القائد الإشكيري عيسى مونايف قتل في شرق أوكرانيا
الناشر: أوراسيا ديلي مونيتور (Eurasia Daily Monitor )
6 فبراير/شباط 2015
الكاتب: ميربيك فاتشاجايف (Mairbek Vatchagaev)
ترجمة: عادل بشقوي
10 فبراير/شباط 2015
إن وفاة أحد الجنرالات الإشكيريّين الأكثر شهرة في الحربين في الشيشان، عيسى مونايف (Isa Munaev) في الأوّل من فبراير/شباط،جذب انتباه الرأي العام مرة أخرى إلى مشاركة الشيشانيّين في الصراع في شرقي أوكرانيا (Echo.msk.ru, February 2). قدِم مونايف إلى أوكرانيا وقاد كتيبة جوهر دودايف لحفظ السلام الدولي، التي سميت بهذا الإسم نسبة إلى اسم رئيس جمهوريّة الشّيشان – إشكيريا (Chechen Republic of Ichkeria) الراحل. وكانت تتألف الكتيبة من الشيشان الذين فروا إلى الغرب (see EDM, November 7, 2014). المواطن المتجنس في الدنمارك، مونايف وصل إلى أوكرانيا في الصيف الماضي وسرعان ما أصبح ذو شعبيّة بين الأوكرانيين، الذين قدّروا دعمه في قتال الجيش الروسي في دونباس {Donbas} (المنطقة الشرقية من أوكرانيا تشمل محافظتي دونيتسك {Donetsk} ولوغانسك {Luhansk}) (Gazeta.ru, February 3).
خلال الحرب الرّوسيّة – الشّيشانيّة الأولى 1994 – 1996، تولّى مونايف وحدة عسكريّة شيشانيّة، وكان برتبة عقيد. وفي بداية الحرب الروسية – الشيشانية الثانية، في ديسمبر/كانون الأوّل من عام 1999، تم تعيين مونايف مشرفاً عسكرياً في الشيشان. في عام 2002، أصبح قائداً للجبهة الجنوبية – الغربية. أصيب مونايف بجراح في عام 2004، لكنه تمكن من عبور سلسلة جبال القوقاز الرئيسية إلى جورجيا وانتقل الى الدنمارك، حيث حصل على اللجوء السياسي. في يوم 4 مارس/آذار من عام 2014، أعلن مونايف باعتباره رئيسا للحركة الاجتماعية – السياسية سفوبودني كافكاز (القوقاز الحر)، عن تأسيس كتيبة جوهر دودايف لحفظ السلام ل من أجل “المساعدة الدولية للشعب الأوكراني في صراعه مع المحتلين الروس” (Obozrevatel.com, July 4, 2014). وكان الأول من فبراير/شباط من عام 2015 هو آخر مرة يشارك فيها في القتال الناشب، بالقرب من البلدة الأوكرانية الشرقية دبالتسيف (Debaltseve)، التي أصبحت مؤخّراً مرادفا للقتال العنيف بين الجيش الأوكراني والقوات المدعومة من روسيا (Facebook.com/dostali.hvatit, February 2). وفي ذلك اليوم، تأكّدتْ وفاة مونايف من قبل القوات الشيشانية في أوكرانيا (YouTube, February 2).
غير أنّ وفاة القائد الشيشاني، أخذ منعطفا مزعجاً بالنسبة للرّوس عندما خلف آدم أوسمايف (Adam Osmaev) عيسى مونايف كقائدٍ للكتيبة. وكان أوسمايف قد اتُّهِم في وقت سابق بالتّآمر لاغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (Meduza.io, February 3). اعتقل أوسمايف في أوديسا (Odessa) في شهر فبراير/شباط من عام 2012 قبل أسبوع واحد من الإنتخابات الرئاسية الروسية التي فاز بها فلاديمير بوتين (Vladimir Putin). وتم توجيه التهمة أولا إلى أوسمايف بالتآمر لاغتيال بوتين، لكن أسقطت التهم في وقت لاحق وأطلق سراحه بعد أن قضى نحو ثلاث سنوات في السجن بتهمة حيازة غير مشروعة للمتفجّرات. وبعد إطلاق سراحه، قام أوسمايف بتأسيس كتيبة جوهر دودايف لحفظ السلام. وكانت زوجته أمينة أوكويفا (Amina Okueva) أيضاً، عضواً في الكتيبة (Kavkazsky Uzel, February 3)، وقامت بأداء دور متحدثة رسمية. في الوقت نفسه، أوكل لها السياسيين الشيشان الذين يعيشون في المنفى في الغرب مسؤولية تمثيل الشيشان في أوكرانيا (Ichkeria.info, December 28, 2014).
وبعيداً عن كتيبة جوهر دودايف، هناك في أوكرانيا أيضا كتيبة حفظ سلام شيشانيّة أخرى، وهي كتيبة الشيخ منصور (Sheikh Mansur)، ويقودها مسلم شيبيرلويفسكي (Muslim Cheberloevsky)، المقرب من عيسى مونايف والمحارب السابق في الحربين في الشيشان. وتتموضع الكتيبة في منطقة لوغانسك في شرق أوكرانيا، ولكن لا توجد معلومات متاحة حول أنشطتها.
كان يمكن أن ينضم المزيد من المتطوعين الشيشان إلى الكتائب الشيشانية للقتال في حال قررت الحكومة الأوكرانية تعديل الوضع القانوني لهذه الوحدات. وفعلياً فإن جميع الشيشانيين الذين يذهبون لقتال الروس في أوكرانيا إما إنّهم من مواطني الدول الأوروبية أو حاصلين على وضع لجوء سياسي في واحدة من تلك البلدان. إن الدول الأوروبية تحاكم هؤلاء الّذين يعرف أنّهم شاركوا في العمليات العسكرية في أوكرانيا. لذلك فإن عدم التيقن من وضع المتطوعين وعدم الوضوح بشأن مستقبلهم بعد انتهاء الأعمال العدائية يجعل من الصعب على الّذين يمكن أن يكونوا متطوعين لأن يذهبوا إلى أوكرانيا. وعلى سبيل المثال، إنه من غير الواضح ما إذا كان سيتم السماح للمتطوعين في البقاء في أوكرانيا بعد أن تضع الحرب أوزارها وحتى يتم حل مشاكلهم القانونية مع الدول الأوروبّيّة. لقد وعد العضو في الفيرخوفنا رادا (البرلمان الأوكراني)، سيميون سيمينتشينكو (Semyon Semenchenko)، بإضفاء الشرعية على الكتيبة الشّيشانيّة (Comments.ua, February 2).
البعض في روسيا لم يستطيعوا إخفاء الغبطة بشأن وفاة عيسى مونايف. وأعرب رمضان قاديروف (Ramzan Kadyrov)، رئيس جمهورية الشيشان الواقعة ضمن الفيدرالية الروسية، عن رأيه حول وفاة مونايف على صفحته على إينستاجرام (Instagram)، قائلا ان ذلك كان نتيجة للصراعات الداخلية بين المقاتلين الشيشان الذين يقاتلون تحت العلم الأوكراني. ووفقا لقاديروف، فإنّهُ تم التخطيط لقتل [مونايف] من قبل آدم أوسمايف وأمينة أوكويفا، اللذان تصرفا بناء على أوامر من جهاز أمن الدّولة في أوكرانيا[SBU] ووكالة المخابرات المركزية الأميركية [CIA] (Instagram.com/p/yniTIVCRsH, February 2). وفي كتابته، أخطأ قاديروف إملائياً مرتين في كتابة الاسم الأخير لرئيس أوكرانيا. وخاطب قاديروف أيضا جميع المقاتلين الشيشان الذين يقاتلون إلى جانب الأوكرانيّين: “توقّفوا فوراً! هذه ليست حربكم. عودوا بصورة عاجلة إلى الوطن. هذه هي فرصتكم للبقاء على قيد الحياة. وإلا فسوف يتم قتلكم أيضاً. ولن يتم السماح لأيٍ منكم ترك ساحة المعركة على قيد الحياة. وجميعكم يعرفني جيّداً. سوف لن يكون بوسع أيٍ منكم أن يجرؤ حتى في أن ينظر باتّجاه روسيا. لن أسمح لكم بذلك”، حسبما قال قاديروف.
وقاديروف، كالعادة، اتهم الغرب بشأن كل المشاكل في أوكرانيا. لكنه لم يذكر الشيشان الّذين يقاتلون في أوكرانيا تحت العلم الروسي. وتتوفر العديد من أشرطة الفيديو على موقع يوتيوب تظهر وجود الشيشان الموالين لروسيا في أوكرانيا. وهؤلاء الشيشان سوف يحاربون على ما يبدو إلى الجانب الموالين لروسيا حتى يتلقوا أوامر من موسكو بالتّوقّف (Fakty.ictv.ua, December 5, 2014).
ومن غير المرجح أن يصغى المقاتلين الشيشان إلى جانب أوكرانيا إلى دعوة قاديروف. وفقا لوسائل الإعلام الأوكرانية، بدلا من ذلك، فإن الشيشان الذين يريدون الانتقام لوفاة عيسى مونايف أعربوا بالفعل عن رغبتهم الذهاب إلى أوكرانيا (Joinfo.ua, February 3). إن مقتل مونايف سيعزّز من مواقف هؤلاء الشيشان الذين وصلوا من أوروبا من أجل مساعدة الأوكرانيين ضد روسيا، ومن المرجّح أنّهُ سوف ينضم المزيد من الشيشان إلى الجماعات التي تقاتل وتموت تحت العلم الأوكراني.
المصدر:
