يقول أوراسي مهاجر من الكالميك أن روسيا والأمة الروسية تدين بوجودها إلى المغول

الثلاثاء 7 أبريل/نيسان 2015

يقول أوراسي مهاجر من الكالميك أن روسيا والأمة الروسية تدين بوجودها إلى المغول

بول غوبل (Paul Goble)

 ترجمة: عادل بشقوي

9 أبريل/نيسان 2015

            ستاونتون، 7 أبريل/نيسان — الأوراسيّة (Eurasianism) بحكم التعريف هي التعدّد لأنها ترى أن روسيا بدرجة أو بأخرى لها جذور في كل من أوروبا وآسيا، مع بعض من أنصارها مشددون على واحدة وآخرون على أخرى. ولكن قلة آكثر من أي وقت مضى ذهبت إلى أبعد من ذلك في التأكيد على الطبيعة الآسيوية لروسيا مثل  اريندزين خارا-دافان (Erendzhen Khara-Davan) حيث تجري الآن مناقشة أفكارة في موسكو.

            ولد في عام 1883، حيث كان خارا-دافان قومياً ديمقراطياً من الكالميك (Kalmyk) وشخصيّة متنوّرة. في عام 1920، هاجر مع الجيش الأبيض الروسي واستقر في يوغوسلافيا حيث حصل على رزقه كطبيب وكتب المقالات والكتب مشدّداً على طبيعة روسيا الآسيوية والأوراسيّة (http://ttolk.ru/?p=23435).

            كما يشير بافل بريانيكوف (Pavel Pryanikov) في مدوّنته اليوم، فإن خارا-دافان قال: “تشكّل الموقف الآسيوي الأقصى في الحركة الأوراسيّة عبر الهجرة البيضاء. وكان على يقين من أن قبل بطرس الأول (Peter I)، لم يكن لدى موسكوفيا (Moscovia) وروسيا أي شيء مشترك مع أوروبا، لكنها كانت جزءا من آسيا”، وأن “حشد المغول هو من أنشأ المركزيّة المسكوفيّة والروسية” لملاءمة ذلك لها.

            ويقول بريانيكوف أنّهُ وفقا للمنظّر من الكالميك، فإن “الحشد أوجد روسيا”، وهي خطوة اعتبرها تقدماً تاريخياً. وقال خارا-دافان إنّهُ لو لم يحدث ذلك، فإنّهُ “كان يمكن أن يتم إبتلاع الإمارات المؤيّدة لروسيا في بوتقة روسيّة غربيّة بولنديّة –  ليتوانيّة وأنّهُ ما كانت قد تشكّلت هناك دولة أو أمة روسية”.

            إذا تم تذكر خارا-دافان اليوم على الإطلاق، فإنّهُ يعود أقل لأفكاره الأوراسيّة منه لدعمه لهتلر ولاقتراحه في نهاية أعوام الثلاثينيات من القرن الماضي إعادة توطين الكالميك، وغيرهم من شمال القوقاز والقوزاق للهجرة إلى شمال المكسيك حيث كان يمكن أن ينشأ “حكم ذاتي في السهوب” ويوقف “التّوسّع الأمريكي نحو الجنوب”.

            ولم يرشح أي شيء عن ذلك، ولم يدم تعاون خارا-دافان  مع الألمان طويلاً — توفي في عام 1942 — لكن أفكاره، وفقا لبريانيكوف تستحق أن تذكر بسبب أصالتها وقدرتها على إثارة النقاش حول أصول روسيا وكذلك حول مستقبل روسيا.

            وكما ورد في كتابه الأكثر أهمية، “جنكيز خان. الفاتح العظيم” ( Belgrad, 1928, 320 pages, available at http://www.e-reading.club/bookreader.php/150726/Hara-Davan_-_Chingishan._Velikiii_zavoevatel’.html)، وكذلك أفكار خارا-دافان اللافتة للنظر إذا كانت بعيدة عن الإقناع من جميع النواحي.

            وفقا للأوراسي من الكالميك، فإن “تفرد روسيا يكمن في حقيقة أنه لم يكن لديها الشرائح الإجتماعية مثل الإقطاع الأوروبي حتى القرن السادس عشر وأن مدنها، بدلا من وجود وضع خاص يسمح لها التطور بشكل مختلف عن الريف، كانت “قواعد للاستعمار الزراعي”.

            وهكذا، ناقش خارا-دافان، “لم يكن هناك إقطاع في روس كييف” (Kievan Rus) وبالتالي في المناطق الروسية، كان في الواقع المجلس الروسي في القرون الوسطى (veche) الذي كان الكثير من الروس يضعون ثقتهم به وحتى في الوقت الحاضر “مفارقة تاريخية” لأنه لم يكن لديه اجتماعات دوريّة أو يشكل استمراراً لأجهزة تمثيلية.

            وقال الأوراسي من الكالميك  أن “نظام إقطاع (feudalization) روس (Rus) حدث في الفترة المغوليّة”. “وقد شمل في المقام الأول إمارة موسكو التي نقلت من الحشد إلى خدمة الأمير العديد من التتار الذين جلبوا معهم إقطاعاً شرقياً خاصاً، استنادا إلى التأسيس التركي للطرخانيّة (tarkhanism)” الذي ربما كان يعرف بشكل أفضل بخدمة الدولة.

            خدم الطرخانيون الخان (khan) وكتب خارا-دافان بأن كل شيء كان لديهم وكل مكانتهم تعتمد عليه. ونتيجة لذلك، “لم يحمل الإقطاع الشرقي في طياته المؤسسات الديمقراطية”، الّذي فعله الإقطاع البولندي-الليتواني في حالة روس الغربية (Western Rus) مع كل العواقب اللاحقة التي تنطوي على ذلك.

            في طبيعة الحال، قال خارا-دافان، “كان الحشد مجتمعاً أكثر تقدماً من مجتمع المسكوفيّين”، حتّى منذ عهد أسرة جنكيزخان (Chingizides)، حيث كانت سلطة الخان محدودة من قبل مجلس الكورولتاي (kurultay) وفي وقت لاحق من قبل رجال الدين الإسلامي، وهي التطورات التي لم تمتد إلى مسكوفي التي احتفظت بالنموذج الأقدم من المجتمع ونظام الحكم.

            “تنظيم روسيا الذي كان نتيجة لأن نير المغول (Mongol yoke) الذي تولاه الفاتحين الآسيويين وبالطبع ليس لمصلحة الشعب الروسي وليس من أجل رفع مستوى إمارة موسكو الكبرى، بل لمصالح المغول أنفسهم ومن أجل إدارة أراضٍ محتلة شاسعة براحة ويسر”.

            وبدلا من الممارسة المعتادة لتعزيز السيطرة بواسطة سياسة “فرق تسد”، فرض المغول مركزاً موحّداً للسّيطرة، وهو الأمر الذي غالباً ما اتّبعه الحكام الموسكوفيّين فيما بعد تماما كما تقبّلوا من المغول  ثلاث سمات رئيسية للدولة المسكوفية: الإستبداد (خانات)، المركزية، والعبوديّة.

            وفقا لخارا-دافان، أقام المغول “شيئاً يشبه الهرم الإداري الذي أعد الأرضيّة لإقامة دولة مركزية. واعتبر الشعب الروسي مجموعة عرقية موحّدة على مساحة تاريخية – جغرافِيّة محدّدة، وهكذا تدين بأصولها إلى حكم المغول”.

 المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2015/04/russia-and-russian-nation-owe-their.html

Share Button