تلميح تركيا القاسي لروسيا

تلميح تركيا القاسي لروسيا

الناشر: (Lragir.am)

27 أبريل/نيسان 2015

ترجمة: عادل بشقوي

29 أبريل/نيسان 2015

eng143013274647

كانت السلطات التركية قاسية في تعليقاتها على روسيا وألمانيا بعد أن أشار رئيساها إلى أحداث عام 1915 بمثابة إبادة جماعية عشية 24 أبريل/نيسان.

أعلنت وزارة الخارجية التركية أنها لن تغفر أبداً لبيان الرئيس الألماني، وهددت بأن الملايين من الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا لن يبقوا صامتين. وتعتقد وزارة الخارجية التركية أن هوية الأمة التركية قد تم الإساءة إليها إلى حدٍ بعيد.

وأدانت السلطات التركية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للاشارة الى المذابح التي تعرض لها الأرمن في عام 1915 بأنها إبادة جماعية. “آخذةً بعين الاعتبار الفظائع والنفي الجماعي في القوقاز، وفي آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية التي ارتكبتها روسيا لقرن من الزمان. أساليب العقاب الجماعي مثل المجاعة الكبرى (هولودومور) فضلا عن الممارسات غير الإنسانية وخاصة ضد الشعوب التركية والإسلامية في تاريخ روسيا نفسها، نحن نعتبر أن روسيا هي الانسب لتعرف بالضبط ما هي “الإبادة الجماعية”، وما هو البعد القانوني لها “، وذلك حسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية التركية.

وهذه البيانات من قبل السلطات التركية أجبرت ألمانيا وروسيا على “التراجع”. على الأقل، تجنب بوتين كلمة “الإبادة الجماعية” في خطابه في يريفان، وعدل البرلمان الألماني عن مناقشة قرار بشأن الإبادة الجماعية للأرمن التي كان من المقرر عقدها يوم 24 ابريل/نيسان.

ألمانيا وروسيا هي قضية حساسة، واستجابة تركيا القاسية ليست عَرَضيّة. تاريخيا، فإن هذه البلدان الثلاثة لديها الكثير من القواسم المشتركة، وخصوصا خلال الحرب العالمية الأولى. كانت ألمانيا حليفة تركيا، كانت مع ذلك روسيا واحدة من دول الحلفاء، وكان لها دورا غامضا في أحداث تلك السنوات.

هذه النقطة هي عن المجازر والتهجير التي تعرض لها الأرمن. ووفقا للعديد من المصادر التاريخية، أيّدت ألمانيا بشكل مباشر هذه السياسة، في حين أن سلوك روسيا في المناطق الأرمنية كان غريباً نوعاً ما. دعمت الحكومة البلشفية في روسيا وساعدت في سياسة الإبادة الجماعية في تركيا وحتى في أراضي أرمينيا السوفياتية. تجنبت تركيا هزيمة مطلقة فقط بمساعدة روسيا.

تم تقسيم الأراضي الأرمنية بين هذين البلدين. وقد نشرت الأثنوغرافية هرانوش خاراتيان (Hranush Kharatyan) وثائق أرشيفيّة لا تعد ولا تحصى عن الفظائع التي ارتكبتها القوات التركية والروسية المشتركة في الأعوام 1921 – 1923 في أرمينيا السوفياتية، مما أسفر عن مقتل مئات الآلاف من الأرمن. نزح مئات الآلاف من الأرمن الغربيّين إلى داخل روسيا حيث توفّي بعضهم في الطريق من الجوع والأمراض.

وكانت هذه الأحداث استمراراً لعام 1915 التي، مع ذلك، تم إسكاتها لأسباب معروفة.

وبالتالي، تلمح تركيا إلى “الماضي المشترك” لروسيا وألمانيا فيما يتعلق بالمسألة الأرمنية. وفي حالة روسيا هناك تلميح إلى مأساة أخرى في القوقاز — مجازر الشركس. تسبب الغزو الروسي في وفاة الملايين من الشركس. وأولئك الذين نجوا تركوا وطنهم التاريخي. يتذكر المرء أولمبياد سوتشي عندما تم بناء المرافق الأولمبية على عظام الشركس. بعدها حدثت إجراءات إحتجاجيّة في مدن مختلفة من العالم، بما في ذلك سوتشي.

يمكن لهذين البلدين التخلص من الابتزاز التركي إذا اعترفا بالحقيقة التاريخية، ومن ثمّ الاعتراف والتنديد بها. والأهم من ذلك، من خلال معالجة الآثار المترتبة على الإبادة الجماعية. وقد “تراجع” بوتين في يريفان. دعونا نرى ما اذا كانت المانيا تملك هذه الجرأة.

المصدر:

http://www.lragir.am/index/eng/0/comments/view/33995

Share Button