نافذة على أوراسيا: يقول شموليفيتش: لا يمكن لموسكو السيطرة على شمال القوقاز لفترة أطول

الجمعة 26 ديسمبر/كانون الأول 2014

نافذة على أوراسيا: يقول شموليفيتش: لا يمكن لموسكو السيطرة على شمال القوقاز لفترة أطول

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

 30 ديسمبر/كانون الأول 2014

             ستاونتون، 26 ديسمبر – بينما يركز العالم على التطورات الجارية في أوكرانيا وعلى نهج فلاديمير بوتين العدواني على نحو متزايد لجيرانه، فقد لاحظ القليلين ان موسكو تخسر بسرعة أي فرصة للاحتفاظ بشمال القوقاز داخل حدود الفيدرالية الروسية، وفقا للمحلل الاسرائيلي أفرام شموليفيتش (Avraam Shmulyevich).

             ويقول شموليفيتش ان “على مدى السنوات العشرين الماضية، تحولت منطقة القوقاز إلى مستعمرة نموذجية”، وهو نمودج لم تسع الحكومة الروسية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي إلى دمجه كما فعل السوفيات، بل لضمان السيطرة على حواضر المنطقة وفي المقام الأول باستعمال القوة والعنف (maxpark.com/community/politic/content/3182941).

             بدلا من تهدئة الأوضاع في المنطقة، فقد حقّق نهج موسكو العكس تماما. عبر شمال القوقاز، ارتفعت وتيرة المواقف المناهضة لروسيا، وفر الرّوس، و“ما زالت حرب عصابات واسعة النطاق مستمرة تحت رايات دينية”، وهي حرب تظهر أن هياكل السلطات الروسية لن تكون قادرة على تحقيق الفوز.

             في أطراف كثيرة من شمال القوقاز، يعيش الناس الآن “ليس وفقا لقوانين الفيدراليّة الرّوسيّة” ولكن وفقا لقانون الشريعة الإسلامية. الشيشان بقيادة قاديروف “ليس لديها أي علاقة بالنظام الدستوري الرّوسي”، وداغستان لديها محاكم للشريعة في كل مكانٍ تقريباً.

             وهكذا، يقول شموليفيتش، كما كان الحال في مستعمرات أخرى عديدة في الماضي، “تكون السلطة خلال النهار في يد القوات الفيدراليّة، ولكن في الليل تكون في أيدي الجماعات الإسلاميّة”.

             على الرغم من كونها أكثر قوة وأكثر ذكاءا مما هي عليه روسيا، لم تكن كلٍ من  بريطانيا العظمى ولا فرنسا قادرة على  منع مثل هذه الحركات من طردهما من مستعمراتها. “إن عملية إنهاء الاستعمار موضوعية”. ربّما كان الكرملين في الماضي، قد تمكن من إحتواء الأمور من خلال تعزيز الفيدرالية الحقيقية والتكامل، لكنه تغاضى الآن عن تلك الخيارات.

             ويقول المحلل الإسرائيلي، الآن، “حتى إذا أرادوا أن يصبحوا فيدراليّة”، لن تستطيع السلطات الروسية أن تضمها أو تجعل أي شخص يعتقد أنه سيكون لذلك مضمون حقيقي. إلا أنه “على مدى السنوات العشرين الماضية، تحدّث التسلسل القيادي الهرمي الروسي الكثير، لكنه لم ينفّذ مشروع كبير واحد في هذا الصدد”.

             ويقول شموليفيتش أن الكثيرين في الغرب لا يزالون يقبلون فكرة أن روسيا هي “قوة استقرار” في شمال القوقاز، ولكن ذلك “لا يتطابق مع الواقع”. بدلا من ذلك، فإن الوضع هو “عكس ذلك تماما: كافّة العمليات التدميرية هناك ازدادت سوءا نتيجة للمحاولات التي تبذلها موسكو لتبديدها”.

             هذا لا يعني أنه لا توجد اختلافات ضمن المنطقة. الوضع في الجمهوريات الشركسية، أديغيه، وقباردينو – بلكاريا، وكراشييفو – شركيسيا، يختلف عمّا هو في داغستان والشيشان وإنغوشيا. في المجموعة الأخيرة، “ليس هناك فعلياً سكان من الروس” لضبط الأمور. وفيما يتعلّق بالآخرين، لا يزال هناك مرتكزاً روسياً.

             الاقتصاد في شمال القوقاز في حالة دمار، والناس في موسكو يعارضون أكثر من أي وقت مضى إرسال المال الجيد بعد السيئ في محاولة لإصلاحه، مقتصرة فقط على حقيقة أن العديد من المسؤولين الروس يجنون الأرباح من سلب الأموال المخصصة لمساعدة المواطنين في المنطقة. ولكن سيضعف استعدادهم للقيام بذلك مع زيادة التقشف المالي وفرار الروس.

             إن ذلك من شأنه فقط تسريع العملية الّتي سيصبح بموجبها الإسلام السياسي أيديولوجية مُوحّدة في المنطقة. الشباب هناك ينضمون الآن إلى لمسلحين بأعداد متزايدة بسبب ما يرون حولهم من ظلم وقهر، تماما كما فعل نظرائهم في مستعمرات أخرى.

             ونتيجة لذلك، فإن أولئك الذين يتكهّنون باحتمال نشوب حرب جديدة في شمال القوقاز، هم بعيدين كل البعد عن الاتجاهات والتطورات الراهنة. وتستمر هناك حرب الجماعات و”في أشدّها، حيث إنها في بداية أن تتجاوز تلك الحروب القائمة في العراق وأفغانستان”. ويقول شموليفيتش: إن أفضل دليل على أن هذا هو الحال ما يأتيه من المسلّحين أنفسهم.

             ويضيف بأنّهم أخبروه، “أنهم مستعدون للإستيلاء على السلطة، لكنهم ليسوا على إستعداد للإمساك بها”.إنه لا يمكنهم أن يصمدوا أمام عمل عسكري منسّق لطردهم من السّلطة، وبالتالي فإنهم في الوقت الحاضر،”يتجنبون المواجهات المباشرة”، وبدلاً من ذلك يسعون إلى تقوية أنفسهم مع السكان وطرد الممثلين الفيدراليّين.

             مرة أخرى، وكما يشير شموليفيتش، تماما بالضبط كما تصرفت حركات التحرر الوطني في أماكن أخرى من عالم الإمبرياليّة. 

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.co.uk/2014/12/window-on-eurasia-moscow-cant-hold.html

Share Button