة الخبرة الدولية. يمكن أن يتعلم الناس العديد من اللغات ولكن حتى في بوتقة الإنصهار الأمريكية، فإن الناس يرغبون في الإبقاء على اتصال بماضيهم القومي.

             وقالت أن مثل هذا الاهتمام هو “فطري”، وهذا حتّى “هو الحال” في روسيا بسبب أن قومياتها “تعيش على تراب وطنها الأم التاريخي”. وتقول خاكواشيفا بإن اللغات القومية هي أساسية لبقاء هذه القوميات، وبالتالي، فإن تصريحات مثل تصريحاتميدنسكيهي “بغيضة” وحتى أنها خطيرة كما هي مظاهر “الشوفينية الروسية” كذلك.

             وتقول لكن المسألة ليست فقط حول اللغات. “رسميا نحن جميعا نعيش في دولة فيدرالية، ولكن الجميع يدركون جيدا بالفعل أن هذا ليس سوى أنّه على الورق فقط. يتقرر كل شيء بشكل إستبدادي، وهو أن كل شيء يأتي من المركز” ويشكل “تسلطاً” بدلاً من تعبير عن إرادة الشعب.

             علاوة على ذلك، تقول الباحثة في علم اللغة المقارن من قباردينو – بلكاريا، “نحن جميعا قد فهمنا منذ فترة طويلة أنه في المناطق المحلية يتموضع أناس هم ببساطة ينفّذون الأوامر الصادرة من أعلى. هنا مخطط شفاف تماما. لا يحتاج المرء بأن يكون سياسيا من أجل فهم كل مايجري”.

 المصدر: http://windowoneurasia2.blogspot.co.uk/2014/08/window-on-eurasia-moscows-plans-for.html

Share Button