ضوء أخضر لبوتين؟ يقول الألمان أن الغرب لم يعثر على طريقة لمنع حدوث حرب “هجينة”

الخميس 19 مارس/آذار 2015

ضوء أخضر لبوتين؟ يقول الألمان أن الغرب لم يعثر على طريقة لمنع حدوث حرب “هجينة”

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

20 مارس/آذار 2015

            ستاونتون، 19 مارس/آذار — لقد تم تشجيع موسكو ليس فقط بسبب فشل الغرب لعمل شيء أكثر من فرض عقوبات اقتصادية ردا على غزوها لأوكرانيا، ولكن أيضا من خلال التصريحات المتكررة من القادة الغربيين حول ما لم يفعلوه، وكم هم غير سعداء بأن يقوموا به حتى بما لديهم، ومدى رغبتهم في استعادة العلاقات الطيبة.

            لكن لدى موسكو الآن سبب آخر لاستحثاثها: ويقول المحللون الألمان الآن علناً ​​بأن الغرب لم يجد حتى الآن وسيلة فعالة لمواجهة استراتيجية حرب فلاديمير بوتين الهجينة، وهو بيان من شأنه أن يثبط عزائم هؤلاء المقاومين الموجودين في أوكرانيا، وتعزيز سياسة دعم استرضاء الغرب لموسكو، وتشجيعها على استخدام هذه الاستراتيجية في مكانٍ آخر.

             يوم أمس، ذكرت خدمة دويتشه فيله (Deutsche Welle) الألمانية باللغة الروسية أنه على أساس تحليل استراتيجية وتكتيكات موسكو في أوكرانيا، توصل خبراء ألمان: “إلى استنتاج مفاده أن الغرب لا يزال لم يجد جوابا” لهم (dw.de/немецкие-аналитики-кремль-опробовал-на-украине-новую-военную-доктрину/a-18322269).

                                                                                 

            وفقا لخبراء ألمان، فوجئ الغرب من خلال ما قامت به موسكو في أوكرانيا ليس فقط لأنه تم التركيز على المشاكل في أماكن أخرى ولكن أيضا لأنه بعد الحرب الباردة، حدث “تقلص حاد”  في الغرب في عدد المتخصصين الذين يتابعون التطورات في روسيا وأوراسيا.

            ويقولون بأنّهُ نتيجة لذلك، فإن “بعض العمليات في روسيا وتقارير القادة الروس ظلّت دون أن يلاحظها أحد تقريبا في ألمانيا” وغيرها من الأماكن. لو كان الغرب قد أولى اهتماماً، ربما كان من الممكن تنبيه النخب السياسية الوطنية و”اتخاذ تدابير وقائية”. ولكن لم يحدث ذلك.

            التفكير الروسي حول كيفية إجراء الحروب الهجينة قد تم إيجازه بشكل واضح وعلني تماماً من قبل الجنرال فاليري غيراسيموف (General Valery Gerasimov) رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، قبل أكثر من عام من تحرّك موسكو في أوكرانيا، وفقا لمارغريت كلاين (Margarete Klein) من برلين ستيفتونغ فسنشافت أوند بوليتيك (Berlin Stiftung Wissenschaft und Politik).

في فبراير/شباط 2013، قال غيراسيموف أن الخط الفاصل بين الحرب والسلام كان يجري طمسه ويجب على القوى الكبرى الاستفادة “ليس فقط من الوسائل التقليدية للقوّة المسلحة ولكن أيضا من تدابير سياسية واقتصادية وكذلك تكنولوجيا المعلومات”. تضيف كلاين هذا هو بالضبط ما فعلته موسكو في أوكرانيا.

 

دوستن داهز (Dustin Dehez)، مدير معهد الأبحاث الخاص ماناتي غلوبال أدفايزرز (Manatee Global Advisors institute)  يثنّي على رأي كلاين ويقول ان طريقة روسيا الجديدة في إجراء الحرب وضعت الغرب في وضع لم يكن فيه قد حدّد بعد استراتيجية لمواجهته على نحو فعال.

            ويقول بأن تلك الاستراتيجية، تتشكّل من استخدام “عدد ضئيل من الرجال الخضر” ووسائل أخرى غيرها تخفي ما تقوم به موسكو أو على الأقل إرباك الوضع وبالتالي “حرمان الخصم وحلفائه من إمكانية الرد على التدخل سريعاً وبشكل حاسم”.

            وعلاوة على ذلك، وربما أكثر أهمية، فإن النهج الروسي“في الواقع قام بتحييد” عقيدة الناتو في الردع النووي لأن ما تفعله موسكو لا يبدو أنه يرقى إلى مستوى تهديد يمكن لحلف شمال الاطلسي ان يستنتج أنه ليس لديه خيار سوى الرد بمثل هذه الأسلحة. 

            ويقول داهز أنّهُ لم تكن هذه المشكلة موجودة خلال الحرب الباردة، لكن الآن، فإنها تلقي بظلالها بشدة. ويتساءل كيف سيكون رد فعل التحالف المحتمل “إذا ظهرت فجأة في إحدى محطات السكك الحديدية في إستونيا أو مطار من الدرجة الثانية لهواة الرياضة في ليتوانيا {عدد ضئيل من الرجال الخضر} دون علامات تحدد هويتهم”. وقليلون سوف يكونون على استعداد لضغط الزر النّووي لوقف روسيا.

            وفقا للمحلل الألماني، استوعبت موسكو الدرس في هذا الصدد في جورجيا في عام 2008 عندما عانت من ضررٍ سياسيٍ أكبر بكثير من المتوقع عندما تدخلت بشكل مباشر. وخلصت إلى أنّهُ “إذا كان هناك إمكانية لتجنب المواجهة العسكرية المباشرة، عندها يبدو كيف سيكون من الضروري العمل”.

            ويقول داهز أنّهُ بتأييد موسكو هذه الاستراتيجية العسكرية الجديدة، عملت على التأثير على الرأي العام في الغرب و“في المقام الأول في ألمانيا” باستخدام “الدفع للعملاء” الذين يمكن أن يردّوا على أي انتقاد وزيادة عدد هؤلاء في المجتمع الغربي الذين سيعارضون اتخاذ إجراءات ضد الكرملين.

            وخلص إلى أن “الغرب”، “ما زال لم يجد أي وسيلة للرد على الإستراتيجية العسكرية الجديدة لروسيا”.

 المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2015/03/a-green-light-for-putin-germans-say.html

Share Button