البنية التحتية، السوفياتية وما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي تتداعي، وتهدد مستقبل روسيا، تقول إينوزيمتسيف

الأربعاء 08 يوليو/تموز 2015

البنية التحتية، السوفياتية وما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي تتداعي، وتهدد مستقبل روسيا، تقول إينوزيمتسيف

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

09 يوليو/تموز 2015

           

            ستاونتون، 8 يوليو/تموز – لا مبالاة، وفساد، وإهمال”يتغلغلوا في أهم فروع الاقتصاد الروسي، وهو تطور ينطوي على مخاطر هائلة في مجال الطيران، والطاقة والطرق السريعة”، حسبما يقول فلاديسلاف إنوزمتسيف (Vladislav Inozemtsev)، والذي يمثل تهديداً خطيرا على نحو متزايد على مستقبل التنمية في روسيا.

            وفي تعليق يوم أمس على موقع آر بي كى آريو (RBK.ru)، يقول رئيس مركز موسكو للبحوث لما بعد المجتمع الصناعي، ان هذه العيوب لا تؤثّر فقط على الأشياء الموروثة من الحقبة السوفيتية التي ما زال الاقتصاد الروسي يعتمد عليها ولكن أيضا تلك التي شُيّدت منذ ذلك الحين، والتي لا تعتبر جودتها أفضل (daily.rbc.ru/opinions/economics/07/07/2015/559a86919a79472ad2d31d2a).

                وتقول إنوزمتسيف إن معظم ذلك يعكس جهود البيروقراطيين ومصالح الأعمال لتعزيز إيراداتهم الخاصة بهم، وهو أيضا نتاج لوجود عدد كبير من الوسطاء الذين لم يسبق لهم أن تحمّلوا المسؤولية عن أوجه القصور في ما يفعلونه. مثل هذه المشاكل هي مستوطِنة في روسيا، لكن في الآونة الأخيرة فإنهم يصيبون “فروعاً أكثر خطورة من أي وقت مضى”.

            عادة، عندما يتحدث الناس عن مشاكل روسيا، فإنهم يشيرون إلى الطرق. ويقول، لا يعتبر ذلك من غير المناسب. يجب أن تنفق روسيا على الصيانة أكثر بكثير من الدول الأوروبية، وبالتالي هي لديها مال متاح أقل لبناء طرق جديدة. تركيا، على سبيل المثال، تنفق 9.5 ضعف أقل على إعادة الإعمار من تركيزها على البناء الجديد، فاسحة المجال لزيادة شبكتها بشكل كبير.

لكن روسيا مضطرة إلى إنفاق أكثر من ضعفي هذا المبلغ على إعادة الإعمار على الطرق الجديدة، وذلك لأن تقنيات طرقها السريعة متخلفة نسبة إلى أوروبا، ولأن المؤسّسات المعنيّة في الطرق السريعة تكسب مزيداً من الأموال عندما يتم إعادة بناء الطرق القديمة مما يكسبونه عندما يشيّدون طرقاً جديدة.

كثير من الناس تقريباً يعتبرون أن ذلك لا مفر منه، ويتجاهلون العواقب الأوسع. ويقول إنوزمتسيف إن على روسيا أن تنفق على النقل أكثر بمرتين أعلى كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي (GDP) مما تنفقه الولايات المتحدة، و“ما يقرب من نصف الضحايا” من جراء حوادث السير يموتون على وجه التحديد بسبب “عدم جودة الطّرق المروّعة“.

ويقول، إنه يوجد موضوع آخر بالغ الأهمية هو مجال الفضاء والنقل الجوي. هناك سلسلة من الحوادث التي تشمل محركات الصواريخ الروسية في العامين 2014 – 2015، “جذبت الانتباه” لهذا الرافد، وخاصة لأنه من الواضح تماما أن الحوادث لا تزال تحدث بسبب المشاكل التي تم تحديدها بالفعل ولم يتم تصحيحها.

ويقول إنوزمتسيف، “لقد بدأت السلطات تقريباً في الحديث عن التخريب والإتلاف”، لكن هذا ليس هو مكمن المشكلة. إن المشكلة تكمن في أنه في هذا القطاع، معظم الشركات هي احتكارية لا تواجه أية منافسة وليس هناك إشرافاً كافياً من السلطات عليها.

إحدى الإحصائيات على وجه الخصوص تقول: تشكل المكونات الروسية 30 في المئة فقط من كافّة العناصر في الأقمار الصناعية والصواريخ الروسية، لكنها مسؤولة (السبب) عن 95 في المئة من المشاكل التي تواجهها. لا توجد وسيلة بديلة يمكن أن تفعل أي شيء، على الأقل على المدى القصير، من غير جعل الوضع أسوأ.

ويكمل أن مشاكل مماثلة تصيب قطاع الطيران. في عام 2014 وحده، كان هناك حوادث طيران عددها 22. وألقي باللوم في معظمها على “العامل البشري”، وهو المصطلح الرّوسي لِ“الخطأ البشري”. ولكن هذا لا يفسر المشكلة تماماً. في كثير من الأحيان، تتحطّم الطائرات أو لا يمكن استخدامها لأن القطع المستعملة فيها لا تعمل أو لا يمكن استبدالها بسهولة.

 ولكن ربما الأمر “الأكثر إثارة للقلق” يتعلق بقطاع الطاقة. لا يقتصر الأمر على أن روسيا تخسر 3،4 ضعف أكثر من حياة العديد من عمال المناجم سنوياً مما تخسره الولايات المتحدة و9،7 مرات أكثر من الإتحاد الأوروبي، لكن في الوقت الحاضر “أكثر من 80 في المئة من قدرة” الطاقة الكهرومائية والبخارية في محطات التوليد تستخدم توربينات بنيت “قبل عام 1980”.

العديد منها غير مخدوم بشكل كافي، والّذي أدّى إلى كوارث أدّت في بعض الحالات إلى خسائر في الأرواح. الوضع فيما يتعلق بمحطات الطاقة النووية ليس أفضل حالاً، خصوصا لأن هناك الكثير من الشركات المختلفة معنية بذلك بحيث ولا واحدة منها من المرجح أن تكون مسؤولة عندما تنشأ المشاكل.

ويقول إنوزمتسيف إن شبكة الطاقة الكهربائية في البلاد أصبحت قديمة وتتساقط. سبعون في المئة من خطوط الكهرباء هي الآن أقدم من عمرها المتوقع، وفي بعض المناطق، هذا الرقم هو “أعلى من ذلك بكثير”. في كالينينغراد (Kaliningrad)، على سبيل المثال، فإن شبكة الطاقة هي في حالة سيئة بحيث لا يمكن ربط محطة طاقة نووية مزمع اقامتها معها دون تطوير رئيسي.

ويقول إنوزمتسيف إن في كل هذه الحالات، وأخرى إضافة لها، نجد “لدى البيروقراطيين جوابا: إطالة عمر المصدر”. لكن يمكن للمرء أن يفعل ذلك فقط طالما أن كل شيء يتآكل. “في ظل ظروف العقوبات التكنولوجية الغربية، والروبل الضعيف، وموارد إئتمان محدودة، سيكون من السذاجة بمكان التفاؤل” وأن يتم تصحيح هذا الوضع في أي وقت قريب.

ولكن حتى في ظل تلك القيود، فإن موسكو تفشل في منع “إيجاد مشاكل مصطنعة تكون قادرة على وقف تطور كامل فروع”  الاقتصاد. وما لم يفعل ذلك، فإن مستقبل روسيا سيظل متردياً بالفعل.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2015/07/infrastructure-soviet-and-post-soviet.html

Share Button