نافذة على أوراسيا: تستمر أولمبياد سوتشي في إلقاء ظلالها على موسكو

السبت 27 ديسمبر/كانون الأول 2014

نافذة على أوراسيا: تستمر أولمبياد سوتشي في إلقاء ظلالها على موسكو

بول غوبل (Paul Goble)

 ترجمة: عادل بشقوي

29 ديسمبر/كانون الأول 2014

             ستاونتون، 27 ديسمبر/كانون الأول – قبل عام من الآن، توقع الكثيرون أن أولمبياد سوتشي، وعلى الرغم من تكلفته الهائلة ومشاكله العديدة، سيكون أعلى غاية للعام 2014 في روسيا، وبرهان لانتعاش روسيا من مشاكل العقدين الماضيين وأسلوب مثير يؤشّر لعودتها إلى العضوية الكاملة في المجتمع الدولي.

             وقد طغى العدوان الروسي على أوكرانيا بسرعة وعلى سوتشي كحدث، فقوض أي رسالة أمل لفلاديمير بوتين يمكن أن يرسلها مع الألعاب. لكن الأولمبياد الشتوي لا يزال يلقي بظلاله على موسكو، وهو أمر يبيّن بأن الخطط لتكون سوتشي مكانا لكأس العالم لعام 2018 أصبحت تزداد قتامة.

             وذلك لأن جميع المشاكل خلال التحضيرات لعقد ألعاب سوتشي ستصبح مرة أخرى موضع الإهتمام: الإسراف في إنفاق الحكومة الروسية الهائل والفساد والدمار البيئي، وإجراء مباريات في موقع الإبادة الجماعية الشركسية لعام 1864، ستكون كلها محور الاهتمام الدولي مرة أخرى.

             حتى الروس الذين يريدون إضفاء وضع إيجابي على ألعاب سوتشي، كان عليهم أن يعترفوا أنه من المستحيل تجاهل المشاكل. وفي تعليق إلى آر بي كى.آر يو (RBK.ru)، قال فاليري إغونينوف (Valery Igumenov)، وهو يبدأ بالإشارة إلى أنه وفقا للأسطورة، أوجد هرقل الألعاب الأولمبية الأولى مباشرة بعد تنظيف زرائب أوجياس (Augean)، مما يعني أنه قد يكون هناك صلة بين الاثنين (http://top.rbc.ru/business/26/12/2014/549c55699a7947590aae5340#xtor=AL-[internal_traffic]–[rbc.ru]-[details_main]-[item_8).

             ويكمل المعلق أن أولمبياد سوتشي، كانت أيضاً عمل “[هرقل] المتحقّق في أسلوب روسي معتاد”. كان على موسكو أن تستبدل المسؤول أربع مرات، وتأخير الجدول الزمني، وكان هناك إفراط في الميزانيّة بشكل كبير وذلك بإنفاق أكثر من 50 مليار دولار، الأكثر من أي وقت مضى في أي مباريات أولمبية في التاريخ.

             ويقول إغونينوف: “لا أحد يستطيع القول”، كم من ذلك سُرِق وكم “ببساطة تَبدّد”. كان جزء كبير من المال من الحكومة والشركات الحكومية، لكن جزء آخر كان من الشركات الخاصة التي كان قد “قُدّم لها إقتراحاً بأن تعمل على [تقديم مساهمة] والتي لم تستطيع الرفض”.

             ويقول: في كل هذه الأساليب، “لم توضح أو تظهر الأولمبياد أي شيء لم نكن بالفعل نعرفه عن روسيا. في روسيا، كما كان في السابق، كل شيء سيء مع التخطيط والتنظيم والإدارة والفعالية والفساد. في روسيا، وكما في السابق، كل شيء جيد” من حيث الضيافة “والقدرة على حل المهام الصعبة” في وقت قصير.

             ويشير أنّه على الأقل، “أقيمت دورة الألعاب الأولمبية دون حادث خطير واحد”، ولفترة على الأقل، فإنها اجتذبت إهتماماً دولياً ونوايا حسنة تجاه روسيا والروس. ولكن انتهى هذا أيضا “وفق النمط الروسي: تم القيام بكل شيء للفوز بالنصر ومن ثم فقد تم تبديد جزء كبير من نتائج هذا النصر”.

             مقال إغونينوف هو مقال نموذجي يأتي في نهاية السنة، ولكن مشاكل سوتشي لا تختفي. فمن جهة، تعلن موسكو أنها تواجه بالفعل عجزا خطيرا في ميزانية نهائيات كأس العالم لكرة القدم لعام 2018، حيث من المقرر أن يجري جزء من المباريات في المدينة الأولمبية (themoscowtimes.com/article/513915.html).

             ومن جهة أخرى، تستمر قضيّتين أخرتين من ألعاب سوتشي في التفاقم: الأولى، لا يزال الناشطين في مجال البيئة في جميع أنحاء العالم يعتريهم الغضب لأن يفغيني فيتيشكو (Yevgeny Vitishko)، أهد هؤلاء الناشطين، لا يزال يقبع في سجن روسي لفضحه الطرق التي ضرب فيها المسؤولين الروس عرض الحائط بشأن قوانين البيئة في فترة التحضير لسوتشي.

             والثانية، يعتزم الناشطون الشراكسة في كل من وطنهم في شمال القوقاز وحول العالم إعداد خطط لتجديد احتجاجهم على إجراء منافسة رياضية أخرى في الموقع الذى شهد قتل أو طرد أجدادهم من قبل القوات الروسية منذ قرن ونصف.

             كما كان الحال في وقت سبق أولمبياد سوتشي، فإن شعاراتهم ستكون قبل أن تأمل موسكو بأن ذلك سيكون اقبالاً دولياً آخر، “شركيسيا حرة الآن!” و “الاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية” و “أوقفوا كأس العالم في سوتشي!”

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/12/window-on-eurasia-sochi-olympiad.html

Share Button