عضو في البرلمان الأوكراني يبادر إلى تقديم تشريع يعترف “بالإبادة الجماعية” الشركسية
الناشر: أوراسيا ديلي مونيتور
23 فبراير/شباط 2015
بقلم: فاليري دزوتسيف (Valery Dzutsev)
ترجمة: عادل بشقوي
26 فبراير/شباط 2015
يواصل النشطاء الشركس ومؤيدوهم في أوكرانيا العمل على مشروع للاعتراف “بالإبادة الجماعية” الشركسية. وفي 13 فبراير/شباط، سجّل دميترو لينكو (Dmitro Linko)، العضو في حزب أوليغ لياشكو (Oleg Lyashko)، الحزب الراديكالي (Radical Party)، مشروع تشريع جديد في البرلمان الأوكراني (Verkhovna Rada). في 16 شباط/فبراير، وأخذ المشروع طريقه إلى لجان البرلمان المختصة بحقوق الإنسان والأقليات القومية وشؤون الجماعات الإثنية من أجل إجراء الدّراسة التمهيديّة. وكان لياشكو قد اقترح نفس التشريع في سبتمبر/أيلول من عام 2014، لكن تم حل البرلمان في أوكرانيا في وقت لاحق وسقطت المبادرة تلقائياً. ويهدف المشروع إلى إقناع البرلمان الأوكراني الإعتراف “بِالإبادة الجماعية” الشركسية التي اقترفتها الإمبراطورية الروسية، ويستشهد المشروع بالحرمان والمشاق التي تعرض لها الشعب الأوكراني نفسه في “سجن الأمم المشترك” والّذي تُمثّله (الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفياتي). فعلى وجه الخصوص، يستشهد الإعلان بدعم المجتمع الدولي الاعتراف بالهولودومور {Holodomor} (المجاعة بقصد الإبادة) في أوكرانيا في العامين 1932 – 1933، ويدعو برلمان البلاد أن يفعل الشيء نفسه مع الأمم الأخرى التي عانت. ويشير المشروع الأوكراني أيضاً إلى اعتراف برلمان قباردينو – بلكاريا (Kabardino-Balkarian) “بالإبادة الجماعية” الشركسية في عام 1992 إلى جانب أخر إعتراف”بالإبادة الجماعية” الشركسية من قبل جورجيا في عام 2011. والإقتراح التشريعي يتوخى تنظيم مؤتمر دولي بشأن هذه القضية في أوكرانيا وإطلاق حوار علمي للموضوع (Mesoeurasia.org, February 17).
وأظهر استطلاع للرأي أجراه موقع شركسي على شبكة الإنترنت أن أكثر من 80 في المئة من ال 4،200 الذين شملهم الاستطلاع دعموا إعتراف أوكرانيا “بالإبادة الجماعية” الشركسية (Aheku.org, February 16). وبالنظر إلى التوترات القائمة بين أوكرانيا وروسيا، فإن بعض السياسيين في أوكرانيا يميلون الآن إلى التكيف مع سياسة أكثر استباقية تجاه الأقليات الساخطة في الفيدراليّة الرّوسيّة. بدورهم، فإن النشطاء الشركس حريصون على استخدام هذه الفرصة للحصول على اعتراف من دولة أخرى في فضاء ما بعد الاتحاد السوفياتي، هي أوكرانيا. وفي مايو/أيار 2014، طلب نشطاء شركس ومؤيدوهم من الحكومة الأوكرانية الاعتراف “بالإبادة الجماعية” الشركسية ووجد عدد غير قليل من المتعاطفين معهم.
الروايات التاريخية التي كتبها ضباط الجيش الروسي والمؤرخين في القرن التاسع عشر لا تدع مجالا للشك أن الجيش الروسي استخدم القسوة المفرطة لإجبار الشراكسة على مغادرة وطنهم أو ببساطة تم ترحيلهم بأعداد كبيرة. تم تدبير المجاعة والمرض في شركيسيا التاريخية لتدمير خصوم روسيا. لقد احتل ساحل البحر الأسود مكانا بارزا في التفكير الاستراتيجي الروسي، في حين كان ينظر إلى بحر قزوين باعتباره رصيدا أقل قيمة. لذا، فإن الشركس الذين سكنوا مساحات واسعة من الأراضي على ساحل البحر الأسود عانوا ما يقرب من إبادة شاملة على أيدي الجيش الروسي، في حين أن سكان شمال القوقاز في الأجزاء الشرقية والوسطى منه، نجحوا إلى حد كبير بالتمسك بأوطانهم. ويقول النشطاء الشركس أنه حتى اليوم تستمر الحكومة الروسية في سياسة الإبادة الجماعية تجاه الشعب الشركسي. وعلى وجه الخصوص، فإن الشتات الشركسي الكبير والحيوي في تركيا يحظى بسماح محدود للغاية في حرّيّة الوصول إلى الوطن. والمثال الأحدث كان ترحيل الباحث التّركي من أصل شركسي إردوغان بوز (Erdogan Boz) من روسيا، في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 (see EDM, December 3).
ومن المفارقات، ينتمي بوز إلى تنظيم تركي صديق لروسيا، ألا وهو اتحاد الجمعيات القوقازيّة في تركيا ( KAFFED)، الذي حاول الإبقاء على علاقات جيدة مع موسكو. في رسالة بعث بها بوز مؤخرا، طلب فيها من الناشط في مجال الحقوق في قباردينو – بلكاريا، فاليري خاتاجوكوف (Valery Khatazhukov) مساعدته في زيارة شمال القوقاز. ووفقا لبوز، فقد تم ترحيله من روسيا دون تفسير وقال له بأن المسؤولين في السفارة الروسية في أنقرة لا يعرفون لماذا منع من الدخول (Aheku.org, February 9).
ووفقا للخبيرة الروسية الشّهيرة في شؤون الهجرة واللاجئين، آنا غانوشكينا (Anna Gannushkina)، فإنّهُ قبل عام 2015 تم منع الأجانب من دخول روسيا لأسباب سياسية بدون إبداء الأسباب. وفي عام 2015، دخل تشريع جديد حيز التنفيذ يلزم الحكومة بإبلاغ الممنوعين عن السبب الّذي لم يسمح لهم بزيارة روسيا. هناك تسع وكالات حكومية في روسيا لديها الحق في رفض تأشيرة الدخول للزائر الأجنبي. ووفقا لغانوشكينا، إذا تم رفض الزائر لأسباب سياسية، فإن الحظر بالعادة ليس له حدود زمنيّة، وليس هناك آلية لرفع الحظر. الآن على الأقل يمكن للزوار الذين رفض دخولهم إلى روسيا أن يستفسروا عن سبب الرفض، على الرغم من أن غانوشكينا تعترف بأنها لا تعرف إذا ما استجاب المسؤولون الروس فعلا لمثل هذه الطلبات (Kavkazsky Uzel, February 12).
ويبدو أن الحكومة الروسية تنكر على الشركس حتى الحق الأساسي في حرية تكوين الجمعيات مع أقرانهم عبر الحدود، وبالتالي التمهيد لحاجاتهم المتزايدة من بينها الحصول على تأييد في الخارج. ومع استمرار المواجهة الروسية – الأوكرانية المسلحة في شرق أوكرانيا، فإن الجانب الأوكراني يقف بشكل ملحوظ في حيرة من أمره نتيجة لاعتداءات روسيا ولا يمكنه أن يولي اهتماما كبيرا لمناشدات الشركس بخصوص الاعتراف بالإبادة الجماعيّة. ومع ذلك، عندما، وإذا توقفت الحرب وتبدّدت التوترات، فإنّهُ من المرجح أن تتبنى الحكومة الأوكرانيّة سياسة أكثر نشاطا بكثير تجاه الأقليات في الفيدراليّة الرّوسيّة أكثر مما كان عليه في الماضي. إن منطقة شمال القوقاز هي نطاق طبيعي لأوكرانيا لبدء دعم الشعوب الساخطة، مثل الشراكسة وغيرهم من الأقليات القومية.
المصدر:
**** Ukrainian Parliament Member Initiates Legislation to Recognize Circassian ‘Genocide’ Valery Dzutsev, February 23, 2015 Circassian activists and their supporters in Ukraine continue working on a project for recognition of the Circassian “genocide.” On February 13, Dmitro Linko, a member of the Radical Party of Oleg Lyashko, registered the new legislation in the Ukrainian parliament, the Verkhovna Rada. On February 16, the project proceeded on to the parliament’s Committee on Human Rights, National Minorities and Interethnic Affairs for preliminary consideration. Lyashko proposed the same legislation back in September 2014, but the parliament of Ukraine was soon disbanded and the initiative fell through. Designed to convince Ukraine’s parliament to recognize the “genocide” of Circassians in the Russian Empire, the project cites the Ukrainian people’s own deprivation and hardships in the common “prison house of nations” (the Russian Empire and the Soviet Union). In particular, the declaration cites the support of the international community for the recognition of the Holodomor (Hunger-extermination) in Ukraine in 1932–1933, and calls on the country’s parliament to do the same with other nations that suffered. The Ukrainian project also cites the Kabardino-Balkarian parliament’s recognition of the Circassian “genocide” back in 1992 along with more recent recognition of the Circassian “genocide” by Georgia in 2011. The legislative proposal envisages organizing an international conference on the issue in Ukraine and launching a scientific discussion of the topic (Mesoeurasia.org, February 17). A poll by a Circassian website found that more than 80 percent of the 4,200 people polled supported Ukraine recognizing the Circassian “genocide” (Aheku.org, February 16). Given the tensions between Ukraine and Russia, some politicians in Ukraine are inclined now to adapt a more proactive policy toward the disaffected minorities in the Russian Federation. In turn, Circassian activists are keen on using this opportunity to obtain recognition from yet another state in the post-Soviet space, Ukraine. Back in May 2014, Circassian activists and their supporters asked the Ukrainian government to recognize the Circassian “genocide” and found quite a few sympathizers. Historical accounts by Russian military officers and historians in the 19th century leave little doubt that the Russian army used extreme cruelty to force Circassians from their homeland or simply deported them in large numbers. Famine and disease were engineered in historical Circassia to break Russia’s adversaries. The Black Sea coast occupied a prominent place in Russian strategic thinking, while the Caspian Sea was seen as a much less valuable asset. So, the Circassians who populated large swaths of land on the Black Seacoast suffered nearly total extermination at the hands of the Russian army, while the North Caucasians in the eastern and central parts of the North Caucasus largely managed to hold on to their homeland. Circassian activists say that even today the Russian government is continuing a genocidal policy toward the Circassian people. In particular, the large and vibrant Circassian diaspora in Turkey has extremely limited access to their homeland. A recent example was the deportation from Russia of a Turkish scholar of Circassian origin, Erdogan Boz, in November 2014 (see EDM, December 3). Ironically, Boz belongs to a Russia-friendly Turkish organization, KAFFED, which has tried to stay on good terms with Moscow. In a recent letter, Boz asked the Kabardino-Balkarian rights activist Valery Khatazhukov to help him to visit the North Caucasus. According to Boz, he was deported from Russia without an explanation and even officials at the Russian embassy in Ankara told him they did not know why he was denied entry (Aheku.org, February 9). According to the well-known Russian expert on emigration and refugees, Anna Gannushkina, prior to 2015 foreigners prevented from entering Russia on political grounds were not given a reason. In 2015, new legislation came into force requiring the government to inform those barred of the reason they were not allowed to visit Russia. Nine government agencies in Russia have the right to refuse an entry permit to a foreign visitor. According to Gannushkina, if the visitor is turned down for political reasons, the ban normally has no time limits, and there is no mechanism to lift the ban. At least now visitors denied entry into Russia can make inquiries about the reason for the denial, even though Gannushkina admitted she did not know if Russian officials actually responded to such requests (Kavkazsky Uzel, February 12). The Russian government seems to deny the Circassians even the basic right to associate freely with their cross-border kin, thereby creating even greater demand among them to seek support abroad. With the Russian-Ukrainian armed standoff in eastern Ukraine continuing, the Ukrainian side is significantly distracted as a result of Russia’s assaults and cannot pay much attention to Circassian pleas for recognition. However, when and if the war stops and tensions dissipate, the Ukrainian government is likely to adopt a much more proactive policy toward the minorities in the Russian Federation than in the past. The North Caucasus is a natural area for Ukraine to start supporting the disaffected peoples, such as the Circassians and others national minorities.
