أعضاء مجلس الدوما يدعون الرئيس الروسي لإلغاء المقاطعات الاتحادية

أعضاء مجلس الدوما يدعون الرئيس الروسي لإلغاء المقاطعات الاتحادية

الناشر: أوراسيا ديلي مونيتور

8 أبريل/نيسان 2015

الكاتب: فاليري دزوتسيف (Valery Dzutsev)

ترجمة: عادل بشقوي

10 أبريل/نيسان 2015

مبعوث الكرملين إلى منطقة شمال القوقاز الإتحادية سيرغي ميليكوف
مبعوث الكرملين إلى منطقة شمال القوقاز الإتحادية سيرغي ميليكوف

بتاريخ 4 أبريل/نيسان، ذكرت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا (Nezavisimaya Gazeta) الروسية أن مجموعة من نواب مجلس الدوما الروسي يستعدون لدعوة رئيس البلاد والحكومة لإصلاح أو حتى إلغاء الدوائر الاتحادية في الفيدرالية الروسية. إن إزالة المناطق الفيدرالية من الخريطة الإدارية الروسية سيوفر على الحكومة حوالي 50 مليون دولار سنويا، ولكن خفض التكاليف ليس هو الهدف الرئيسي للمشرعين. لأن فوق ذلك، يعتبرونهم المعارضين للمناطق الاتحادية غير فعالين وعفا عليهم الزمن. في الماضي في عام 2000، عندما أصدر الرئيس فلاديمير بوتين قراراً لإيجاد الدوائر الاتحادية إلى حيز الوجود، كانت هناك حاجة لممثلين للرئاسة في المناطق للإشراف على تنفيذ سياساته. لكن، وحيث زادت قدرة الحكومة المركزية على مر الزمن، وأصبح الحكام الإقليميين شخصيات سهلة الإنقياد تماما، لم تعد هناك حاجة لمبعوثين إضافيين لموسكو (نيزافيسيمايا غازيتا، 4 أبريل).

في البداية، في عام 2000، تم تحديد سبع مناطق فيدراليّة تشمل البلد بأكمله. وفي عام 2010، تم إيجاد منطقة شمال القوقاز الفيدرالية لجمهوريات شمال القوقاز ومنطقة ستافروبول، والتي كانت في السابق جزءا من المنطقة الفيدرالية الجنوبية. بعد ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، أقامت موسكو على وجه السرعة منطقة شبه جزيرة القرم الفيدرالية، والتي تم تكوينها من منطقتين فقط — مدينة سيفاستوبول (Sevastopol) وبقية شبه جزيرة القرم.

وفقا لنشطاء الحقوق، احد الوظائف المفيدة الممكنة للمناطق الفيدرالية في روسيا يمكن أن تكون توفير توازن إداري للسلطات الإقليمية، ولكن لم ترتقي المناطق إلى مستوى هذه التوقعات المرتفعة. ووفقا لعضو المجلس الرئاسي الروسي لحقوق الإنسان إيليا شابلينسكي (Ilya Shablinsky)، على الرغم من حقيقية أن صلاحيات مبعوثي موسكو قد تم توسيعها بشكل ملحوظ منذ عدة سنوات، لكن يبدو انه لا لزوم لهم في السياق السياسي الحالي. وقال شابلينسكي لصحيفة نيزافيسيمايا غازيتا: “أصبح الحكام الإداريّين الروس شخصيات تحت سيطرة الكرملين الكاملة، وفي هذا السياق يصبح دور ممثلي الرئاسة في المقاطعات الفيدرالية غير واضح تماماً. انهم يبدون كأعباء مربكة لقادة المنطقة الذين يعملون الآن مباشرة مع المركز الفيدرالي” (Nezavisimaya Gazeta, April 4).

لا ينظر إلى كافّة الدوائر الفيدراليّة باعتبارها زائدة عن الحاجة، لكن: حتى صاحب المبادرة لإلغاء المقاطعات الفيدرالية، فاديم سولوفيوف (Vadim Solovyov) من الحزب الشيوعي في الفيدراليّة الروسيّة (KPRF)، يقول أنه قد لا تزال هناك حاجة لهم في شمال القوقاز وفي منطقة الفولغا، حيث أن الوضع غير مستقر كما في أماكن أخرى في روسيا. ويقترح آخرون، مثل ممثل “فقط روسيا (Just Russia)” في مجلس الدوما الروسي، ميخائيل يميليانوف (Mikhail Yemelyanov)، أن الحكومة يجب فقط أن تقطع التمويل إلى المناطق الفيدرالية، لكن الاحتفاظ بها كآلية سياسية احتياطية للأمان. ووفقا ليميليانوف، جعلت الانتخابات المباشرة للحكام في روسيا من الممكن لبعض الأفراد “غير المرغوب فيهم” أن يُنتخبوا حكاماً، ولكن عندما ألغيت الانتخابات المباشرة لرؤساء المناطق وتم تعيين الحكّام، تلاشت الحاجة إلى مبعوثي موسكو. وحتى الآن، في حين أن الإنتخابات العامّة للحكام قد تم أعادتها، إلا أن ما يسمى بِ “التصفية المحلية” يمكن أن تتخلص من المرشحين الذين لا تريدهم موسكو. ومع ذلك، يحذر يميليانوف أنّهُ مع ازدياد الوضع الاقتصادي سوءا، قد لا تعمل المصافي وقد يقوم المكروهون من قبل الرئيس الروسي بالترشح والمشاركة مرة أخرى في الإنتخابات لمنصب الحاكم. وفقا ليميليانوف، في مثل هذه الحالات، قد تعمل موسكو على إحياء ودعم مؤسسة المبعوث الرئاسي لكبح جماح الحكام (Nezavisimaya Gazeta, April 4).

حتى إذا قرر الكرملين التخلص من الدوائر الفيدرالية وأجهزتها الإداريّة، إلا أن منطقة شمال القوقاز الفيدراليّة تبدو أنها وُجِدت لتبقى، على الأقل في الوقت الراهن. في الواقع، فإن مبعوث موسكو إلى المنطقة، سيرغي ميليكوف (Sergei Melikov) ربما كان الممثل الأكثر قرباً على نطاق واسع من قبل الرئيس الروسي. ومع ذلك، حتى ميليكوف، يركز في المقام الأول على مشاكل داغستان، ويعود ذلك إلى حدٍ ما بسبب خلفيته الليزغينية (Lezgin) ولأن داغستان حاليا هي المكان الأكثر تقلباً في شمال القوقاز وفي الفيدراليّة الروسية بأكملها. ويلعب ميليكوف دوراً إداريا موازناً لحكام الأقاليم في شمال القوقاز، ويعمل بوصفه بديلا عن نظام من الضوابط والتوازنات الديمقراطية. بيد أن هذه الشخصيات الإقليمية القوية مثل رمضان قاديروف في الشيشان يتجاهل من ناحية عملية مبعوث موسكو. في الواقع، لا يحضر قاديروف أبداً اجتماعات ميليكوف مع الحكام الإقليميين الآخرين (Kavkazskaya Politika, March 31).

يُظهر مثال ميليكوف أن مبعوثي موسكو في مناطق معينة لا يمكنهم حقا لعب دور إداريٍ بارز، لأن المشاكل التي تعاني منها المناطق تختلف كثيراً وهي متباعدة إلى حدٍ بعيد عن بعضها البعض بحيث أن تنظيم إداري فعال سيكون غير مجدٍ. ومع ذلك، فإن موسكو تبدو عازمة على الاحتفاظ بمؤسسة المبعوثين، في الوقت الذي تبدو فيه السلطات غير متأكدة حول كيفية تطوّر الوضع في البلاد في ضوء الأزمة الاقتصادية التي لا تزال تعصف بالبلاد. لكن، إذا، لا تزال موسكو تنوي إلغاء المناطق، فمن غير المرجح أن تفعل ذلك في شمال القوقاز، الأمر الذي سيجعل هذه المنطقة المضطربة المُطْرِفة تبرز في الفيدراليّة الروسية مرة أخرى باعتبارها المكان الذي هو جزء من البلاد رسميا، لكن يلقى معاملة خاصّة من قبل موسكو.

المصدر:

http://www.jamestown.org/single/?tx_ttnews%5Btt_news%5D=43766&tx_ttnews%5BbackPid%5D=7&cHash=bed95b525f7096e8a2e5deed6e6ce95d#.VSbJfRCUcYd

Share Button