يحاول الشركس التغلب على الفرقة في الأبجدية تحدياً لموسكو

الأربعاء  يونيو/حزيران 2015

يحاول الشركس التغلب على الفرقة في الأبجدية تحدياً لموسكو

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

18 يونيو/حزيران 2015

            ستاونتون، 17 يونيو/حزيران – إن نهج النظام السوفياتي للأمة الشركسية فرق تسد لم يتركهم فقط مقسّمين بين أربعة رعايا مختلفين للفيدرالية الروسية ولكنه أعطاهم أيضا أبجديات مختلفة، وهو مسعى لإبقاء 500،000 شركسي في شمال القوقاز غير متكاتفين ولعدم التلاقي مع أكثر من خمسة ملايين من إثنيّتهم في الشرق الأوسط.

            وقد أوضحت الحكومة الروسية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي أنه سيتم منع أي محاولة لتوحيد الأراضي الشركسية في وطن مشترك، ولكن الشراكسة الآن في هذه المناطق الأربعة ومن الخارج يتحدّون إدارة روسيا العرقية في طريقة أخرى ويطالبون بأبجدية مشتركة للهجات التي أسّست لها موسكو كلغات منفصلة.

            إن الإتيان بأبجدية مشتركة ليس مهمة سهلة،  ومن المؤكد أن تكون هناك معارضة من قبل موسكو، خشية أن تعمل هذه الخطوة على تمكين الشركس والتسبب بالمزيد من عدم الاستقرار في شمال القوقاز، ومن قبل الشركس الذين هم أبعد ما يكون عن الإجماع على الأبجديّة الّتي ينبغي أن يتم اختيارها وما إذا كانت هذه هي الخطوة التالية المناسبة للتّحرُّك.

            منذ عهد غورباتشوف، فإن الشركس في شمال القوقاز قد تحدثوا عن الحاجة إلى أبجدية مشتركة للمساعدة في التغلب على الإختلافات في اللهجة، من أجل تعزيز لغة أدبية شركسية مشتركة، وعلى أساس تلك الأبجدية واللغة لتتويج أمة شركسية موحدة والتي من شأنها أن تكون في وضع أفضل لتحقيق أهدافها السّياسيّة.

            لكن تلك الجهود سقطت ضحايا ليس فقط إلى وجود خلافات داخلية حول ما ينبغي إستخدامه من أيٍ من العديد من الحروف الهجائية، السيريلية، أو اللاتينية، أو التقليدية الشركسية، سواء كانت اللهجات متقاربة، وعما إذا كان تغيير الحروف الهجائية سيؤدّي في الواقع إلى تقويض الوحدة من خلال فصل الشباب الشركس عن الثقافة التي تحقّقت في النصوص الحالية ولكن أيضا من قبل موسكو وبعض قادة الجمهوريات الذين يشعرون بالقلق حول مناصبهم.

            الآن، وقد رشحت القضية مرة أخرى، شكلت الجمعية الشركسية العالمية في يوم 19 مايو/أيار لجنة من المفترض أن تأتي ببرنامج لأبجدية شركسية موحّدة على أساس الأحرف السيريلية فضلا عن لغة أدبية مشتركة يجري تقديمها في سبتمبر/أيلول في مؤتمر المنظمة العاشر (kavkaz-uzel.ru/articles/264019).

            أنصار هذه الفكرة متحمسون ولا يرون أي مشاكل لا يمكن التغلب عليها: يقول بيتر ايفانوف (Petr Ivanov)، مدير مركز قباردينو – بلكاريا العلمي (Kabardino-Balkaria Scientific Center) للأكاديمية الروسية للعلوم (Russian Academy of Sciences)، أن مثل هذه الخطوة هو “رد فعل طبيعي لشعب صغير يسعى للحفاظ على نفسه” من الإنصهار (kavkaz-uzel.ru/articles/264071/).

            وخبراء شركس آخرين بما في ذلك عائشة تيميزيف (Khaisha Timizhev) من جامعة جمهوريّة قباردينو – بلكاريا الحكومية ورئيس الكونغرس القبارديني أصلان بشتو (Aslan Beshto) يقولون أنه لا توجد عقبات لا يمكن التغلب عليها في حال وجود أبجدية مشتركة وأن مثل هذه الخطوة لن تؤدي إلى أي “تسوية” بين أصناف الخبرات فيما بين مختلف الجماعات الشركسية.

             ويقول إيفانوف، “نحن شعب واحد، لدينا علم نفس مشترك ونظرة فنية مشتركة”، وبالتالي، فقد حان الوقت ليكون لدينا أبجدية مشتركة.

              لكن المعلق أنزور داور (Anzor Daur) متشكّك، بحجة أن موسكو ستعمل على إحباط مثل هذه الخطوة خشية أن الوحدة الأبجدية ستفضي إلى الوحدة السياسية في شمال القوقاز وعلاقات موسعة مع الشركس في الخارج. ويشير إلى أن موسكو ستبالغ في الخلافات بين الشركس حول ما هي الأبجدية التي يجب أن يختاروها (onkavkaz.com/news/63-cherkesam-ne-dadut-sozdat-edinyi-alfavit.html).

             ومن المرجح أن يسعى هؤلاء الاكثر تأثرا بالخارج إلى الحروف اللاتينية، ولكن ذلك يعتبر خطاً أحمراً لموسكو التي رفضت السماح للتتار والباشكير التحول إلى الحروف اللاتينية خشية أن يوسع ذلك من هويتهم مع تركيا. هؤلاء الذين يميلون أكثر إلى اللغة قد يرغبون في العودة إلى الأبجدية الشركسية القديمة ولكن سيكون من الصعب للغاية استعادتها.

            ويقول داور أنّهُ نتيجة لذلك، إذا كان سيحدث أي تغيير، فإنه يكاد يكون من المؤكد أنّهُم سوف يضطروا إلى اتباع رئيس الجمعية الشركسية العالمية التي أوضحت أنها تسعى للنص الذي يعتمد على الأحرف السيريلية للشركس في شمال القوقاز. سيكون من المثير للسخرية حقا إذا كان استخدام هذه الأبجديّة الروسيّة من شأنه أن يعزز التطلعات الوطنية للشركس.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2015/06/challenging-moscow-circassians-seek-to.html

Share Button