تغيير القيادة في مواقع قوزاق تيريك العسكرية لتعظيم دور الحكومة

تغيير القيادة في مواقع قوزاق تيريك العسكرية لتعظيم دور الحكومة

الناشر: أوراسيا ديلي مونيتور

18 مارس/آذار 2015

الكاتب: فاليري دزوتسيف (Valery Dzutsev)

ترجمة: عادل بشقوي

19 مارس/آذار 2015

(Source: kazak-center.ru)
(Source: kazak-center.ru)

تشهد قوات قوزاق تيريك العسكرية تغييرات عميقة حيث أنّهُ يتم استبدال قادتها بشكل منتظم بشخصيات جديدة، ومدعومة من قبل الحكومة. التغيير مرئي بشكل خاص في الجزء الأكبر من قوة قوزاق تيريك، وهي مقاطعة القوزاق في منطقة ستافروبول. والأتامان (الزعيم) السابق لفرع ستافروبول، الكسندر فالكو (Alexander Falko)، تنحّى عن منصبه وتم استبداله بألكسندر جورافسكي (Alexander Zhuravsky). وعلى ما يبدو أعطى حاكم منطقة ستافروبول، فلاديمير فلاديميروف (Vladimir Vladimirov)، موافقته على ترشيح جورافسكي. ومع ذلك، اتّضحت خيبة أمل بعض القوزاق بترشيح جورافسكي في الوفت الّذي سيكون عليه أن يتنحّى عن منصبه في عام 2016، عند بلوغه سن الستين، وذلك وفقا للأنظمة الحكوميّة (Kazak26.ru, March 2). وذكر أيضا أن جورافسكي، لم يظهر شخصياً أثناء إجراء إنتخابات القوزاق، ولكن مع ذلك تمت الموافقة عليه تلقائياً، بناء على طلب الحكومة (Kazak-center.ru, March 11).

تنطبق الأنظمة الحكومية على ما يسمى بالقوزاق “المسجّلين”، الذين يتم تمويلهم من قبل الدولة. وفي الوقت نفسه، فهم ليسوا جزءا من الجيش أو الشرطة. وقد سمح هذا الوضع القانوني المختلط للحكومة الروسية باستخدام قوات القوزاق في العديد من الصراعات في بلدان ما بعد تفكّك الاتّحاد السّوفياتي. وعلى الرغم من أن الحكومة قامت بدعم وتسليح القوزاق، إلا أنّهم ما زالوا يظهروا “كمتطوعين” ويخفّفوا على موسكو من التفسيرات المحرجة حول مشاركتها. والصراع في أوكرانيا هو أحدث مثال على وضع استخدام القوزاق “كمتطوعين” بما في ذلك قوات قوزاق تيريك (Mail.ru, April 5, 2014).

وبطبيعتها فإن قوات قوزاق تيريك العسكرية أمر مثير للجدل بسبب خلفيتها وتاريخها، والتي يعتز بها القوزاق. في 22 فبراير/شباط، على سبيل المثال، احتفل قوزاق تيريك في مدينة يسينتوكى (Yessentuki)، الواقعة في منطقة ستافروبول، بالذكرى السنوية لكتيبة يرمولوف القوزاقيّة (Yermolov Cossack battalion). وبحسب ما ورد فإن كتيبة أليكسي يرمولوف للمشاة الآلية القوزاقيّة أبدت بسالة عظيمة خلال الحرب الروسية – الشيشانية (Terkv.ru, accessed March 18). ومع ذلك، فإن الحكومة الشيشانية والشّيشان يكادوا لا يحتملون كتيبة القوزاق التي قتلت الشيشان. ومما زاد الطين بلة، أن الجنرال الروسي الذي تم تسمية كتيبة القوزاق باسمه، وهو أليكسي يرمولوف (Aleksei Yermolov)، كان معروفاً بوحشيتّهِ في وقت الغزو الروسي لشمال القوقاز، في القرن التاسع عشر، ويبقى مكروهاً على وجه خاص من قبل الشيشان ليومنا هذا.

إن قرار الحكومة الروسية لإيجاد مجتمعات قوزاقيّة مسجلة من قبل الدولة كان له نتيجة غير مقصودة لشق صف القوزاق. وتوجد هاك ثلاث عشرة منظمة قوزاقيّة في منطقة ستافروبول وحدها لا تشكل جزءا من قوات قوزاق تيريك. وفي الوقت نفسه، فمن المتوقع أن تنخفض قدرة الحكومة على تمويل القوزاق. ومن المتوقع كذلك أن يتم اقتطاع ما يقرب من 270،000 دولار عن المستوى الحالي لتمويل قوزاق تيريك. وفي مقابلة مع موقع كفكازسكايا بوليتيكا (Kavkazskaya Politika)، أوضح أتامان قوزاق ستافروبول ألكسندر جورافسكي آلية التمويل الذاتي للقوزاق. وعلى ما يبدو، خصصت الحكومة مساحات واسعة من الأراضي للقوزاق. إن مخصّصات الأراضي شاسعة بحيث أن القوزاق، وكقاعدة عامة، لا يمكنهم العمل بها نتيجة عدم وجود موارد مثل المعدات والقوى العاملة وما شابه ذلك. لذا، قام القوزاق بتأجير الأراضي للمزارعين. وفي الوقت الّذي توزّع فيه الأموال  التي يتلقّاها القوزاق بشكل غير شفّاف، على أقل تقدير، فإن هناك باستمرار صراعات في صفوفهم. عندما يتلقّى قليل منهم المزايا التي من المفترض أن توزع على جميع القوزاق، فإن تضامن قوات القوزاق ينهار بشكل مؤكّد (Kavkazskaya Politika, March 9). تمكنت الحكومة من حشد القوزاق للحركة المضادة لميدان (Anti-Maidan)، لكن من غير المرجح أن يمكن الإستفادة من القوزاق إذا بدأت أي حملة عامة كبيرة ضد الحكومة في منطقة ستافروبول.

يقول زعيم قوزاق تيريك في ستافروبول أنّهُ ينبغي أن تكون قوات القوزاق هي العمود الفقري لاحتياطي الحاكم الإقليمي . والآن قد يطلب كافة حكام شمال القوقاز الآخرين أيضا بأن يصبح القوزاق حراسهم الشخصيّين. ويقول جورافسكي أن قدر القوزاق “هو خدمة الدولة الروسية” (Kavkazskaya Politika, March 9)، لكن من غير الواضح لماذا هناك حاجة للقوزاق بدلا من الجيش والشرطة وغيرها من الوكالات الحكومية التي تحمي مصالح الحكومة الروسية. ويلمح جورافسكي إلى قوى خفيّة هتحاول زعزعة استقرار البلاد.

أصبح القوزاق جزءا من الوحدات العسكرية الروسية في جنوب روسيا، وخاصة في منطقة ستافروبول. وبصرف النظر عن كتيبة يرمولوف، يتمركز فوج من قوات القوزاق في مدينة ستافروبول ويتمركز لواء من القوزاق في مدينة بوديونوفسك (Budyonnovsk) (Terkv.ru, accessed March 18). في السابق وفي عام 2012، قررت الحكومة مضاعفة وحدات القوزاق، ولا سيما في شمال القوقاز والشرق الأقصى الروسي (Izvestia, August 3, 2012).

وكان من المفترض أن تتحول قوات القوزاق الجديدة لتصبح قوة احتياطية للرئيس الروسي. ومع ذلك، فقد أظهرت الحرب في أوكرانيا أنه على الرغم من أن القوزاق شاركوا في الأعمال العدائية، إلا إنه من غير المحتمل أن يكون لها تأثير حاسم على مسار الصراع هناك. ويبدو أن السبب الرئيسي لإنشاء قوات القوزاق يستند على فكرة إيجاد قوة شبه عسكرية داخل روسيا وأن تتشرب بالأيديولوجية القومية الروسية. كان يمكن من الصعب تحقيق ذلك مع الوكالات الحكومية، لكن يمكن عمل ذلك مع وحدات القوزاق، التي قد يكون لها متطلباتها وقواعدها الخاصة في الإنتساب لها وفي نفس الوقت هي تحت السيطرة الحكوميّة المباشرة.

المصدر:

http://www.jamestown.org/single/?tx_ttnews%5Btt_news%5D=43666&tx_ttnews%5BbackPid%5D=7&cHash=0c149a02dde94e3c2ad03b742f73e00c#.VQnlKIHLeMY

Share Button