المنظّمات الشركسية الموالية لموسكو تطالب روسيا الآن بإعادة مواطني شمال القوقاز من سوريا إلى وطنهم

السبت 10 أكتوبر/تشرين الأول 2015

المنظّمات الشركسية الموالية لموسكو تطالب روسيا الآن بإعادة مواطني شمال القوقاز من سوريا إلى وطنهم

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

10 أكتوبر/تشرين الأول 2015

            ستاونتون، 10 أكتوبر/تشرين الأول — العديد من المنظمات الشركسية التي طالبت موسكو بأن تسمح لمواطنيها العرقيين بالعودة إلى وطنهم التاريخي من سوريا التي مزقتها الحرب نُظر اليها بعين الريبة والعداء في موسكو، لأنها عارضت بفعالية عقد دورة الالعاب الاولمبية في سوتشي في عام 2014، وهو موقع الطرد والإبادة الجماعية للأمة الشركسية في عام 1864.

            لكن الآن، وفي إشارة إلى الوضع المتدهور على الأرض بالنّسبة للشركس وغيرهم من الفئات من شمال القوقاز في سوريا، فإن المنظمات الشركسية التي تدعمها موسكو والموالية لها ولسياساتها تدعو ايضا الحكومة الروسية لمنح صفة مواطنه لهذه الجماعات ومساعدتهم للعودة إلى ديارهم.

            وتؤكّد هذه المجموعات أن مواطنيها في العرقية يدعمون نظام الأسد وبالتالي السياسة الروسية في سوريا، وهكذا يجري تحدي الكرملين بطريقة أكثر جدّيّة. اذا رفضت الأن منح صفة مواطنه إلى مواطني شمال القوقاز في سوريا، فقد يدفع ذلك هذه المنظمات إلي أيدي المعارضة، وبالتالي توجد المشاكل لنفسها في شمال القوقاز.

            لكن اذا وافقت موسكو، فإن ذلك يمكن في أن يحرم نظام الأسد من بعض مقاتليه الأكثر قدرة، وفي الوقت نفسه من شأنه أن يفتح الباب أمام تدفق أعداد كبيرة من الشركس والمجموعات العرقية الأخرى إلى شمال القوقاز، ما يؤدّي إلى تغيير التوازن العرقي هناك واحتمال تزعزع استقرار الوضع في تلك المنطقة.

            تحدّثت الجماعات الشركسية الموالية لموسكو هذا الأسبوع لمؤازرة حملة القصف التي يشنها بوتين في سوريا دعماً للأسد، لكن في الوقت نفسه قالت بأن موسكو وزعماء الجمهورية يجب أن يفعلوا أكثر بكثير للمساعدة في عودة الشركس وغيرهم من مواطني شمال القوقاز إلى أوطانهم التاريخية (kavpolit.com/articles/bezhentsy_ne_imejut_natsionalnosti-20494/).

            وقال تيمور جوجوييف (Timur Zhuzhuyev)، رئيس منظمة الشباب (Adyge Khase) في كراتشيفو-شركيسيا (Karachayevo-Cherkessia) أنه وجماعته يدعمون ما تقوم به القوات الروسية لأن أعضاء الشتات الشركسي في سوريا يقاتلون إلى جانب قوات الأسد الحكومية ضد المتشدّدين الاسلاميّين.

            وتابع بأنهم ليسوا الوحيدين الذين يقومون بذلك. “فبالإضافة إلى الشراكسة، هناك الكثير غيرهم من ممثلي الشعوب القوقازية الأخرى الذين يقاتلون إلى جانب قوات الحكومة السورية. ونحن لا يمكننا أن نغض الطرف عن ذلك،” لكن في الوقت نفسه يجب أن نساعد أولئك الذين يرغبون في مغادرة منطقة الحرب لِأن يتمكّنوا من ذلك.

            وقال جوجوييف: “أي لاجئ عانى من الحرب، لا توجد له جنسية.” نحن نريد بأن تتعامل جميع شعوب روسيا بتفهّم لوضع مواطنينا اللاجئين من سوريا. الجزء الأكبر من هؤلاء هم من الشركس. لكن هناك كذلك، ممثلين لشعوب أخرى كثيرة من القوقاز… إن جميعهم من مواطنينا.”

                اتّخذ علي أصلانوف (Ali Aslanov) وهو من الجمعية الشركسية العالمية نفس الموقف: “نحن نوافق على موقف روسيا [في سوريا] ومرة ​​أخرى نذكر الجميع بأن غالبية أبناء الشركس هناك يدعمون بشار الأسد. ونطالب بأن تستوعب بلادنا أولئك “الذين أحرقت بيوتهم في سوريا، والذين فقدوا كل شيء، والذين يريدون العودة إلى وطنهم التاريخي.”

            وأشار إلى أنّهُ لا يوجد ما يدعو بأن يكون لأيٍ كان خوفاً من عودتهم، حيث أن الشركس “في جميع البلدان هم مواطنون يحترمون القانون.” إنهم “يعتبرون روسيا وطنهم الأم. وليس للشركس وطناً آخر؛ في كل مكان آخر هم أجانب.” في الوقت الحاضر، هناك 37 من العائدين الشركس في كراشيفو-شركيسيا، وأكثر من 900  في قباردينو-بلكاريا وأكثر من 700 في أديغيا.

            أبو بكر مورزاكان (Abubekir Murzakan) من منظمة (Adygey Khezuzh) في جمهورية أديغييا (Adygey) وألبرت آداموكوف (Albert Adamokov)، وهو ناشط شركسي من كراشيفو-شركيسيا (Karachayevo-Cherkessia)، كررا نفس الأقوال.

         

         في حين أن القليل قد عُرِف عنهم، إلا أن هناك أيضاً داغستايين (Daghestanis) يعيشون في سوريا، حيث عانى البعض منهم من الحرب وحتى من القصف الروسي وهم يريدون العودة إلى ديارهم. وتحدّث شافع أكوشالي (Shafi Akushali)، وهو أحد الذين عادوا من سوريا إلى داغستان في وقت سابق، إلى كافكازسكايا بوليتيكا (Kavkazskaya politika)

(kavpolit.com/articles/severokavkazskaja_diaspora_sirii_nadeetsja_na_ross-20519/).

            وقال أن معظم الداغستانيين في سوريا: هم أحفاد الأشخاص الذين فرّوا إلى هناك بعد الحرب الروسية-التركية التي حدثت في السّنتين 1877 – 1878. وأغلبيتهم الساحقة من الكوميك (Kumyks) وهم من الأجزاء الجنوبية من جمهورية داغستان. و“باستثناء واحد أو اثنين،” فإنّهم الآن إلى جانب روسيا ونظام الأسد.

            ووفقا لأكوشالي، “شكل الشتات من شمال القوقاز كتائب وهي تقاتل ضد داعش (ISIS). وتشمل هذه الكتائب داغستانيين وشيشان وأديغه [شركس]. هناك شراكسة هاجروا إلى أبخازيا وعادوا الآن إلى سوريا حيث قاموا بتكوين جبهة وطنية.”

            وقال أكوشالي  أن الداغستايين السوريين يرغبون كثيرا في العودة إلى ديارهم، وأنه ينبغي الترحيب بهم لأن تجربتهم سوف تساعد على منع الشباب الداغستاني من الوقوع ضحية لدعاية داعش. واضاف “لكن لسبب ما، فإن روسيا لا تعطي الداغستانيين السوريين فرصة للعودة.” إن موسكو لا تقول لا، لكنها تضع العراقيل.

            وقال أكوشالي أنه كان شخصياً يحاول إحضار أقاربه إلى داغستان. لكنه اضاف “إنهم الآن في الأردن. وتطالب دائرة الهجرة الفيدرالية [الروسيّة] بأن يقوم أقاربه بالحصول على تأشيرات من دمشق. لكنهم ولأسباب واضحة لا يستطيعون العودة الى سوريا.” وأضاف أنه يعتقد أن موسكو ستغير من موقفها إذا ناشدتها ماخاتشكالا (Makhachkala) لفعل ذلك.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2015/10/pro-moscow-circassian-groups-now-asking.html

Share Button