النشطاء الشركس يشددون في خطابهم ضد نظام بوتين

النشطاء الشركس يشددون في خطابهم ضد نظام بوتين

الناشر: أوراسيا ديلي مونيتور

بقلم: فاليري دزوتسيف (Valery Dzutsev)

5 يناير/كانون الثاني 2015

ترجمة: عادل بشقوي

19 يناير/كانون الثاني 2015

الشركس يحتجون على أولمبياد سوتشي، لندن، 2012، المصدر: رويترز
الشركس يحتجون على أولمبياد سوتشي، لندن، 2012، المصدر: رويترز

في يوم 16 ديسمبر/كانون الأوّل، أصدر نشطاء من الشركس بياناً خاصاً لمؤازرة زملائهم الذين تعرّضوا للاضطهاد من قبل السلطات الروسية في شمال القوقاز. وقّع النداء 65 من سياسيّي وكتاب ونشطاء المجتمع المدني ورجال أعمال وأكاديميين من تركيا وألمانيا والولايات المتحدة وعدة دول أخرى، داعين منظمات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم “لإنقاذ الشعب المظلوم من براثن ظلم وطغيان” روسيا بوتين. واتُّهِمت السلطات الروسية بشن حملة ترهيب واضطهاد ضد الناشطين الشركس في شمال القوقاز. ركز البيان على وجه الخصوص، على معاناة الناشط الشركسي أندزور أخوخوف (Andzor Akhokhov). وكان الناشط قد اعتقل جنبا إلى جنب مع عشرات آخرين من الذين احتجوا سلميا على دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي في يوم افتتاحها، في 7 فبراير/شباط 2014، حيث تعرض للتعذيب أثناء احتجازه من قبل الشرطة. وأيّد الموقّعون على الوثيقة مساعي الناشطين الشركس في شمال القوقاز “لإبلاغ روسيا والعالم أن القضيّة الشّركسيّة لا تزال بحاجة إلى حل لاستعادة الحقوق المشروعة لأصحابها وفقا للقوانين والأعراف الدولية” (Cherkessia.net, December 16, 2014).

العديد من الشركس الذين يعيشون في شمال القوقاز ودول أخرى على حد سواء انتقدوا بشدّة دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي. منطقة سوتشي بأكملها ومحيطها تنتمي إلى الشراكسة منذ قبل الغزو الروسي لشركيسيا التاريخية في القرن التاسع عشر. وأشار النشطاء الشركس بمرارة إلى أن الإمبراطورية الروسية وجهت ضربة قاضية للشركس في عام 1864وذلك تحديداً بعد مضي 150 عاما، قررت الحكومة الروسية تبييض احتلالها الدموي من خلال عقد دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في المنطقة دون حتى ذكر اسم الشركس . ويقول النشطاء الشركس أن روسيا لم تجتاح القوات الشركسية فقط في القرن التاسع عشر، ولكن أيضا طردت وقتلت الشركس، وهيّأت الظروف لإحداث المجاعة والأوبئة بينهم لإجبارهم على مغادرة وطنهم. تمت إبادة  جسديّة لحوالي 90 في المئة من السكان الشركس، وآخرين يموتون من الجوع أو يجبروا على مغادرة وطنهم. تم إعادة  الإسكان والتوطين في الكثير من الأراضي الشركسية على ساحل البحر الأسود التي كانت تعتبر هامة استراتيجيا في غضون أشهر من طرد السكان الأصليين الشركس منها. يطالب النشطاء الشركس الآن بأن تُقر الحكومة الروسية ما يعتبرونه “الإبادة الجماعية” للشركس من قبل الإمبراطورية الروسية واتخاذ خطوات لتخفيف عواقبها.

ونظرا لأهمية دورة الالعاب الاولمبية في سوتشي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا، كانت حملة القمع التي شنتها الحكومة الروسية على النشطاء الشركس قاسية لدرجة أن ذلك “وطّد” الوضع بأن لا يتمكن الناشطين الشركس من تنظيم أي احتجاجات عامة. بدلا من ذلك، قامت مجموعة صغيرة من الناشطين غير المعروفة نسبياً، بما فيهم أندزور أخوخوف، وتمكنت من إقامة احتجاج لعدة ساعات في نالتشيك عاصمة قباردينو – بلكاريا، قبل أن يتم تفريقهم واعتقالهم. اجتذبت دورة الالعاب الاولمبية في سوتشي بعض الاهتمام لمحنة الشركس، ولكن بعد انتهاء الألعاب الأولمبية، حاول الشركس استخدام تطور مهم آخر من أجل تحقيق مصالحهم — سياسة روسيا العدوانية تجاه أوكرانيا.

في عام 2014، ناشد نشطاء شركس الحكومة الأوكرانية الاعتراف بِ”الإبادة الجماعية” الشّركسيّة. وقدّم الشركس نفس المناشدة لحكومة بولندا في شهر نوفمبر/تشرين الثّاني 2014 (Cherkessia.net, November 11, 2014). ونظرا للحساسيات الروسية حول الأحداث في أوكرانيا، من المرجح أن تعتبر موسكو النشاط الشركسي كمصدر إزعاج خطير وأن تقوم بتضييق الخناق أكثر على الناشطين المحليين في شمال – غرب القوقاز.

وأشار الناشط الإسرائيلي أفروم شموليفيتش (Avrom Shmulevich) إلى معاملة الرئيس بوتين التفضيلية لبعض الشعوب في الفيدراليّة الرّوسيّة بالمقارنة مع آخرين  (Avrom-caucasus.livejournal.com, December 18, 2014). وفي مؤتمر صحفي عقد في ديسمبر/كانون الاول، وعد بوتين بدعم تتار القرم، قائلاً في رده على سؤال لصحفية من قناة تلفزيون إى تي آر (ATR) المختصّة بتتار القرم: “إن المسألة مع الشعوب المقهورة هو موضوع منفصل. الدولة تدين بالكثير لهؤلاء الناس. يجب أن نقلب الصفحة وبعدها فقط يمكننا القول أن جميع [مواطني روسيا] متساوون” (Kremlin.ru, December 18, 2014).

وفيما يتعلق بتتار القرم، اعترف الرئيس الروسي ان موسكو يجب أن تفعل الكثير للتخفيف من تداعيات ترحيل جوزيف ستالين لتتار القرم في عام 1944. ليس هناك مثل هذا الاعتراف فيما يخص الشركس والمجموعات العرقية الأخرى في الفيدراليّة الرّوسيّة الذين تحمّلوا جور الغزو الروسي. قد يتمتّع تتار القرم مؤقتا بمعاملة تفضيلية من قبل موسكو بينما يتركز انتباه العالم على الوضع في أوكرانيا، ولكن من غير المرجح حتّى أن يكسبوا الكثير من موسكو على المدى البعيد. لقد تم بالفعل طرد بعض نشطاء تتار القرم بشكل خاص من وطنهم في حين أن آخرين قد تعرّضوا لضغط من الحكومة الروسية.

ويواصل النشطاء الشركس في شمال القوقاز ومناطق أخرى في العالم القيام بحملة لتحسين وضعهم في وطنهم. ومع ذلك، لا تزال الحكومة الروسية تصم آذانها لمطالبهم، ويصبح خطاب الناشطين الشركس أكثر حسماً. ودعا البيان الشركسي الأخير نظام بوتين بأنّه “طاغياً”، مبيّناً أن الناشطين الشركس يائسون على نحو متزايد لتلقي أي إشارة إيجابية من طرف الحكومة الروسية. وهذا أيضا هو نذير شؤم للوضع في شمال – غرب القوقاز، في حين أنّ من المرجّح أن يصبح الشّركس على نحوٍ متزايد معرّضين لأن يُجرّدوا من حقوقهم من قبل الحكومة المركزية في موسكو.

المصدر:

http://www.jamestown.org/programs/edm/single/?tx_ttnews%5Btt_news%5D=43234&cHash=616f9a5add712b895adff70870d1c478#.VLqc16SUcYc

Share Button