زميل سابق في كى جي بي يقول: بوتين لن يبدأ حرباً نووية لكنه قد يدمر روسيا

الأربعاء، 29 أبريل/نيسان، 2015

زميل سابق في كى جي بي يقول: بوتين لن يبدأ حرباً نووية لكنه قد يدمر روسيا

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

30 أبريل/نيسان 2015

            ستاونتون، 29 أبريل/نيسان – على الرغم من لغة التهديد، فإن فلاديمير بوتين لن يبدأ حرباً نووية، وفقا ليوري شفيتس (Yury Shvets)، الذي درس معه في معهد أندروبوف للكى جي بي (KGB’s Andropov Institute). ويقول أن رغبة بوتين الوحيدة هي البقاء في السلطة مدى الحياة، وهو يعلم أن أنظمة رماية روسيا ليست دقيقة بما فيه الكفاية لتوجيه الضربة الأولى بشكل لا تؤدي فيه إلى انتحار وطني.

            ويقول شفيتس، لكن إجراءات بوتين تهدد مستقبل روسيا، لأن سلوكه العدواني قد أعاد تنشيط منظمة حلف شمال الأطلسي (NATO)، وقوض من إمكانية تحديث وتطوير الاقتصاد الروسي، وضمن على الأرجح أن الولايات المتحدة سوف تختار رونالد ريغان آخر في عام 2016 لاحتواء بلده، والتقليص من أهميته، وربما من حجمه.

            عرض شفيتس، الذي درس مع بوتين وبعد ذلك عمل تحت مظلّة وكالة تاس للأنباء كضابط كى جي بي في واشنطن في أعوام الثمانينيات من القرن الماضي، حيث قدم هذه الملاحظات وأخرى عديدة حول زميله السابق، ويقول أن شخصاً أظهرت له مهنته في الكى جى بي، أنّ كفاءتهُ أقل من المتوسط و تعكس كذلك مهنته الرئاسية مهارة الآخرين في استخدام التلفزيون لدعم أي زعيم.

            وترد كل هذه النقاط في مقابلة مطولة أجراها مع وكالة غوردون الأوكرانية للأنباء (Ukrainian Gordon News Agency)، وهي متاحة على موقع (http://gordonua.com/publications/Sokursnik-Putina-eks-razvedchik-KGB-Vy-serezno-dumaete-chto-Putin-delayushchiy-podtyazhku-lica-razvyazhet-yadernuyu-voynu-U-nego-ot-straha-botoks-potechet-77899.html).

            وفقا لشفيتس، فإن “الصراع الاستراتيجي الرئيسي لروسيا الآن هو صراع بين سعي بوتين بالبقاء في مكانه مدى الحياة والمتطلبات الموضوعية للبلد في التطور الطبيعي”. وإذا نجح في البقاء في منصبه لفترة طويلة “فإن روسيا إما ستنهار أو ستتحوّل إلى دولة من الدرجة الثالثة مثل كوريا الشمالية أو منغوليا”.

            ويواصل شفيتس، إنه مثل سلفه السوفيتي، ونخبة بوتين يشعرون بالرعب من احتمال ان تكون هناك ثورة شعبية قد تكنسهم من السلطة وتؤدي بأعضائها لتعليقهم على اعمدة الإنارة “كما كان في بودابست خلال الإنتفاضة المضادة للإتحاد السوفياتي في عام 1956”.

            يقول ضابط المخابرات السابق أن احتمال أن يضغط بوتين على الزر النووي هو “لا شيء”. وحتى أكثر من الاتحاد السوفياتي فالفيدراليّة الروسيّة تفتقر لعربات قوة مضادّة موثوقة والتي يمكن أن تأخذ بها القدرة النووية بالخصم والحيلولة دون الرد. ويمكن أن تضرب المدن، ولكن في هذه الحالة، فإن الرد سيكون مدمرا بالنسبة لروسيا.

            لكن هناك سبب أكثر خطورة للتفكير في أن بوتين لن يبدأ حربا نووية بغض النظر عما يقول. يستأنف الصحفي حواره، “هل تعتقد بشكل جدي”، أن “رجلاً يختفي سنوياً من المشهدالعام لمدة سبعة إلى عشرة أيام من أجل إجراء عمليات تجميل ويملأ نفسه بجرعات من البوتوكس (Botox) قادراً على إطلاق العنان لحرب نووية؟”

            ويقول شفيتس، هذا لا يعني أنه لن يستمر في التهديد للقيام بذلك، لا سيما في الوقت الحاضر. “المواجهة الحالية بين واشنطن وموسكو تذكر المرء بالعلاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في نهاية السبعينيات من القرن الماضي. كانت أميركا في ذلك الوقت بقيادة الليبرالي والمعتدل جيمي كارتر”، وهو الشيء الّذي يمكن أن تستخدمه موسكو للتوصل إلى اتفاقات.

            لكن بدلا من ذلك، غزت موسكو أفغانستان ووضعت صواريخاً جديدة في أوروبا. “نتيجة لذلك، وبعد كارتر، أصبح رونالد ريغان الحازم رئيساً” واعتمد موقفا أكثر تشددا ضد موسكو. ذلك يوفر للحرس القديم السوفياتي الفرصة لتخويف زملائهم في المكتب السياسي والحصول على المزيد من المال والسلطة والمجد منه.

            وقد تم مساعدتهم في ذلك عن طريق المخابرات السوفيتية. أي شخص ذكر أي شيء أقل من الفكرة بأن ريغان كان على وشك مهاجمة الاتحاد السوفييتي تم تجاهله وتهميشه، وبالتالي، كل المعلومات الاستخباراتية التي جعلته يشق طريقه إلى النهاية عززت وجهة نظر المتشددين.

            ويقول شفيتس أنّهُ “ونتيجة لذلك”، “نشأت حقيقتين متوازيتين في الاتحاد السوفياتي” — واحدة مفتعلة ساعدت المصالح المحلية لجزء من النخبة و“الحياة الحقيقية في البلاد والخارج”. وعند نقطة معينة، نشأت فجوة تبين أن النخبة “شغلت  نفسها بتهديدات ظاهرية، لكن انهار اقتصاد الدولة”، وتبعه الاتحاد السوفياتي في عام 1991.

               ويقول أنّهُ يحدث الآن بالضبط نفس الشيء في روسيا في الوقت الحاضر. وتماما كما في حالة الاتحاد السوفياتي، والحرس القديم بالقرب من قمة الهرم يدمرون البلاد. انهم يضغطون من أجل اتخاذ إجراءات، مثل غزو موسع لأوكرانيا، الذي من شأنه أن يؤدي إلى فرض مزيد من العقوبات والمزيد من المشاكل بالنسبة للاقتصاد الروسي.

            ان المنطق البسيط يملي الوقوف ضد مثل هذه الخطوة، لكن “كما قال الراحل بيريزوفسكي (Berezovsky)”، “{أنه من الصعب التنبؤ بمنطق البُلهاء}”.

            الآن، وذلك بفضل ما كان بوتين وبطانته يفعلون، “يعتمد مصير روسيا إلى حدٍ كبير على رئيس الولايات المتحدة”. إذا أنهى القيود المفروضة على تصدير الغاز والنفط من الولايات المتحدة، فإن ذلك وحده من شأنه أن يخفض الأسعار العالمية ويشل من قدرة روسيا على العمل والبقاء على قيد الحياة.

            فعلاً، “إذا لم يرفع الغرب العقوبات، فإن روسيا ستنهار في غضون عامين”. ولن تكون قادرة على إنتاج ما يكفي من النفط والغاز لتعويض هبوط الأسعار، ولن يغفر ذلك لاستخدام سلاح الطاقة. وحتى في العهد السوفياتي، فإن القيادة لم تفعل ذلك مطلقاً، آخذةً بعين الإعتبار أنه سيكون سيفا ذو حدين.

            ولكن مهما كان ذلك، فقد قام بوتين بالفعل من خلال تصرّفه من إعادة تنشيط حلف شمال الاطلسي وأدى إلى توسّع قواته قرب حدود روسيا، بالضبط النتيجتين التي أعلن أنه يعمل لمنعهما. و“قد فعل بوتين الكثير من أجل أن يصبح الرئيس القادم للولايات المتحدة ريغان واحتواءً جديداً لروسيا لفترة طويلة يصبح منهج واشنطن”.

 المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2015/04/putin-isnt-going-to-start-nuclear-war.html

Share Button