هل جمهورية أخرى ثنائية القومية توشك أن تتفكّك في شمال القوقاز؟

الخميس 9 يوليو/تموز 2015

هل جمهورية أخرى ثنائية القومية توشك أن تتفكّك في شمال القوقاز؟

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

9 يوليو/تموز 2015

            ستاونتون، 9 يوليو/تموز — واحدة من أكثر الطّرق المعيبة الّتي استخدمتها الحكومة السوفيتية كانت سياسة “فرّق تسد” مع الأمم غير الروسية عبر إقامة جمهوريات مع اثنتين من القوميات الفخريّة لأن مثل هذه الترتيبات تضمن أن القوميّتين ينظرون إلى الآخر بمثابة مشكلة وتهديد بدلاً من رؤية موسكو هي المسؤولة.

            في نهاية الحقبة السوفياتية، كان هناك ثلاثة من هذه الجمهوريات، الشيشان-إنغوشيا (Chechen-Ingushetia) وقباردينو-بلكاريا (Kabardino-Balkaria)، وكراشيفو-شركيسيا (Karachayevo-Cherkessia). تفكّكت الأولى في ذلك الوقت، لكن الإثنتين الأخرييْن نجتا لأنهما جزء من قلق أكبر لا يزال يحرّك سياسات موسكو في المنطقة: إبقاء “القوميات” الشركسية غير مجتمعة معاً لعدم تشكيل جمهوريّة واحدة.

            ولو كان لتلك الجمهوريات أن تنهار، فإن ذلك من المؤكد سيؤدي إلى إعادة تنظيم أوسع للحدود في المنطقة حيث أن الشركس — بما في ذلك أديغييا، وقباردي، والشركس — بالتّأكيد سيتطلعون إلى جمهورية قباردا أو شركس منفصلة كنواة لدولة في المستقبل.

           وبسبب ذلك احتمال، فإن البعض على الأقل في موسكو على استعداد تام لأن تساورهم المخاوف من أن يحدث ذلك للحفاظ على البلكار والكاراشاي الأتراك على الخط ومواصلة حملتهم لتقسيم الحركة الوطنية الشركسية، وهي الحملة التي لا تظهر أي علامة على نهايتها خاصة لأن الشّركس يكتسبون المزيد من الدعم في الخارج.

            لكن إذا وجدت موسكو أن من السهل نسبيا الحفاظ على جمهوريات ثنائية القومية في زمن الاتحاد السوفياتي — يمكن أن تعين مسؤولين ليعكسوا “توازناً” عرقياً أرادت من خلاله أن تضمن استخدام المحاصصة – فإن مهمة ادخل الآن تتعقد من حقيقة النظام الانتخابي (winner-take-all)، حيث أن الغالبية المحلية تفوز بأكثر من نصيبها من المقاعد والمناصب، ويتم بذلك تجميدالطرف الآخر.

            ويبدو أن هذا يحدث الآن في كراشيفو-شركيسيا، وللحكم على ذلك من مقال بعنوان “الشركس مستاؤون من سياسات الإنتخاب للسلطات” (The Cherkess are Upset by the Election Policies of the Authorities) في عدد اليوم من صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” (Nezavisimaya gazeta)

(http://www.ng.ru/regions/2015-07-09/2_cherkesy.html).

            كاتب المقال، ألكسندر شابوفالوف (Aleksandr Shapovalov)، مراسل الصحيفة الموسكوفية في روستوف (Rostov) يقول في تقريره يوم أمس، أن محمد شيركيسوف (Mukhamed Cherkesov)، رئيس الأديغه خاسه -البرلمان الشركسي، أعلن ان “وضع الشركس على مدى السّنوات الأخيرة، في الجمهورية قد تفاقم بشكل ملحوظ”.

            وقال شيركيسوف إن “الشركس عمليا غير ممثلين في أجهزة السلطة؛ إن حقوقهم تنتهك في تشكيل حكومة كراشيفو-شركيسيا وغيرها من أجهزة السلطة”. وكدليل على ذلك، يشير إلى حقيقة أن شركسي واحد فقط قد تم التعاقد معه على مدى السنوات الخمس الماضية من قبل النيابة العامّة في الجمهورية.

            وقال الناشط أنّهُ نظرا لذلك، يخطط الشركس لعقد مؤتمر استثنائي للأديغه خاسه (Adyge-Khase) في الخريف القادم. ذلك الاجتماع، وفقا للصّحفي في صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا”، “على جميع الاحتمالات” سيثير قضية استعادة إقليم شركسي منفصل يتمتع بالحكم الذاتي كما كان قائماً حتى عام 1957.

            في الوقت الحاضر، الشركس هم ثالث أكبر قومية في الجمهورية، بعد الكاراشاي والروس. ويبلغ عددهم حوالي 60،000 نسمة حيث أن “الأغلبية منهم يعيشون بشكل مكثّف في أراضي مقاطعتي خابز (Khabez) وأديغه حابل (Adyge-Khabl)، وهو نمط تسوية يجعل وضعهم أسوأ وأفضل على حد سواء.

            من ناحية، كما يشكو النشطاء، يمكن للحكومة التي يهيمن عليها الكراشاي وتعمل على التمويل المباشر بالفعل لمقاطعات أخرى حيث الكاراشاي أو الروس هم أكثر عدداً، الأمر الذي يثير غضب الشركس حول ما إذا كانوا غير قادرين على فعل الكثير للتغيير في الآونة الأخيرة.

            لكن من ناحية أخرى، فإن نمط تسوية ذلك يعني أن هناك أساس إقليمي لتحدي الشركس في كراشيفو-شركيسيا؛ وحقيقة أن يكون الأمر قد ذكر في صحيفة روسية مركزية من المؤكد أن يطلق أجراس الإنذار في موسكو، والتي سيكون عليها الآن التوصل إلى استراتيجية جديدة في محاولة لوقف إنبعاث الشركس.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2015/07/is-another-bi-national-republic-about.html

Share Button