النشطاء الشركس على استعداد لطلب الانفصال من كراشيفو-شركيسيا

النشطاء الشركس على استعداد لطلب الانفصال من كراشيفو-شركيسيا

الناشر: أوراسيا ديلي مونيتور

22 يوليو/تموز 2015

الكاتب: فاليري دزوتسيف (Valery Dzutsev)

ترجمة: عادل بشقوي

23 يوليو/تموز 2015

مؤتمر الأديغة خاسه-البرلمان الشركسي، 27 يونيو/حزيران  (المصدر: شركيسيا تايمز)
مؤتمر الأديغة خاسه-البرلمان الشركسي، 27 يونيو/حزيران
(المصدر: شركيسيا تايمز)

يعتزم النشطاء الشركس  في الخريف المقبل استئناف أعمال المؤتمر الاستثنائي للشعب الشركسي في كراشيفو-شركيسيا (Karachaevo-Cherkessia). نوقشت الخطط في اجتماع للمنظمة الشركسية “أديغه خاسه-البرلمان الشركسي”، والذي جرى في مدينة شركيسك (Cherkessk)، بتاريخ 8 يوليو/تموز. ووفقا لزعيم التنظيم، محمد شيركيسوف (Muhamed Cherkesov,)، تدهورت مؤخرا الأوضاع المادية للشركس في الجمهورية بشكل ملحوظ. ومن المرجح أن يطالب البرلمان الشركسي بعودة الجمهورية ذات الحكم الذاتي الشركسية التي كانت قائمة قبل عام 1957. وتقيم الغالبية العظمى من الشركس الذين يقدر عددهم بِ 60،000 في كراشيفو-شركيسيا في منطقتي أديغه حابل (Adyge-Khabl) وخابز (Khabez) من الجمهورية؛ لذلك، وفقا لنشطاء من الشركس، ينبغي أن يكون من السهل تحقيق الفصل (Natpressru.info, July 10).

من غير المرجح أن تستمع موسكو إلى مطالب الشراكسة لفصلهم من كراشيفو-شركيسيا، لأن الشراكسة في الجمهورية هم مجموعة صغيرة نسبيا — حوالي 12 في المئة من عدد السكان — حيث سعت موسكو لتكبير المناطق، وليس تقليصها. ومع ذلك، يمكن للحرمان الذي يمس الشركس في كراشيفو-شركيسيا أن يعمل على زعزعة استقرار الوضع في الجمهورية وخارجها. في حين أن الإثنيين الشركس هم أقلية صغيرة في كراشيفو-شركيسيا، إلا أنهم أغلبية في قباردينو-بلكاريا المجاورة. في الماضي، مرّتْ كراشيفو-شركيسيا عبر حلقة من عدم الاستقرار، حيث اشتبك خلالها الكراشاي — الذين يشكلون حوالي 41 في المئة من السكان، ويشكلون الأغلبية في الجمهورية — والشركس من أجل الزعامة في الجمهورية. ويستحوذ العرقيون الكراشاي الناطقين بالتركية على السياسة في الجمهورية، في حين أن الشركس هم القومية الثانية في كراشيفو-شركيسيا ويحاولون تحسين وضعهم بشكل دوري.

في مؤتمر للأديغة خاسه – البرلمان الشركسي في 27 يونيو/حزيران، زعم نائب رئيس مقاطعة خابز في جمهوريّة كراشيفو-شركسيا، رينات محمدوف (Renat Magomedov)، أن المسؤولين في الجمهورية يتجاهلون احتياجات المناطق التي يسكنها الشركس في كراشيفو-شركيسيا. ووفقا لمحمدوف، يوفر صندوق خاص دعما لجزء كبير من البنية التحتية الاجتماعية لمقاطعة خابز. وأعرب مسؤول المقاطعة عن أمله في أن يساعده النشطاء الشركس على تحسين الاتصال مع المسؤولين في الجمهورية. أديغه حابل هي مقاطعة آخرى يقطنها الشركس في كراشيفو-شركسيا، وهي في وضع صعب مماثل، وفقا لمسؤولين في المقاطعة. وذكر نائب رئيس المقاطعة حاجي-مراد أوتيجوشيف (Haji-Murat Utegushev) في المؤتمر أن مرحلة روضة الأطفال تفتقر إلى المرافق والمدارس تحتاج إلى إصلاحات، والمستشفيات والطرق تتفسخ. ويذكر إن حكومة الجمهورية توفر المساعدة للمناطق غير الشركسية، لكنها تهمل المناطق التي يقيم فيها الشركس. ووفقا لزعيم الأديغه خاسه-البرلمان الشركسي شيركيسوف (Cherkesov)، يشكل التمييز المتفشّي ضد الشركس في كراشيفو-شركيسيا القضية الأوسع نطاقا في الجمهورية (Kavkazsky Uzel, June 29).

مجموعة آخرى من المجموعات العرقية الأصلية في الجمهورية، هي الأباظة (Abaza)، حيث يشكون أيضا من سوء المعاملة من قبل السلطات الإقليمية. الأبازين (Abazins) يرتبطون لغويا بكل من الشركس والأبخاز ويشكلون ما يقدر بنحو 7 في المئة من سكان كراشيفو-شركيسيا. وروى زعيم تنظيم آباظة المدني، جانيبيك كوجيف (Janibek Kuzhev) لوكالة أنباء روزبالت (Rosbalt) أن حكومة الجمهورية تتجاهل احتياجات شعب الأباظة في كراشيفو-شركيسيا وأن مدنهم وقراهم تتلاشى تدريجيا، حيث أن الشباب يتركون منازلهم ويذهبون إلى المناطق الروسية المجاورة وإلى أبخازيا. حتى بعد الفيضانات الأخيرة التي دمرت سبل عيش العديد من الأبازين، ذُكِر أن السلطات لم تمد يد المساعدة إلى السكان المتضررين. وكانت قد أنشئت مقاطعة خاصة بالأبازين في عام 2006 للإهتمام بمصالح شعب الأباظة. ومع ذلك، وفقا لنشطاء من الأبازين، لم تتلق المقاطعة أي إستثمار كافي في مجال البنية التحتية لتعمل بشكل صحيح (Rosbalt, July 9).

كراشيفو-شركيسيا هي الجمهورية الوحيدة في شمال القوقاز التي اختارت أن تفتت نفسها سياسيا إلى حد ما. تأسست مقاطعة أبازين في عام 2006 على أساس من قرى وبلدات الأبازين في مناطق بريكوبانسكي (Prikubansky)، وأوست-جيكوتنسكي  (Ust-Jegutinsky) وخابز (Khabez) بعد أعمال إحتجاج جماعي للأبازين في عام 2005. العرقيين النوغاي (Nogais)، هم شعب آخر ناطق باللغة التركية يشكلون 3 في المئة فقط من سكان كراشيفو-شركيسيا، أنشؤوا مقاطعة خاصة بهم في الجمهورية في عام 2007. مقاطعة النوغاى تتكون من ثمانية قرى فقط، وعدد سكانها حوالي 15،000 نسمة. شعب الأباظة غير راضٍ على ما يبدو عن الوضع الراهن، لأنهم لم يتلقوا شيئا سوى التسمية الرسمية لمقاطعة أبازين. مع تجفيف المصدر الرئيسي — إعانات ترسل من موسكو — لتمويل الجمهورية على ما يبدو (see EDM, June 22)، والنضال من أجل الموارد والتوترات العرقية في كراشيفو-شركيسيا آخذة في الارتفاع.

وعلى الرغم من انخفاض مستوى عرض الأخبار عن كراشيفو-شركيسيا في السنوات القليلة الماضية، شهدت الجمهورية احتجاجات جماهيرية. في الواقع، كراشيفو-شركيسيا هي الجمهورية الوحيدة في شمال القوقاز على مدى العقدين الماضيين التي شهدت الاطاحة الفعلية بالحاكم من قبل المتظاهرين الغاضبين. في عام 2004، بعد أن قُتِل العديد من أفراد عائلات بارزة من الكراشاي على يد علي كيتوف (Ali Kaitov)، وهو زوج إبنة رئيس الجمهورية في ذلك الوقت، مصطفى باتدييف (Mustafa Batdyev)، اقتحم المتظاهرون مبنى الحكومة في شركيسك، ما أدّى إلى هرب باتدييف (Newsru.com, November 10, 2004). مبعوث موسكو الى شمال القوقاز، ديمتري كوزاك (Dmitry Kozak)، تمكن من تحقيق إعادة باتدييف، لكن تمت الإستجابة لمطالب المحتجين إلى حد كبير، مع تلقي مرتكب الجريمة كيتوف حكما بالسجن لفترة طويلة وتنحّى باتدييف في نهاية المطاف من منصبه. وهناك مجموعات عرقية أصغر ينتابها شعور متزايد بانها مهمّشة وهي على استعداد لتحدي الوضع الراهن، بحيث يمكن أن تدخل كراشيفو-شركيسيا فترة أخرى من عدم الاستقرار.

المصدر:

http://www.jamestown.org/single/?tx_ttnews%5Btt_news%5D=44191&tx_ttnews%5BbackPid%5D=7&cHash=304cbc2da181819b37ccb1440067707f#.VbDhHZOqqkp

Share Button