وصلت روسيا إلى ‘نهاية تاريخها’ غير العادي الى حدٍ كبير، والغرب فشل في إدراك هذه الحقيقة، حسبما تقول بافلوفا

الاثنين 6 يوليو/تموز 2015

وصلت روسيا إلى ‘نهاية تاريخها’ غير العادي الى حدٍ كبير، والغرب فشل في إدراك هذه الحقيقة، حسبما تقول بافلوفا

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

7 يوليو/تموز 2015

ملاحظة: كما يعلم القراء ومنذ فترة طويلة على سلسلة مقالات نافذة على أوراسيا (Windows on Eurasia)، لا يوجد معلق على السياسة الروسية يمكن أن أكن له الإحترام أكثر من المؤرخة إيرينا بافلوفا (Irina Pavlova). إن المقالات السبعين التي قامت بكتابتها بين عامي 2006 و 2014 والتي ظهرت على موقعي غرانتي أر يو (Grani.ru) وروفابولا (Rufabula.com) هي من بين التعليقات الأكثر تبصّراً لنا على طبيعة نظام بوتين. أسف الكثيرين منا عندما أخذتْ إستراحة خلال الثمانية عشر شهراً الماضية، وبالتالي سعدوا لأنها قررت استئناف عملها في موقع مدونتها الخاص (ivpavlova2015@gmail.com). الملخص أدناه هو لأول مقال لها في هذه السّلسلة الجديدة. ويمكن التواصل معها على (ivpavlova2015@gmail.com). بول غوبل

            ستاونتون، 6 يوليو/تموز —تقول إيرينا بافلوفا أن روسيا تشهد الآن “نهاية تاريخها”، ولكن اتضح كذلك أنها “ليست ديمقراطية ليبرالية لكن عودةً إلى الوراء لاستعباد المجتمع الروسي، والعواقب التي ستكون مزيداً من التدهور بالتوقعات التي تشكّل خطرا على البلد نفسه وعلى العالم بأسره”.

            للأسف، فإنها تستمر في مقال نشر على الانترنت اليوم، “الغرب هو فقط في بداية إدراك خطورة المشاكل التي يشكّلها النظام الروسي المعاصر للعالم”. وعلاوة على ذلك هناك بعض الإنفعالات الخطابية، والغرب لم يتخذ أي خطوات تضر حقاً ببوتين: في الواقع، تلك الخطوات الّتي اتخذت تعمل فقط على {تقويته} في أعين شعبه (ivpavlova.blogspot.com/2015/07/blog-post_48.html).

            وتقول المؤرخة، يجب على الغرب عموما والولايات المتحدة بشكل خاص إظهار الحكمة والإرادة السياسية لمعارضة فعالة لتحدي الكرملين السياسي الذى يشكله الآن. يجب أن يحد ردها من قدرة السلطات الروسية على استخدام “الجهل والكذب والتضليل” لتعزيز أهدافها.

            لهذا، تقول بافلوفا، “إنه من الأهمية بمكان العثور على ‘المفتاح’ لتغيير سياسة السلطات الروسية الحالية التي تتحمل المسؤولية”، لتقويض “الهوية الموالية للستالينية داخل البلاد، ولتدمير تلك الصورة من عالم البشر الذي يحاول الكرملين تشييده باستخدام القيم والأساليب الستالينية لأفكار السلطة الستالينية العظيمة”.

           وتكمل، للأسف، فإن المحلّلين الغربيّين لم يكونوا للآن على قدر هذه المهمة لأنهم متشبّثون بفكرة أن روسيا كانت على الطريق الصحيح بعد عام 1991 وحتى وقت قريب نسبياً، مع البعض منهم يرون أن المشكلة بدأت مع الحرب في أوكرانيا وغيرهم يعتقدون أنّها كانت مع وصول بوتين إلى السلطة والحرب في الشيشان.

        في الواقع، فإن المشكلة الروسية لديها الآن جذور أعمق من ذلك بكثير. “قلة من المتخصصين الغربيين بشؤون روسيا على استعداد للاعتراف بأن البيريسترويكا (perestroika) كانت عملية مخطط لها من قبل الكى جي بي (KGB) تم توجيهها للاستيلاء على السلطة بهدف خصخصة ممتلكات الدولة” أو أنه “في أغسطس/آب 1991 لم يكن هناك أي ليبرالية ناهيك عن ثورة ديمقراطية”، بل مخطط لعملية رتبت بعناية لشق “قناة” للحماس الجماهيري في اتّجاه الأجهزة اللازمة.

       وتضيف، “اليوم، فإن جميع السياسات الحقيقية للكرملين هي غطاء لمجموعة من العمليات الخاصة”. ومن أجل فهم ذلك، “يجب على المرء أن يفعل ما يفعله المختصون الغربيون وليس ما يريدون: معرفة الطريقة التي  يتبعها الكرملين في استنساخ “الآلية الستالينية للسلطة”.

            “لقد كانت مفاجأة غير مرغوب فيها للرأي العام الغربي حول دراسة الكرملين و’قوى معلوماته’ عن كيفيّة ضعف القادة الغربيين ومدى اقتدارها على إستخدام ذلك في دعايتها”. العاملين في الدعاية في موسكو “لا يهابون الغرب؛ ولديهم ازدراء تجاه ذلك”. اعتقد الغرب انه يجذب روسيا نحو “الحضارة” بعد عام 1991؛ وارتأت روسيا أنّ هذه الفترة تعتبر وقتاً لِ“تجنيد أنصارها المعادين للغرب”.

            هؤلاء الناس “لم يدرسوا فقط نشاط المؤسسات الدولية الغربية ويدمجون أنفسهم فيها بنجاح، ولكنهم اعتمدوا على ترسانة من الخطابة للقانون الدولي وأساليب حروب المعلومات المعاصرة”. ومن بين قادة هذا الرأي، كما تقول بافلوفا، هم فلاديمير سولوفييف (Vladimir Solovyev) وفلاديمير كوليستيكوف (Vladimir Kulistikov)، وناتاليا ناروتشنيتسكايا(Natalya Narochnitskaya) وأدرانيك ميغرانيان (Adnrannik Migranyan) وييغني بوبوف (Yegeny Popov)، وسيرغي ماركوف (Sergey Markov) وغيرهم الكثير الكثير.

            وتواصل بافلوفا، إنّهم متحدون بهدفهم المشترك المتمثل في “إضعاف جذري للغرب وفي المقام الأول الولايات المتحدة، ولتوسيع حدود نفوذهم في العالم، وجعل روسيا كنقطة تجميع لكافّة القوى المناهضة للغرب في العالم”.

            “إن أهم جزء من استراتيجية قوة الكرملين الكبرى هو العملية الخاصة للكرملين بشأن ‘الصراع مع تهديد النازية’. “القوى الروسية في السلطة قامت بنجاح بخصخصة دور مقاتل العالم الرئيسي مع هذا التهديد الذي تم اختراعه” من أجل منع أيٍ كان من رؤية التشابه بين الستالينية والنازية.

            وتقول أن هذه العملية الخاصة تم توجيهها نتيجة لنمو الوعي القومي الذاتي في الجمهوريات السوفيتية السابقة؛ وأوجدت موسكو “جيلاً جديداً من المؤرّخين الرّوس نظمته الإف إس بي (FSB)” من أجل تعزيز الشقاق الوطني بين هذه البلدان.

            وعبر القيام بذلك، فإن العاملين على الدعاية في موسكو لا يؤجّجون وجهة النظر السوفيتية لما بعد عام 1956، ولكن بدلاً من ذلك الستالينية المرتفعة، نافيا وجود البروتوكولات السرية لحلف مولوتوف – ريبنتروب (Molotov-Ribbentrop)، وتعاون هتلر وستالين، ومسؤوليتهما المشتركة في ابتداء الحرب العالمية الثانية في أوروبا.

             وتقول بافلوفا، “في الوقت الحاضر”، “يتّضح كم كان الكرملين و’محاربي المعلومات’ ناجحين في “القدرة على فرض حاضر خطابها على المجتمع الدولي فيما يخص’الصراع مع التهديد النازي’”. العديد يتّخذون خط موسكو بشأن “’المجلس العسكري الفاشي’” في أوكرانيا، والحاجة إلى الصراع مع الفاشيّة في كل مكان.

            وتقول بافلوفا، حتى أن بعض المعارضين للنظام الروسي يقوم بالحديث كثيرا عن مقارنات بين بوتين وهتلر. لكن يعمل ذلك في بعض الأحيان لصالح موسكو: إنّها تتعامل مع الأمور بشكل سطحي للغاية كي يدرك الغرب ما يجب عليه أن يفعله. ويقود البعض إلى الاعتقاد بأن نظام بوتين سوف يذهب من المشهد بشكل سريع ودائم كما حدث مع هتلر.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2015/07/russia-has-reached-its-own-very.html

Share Button