يعد جسر كيرش، مثله مثل أولمبياد سوتشي رمزاً للإمبريالية الروسية الجديدة، حسبما يقول كازارين

الأحد 17 أبريل/نيسان 2016

يعد جسر كيرش، مثله مثل أولمبياد سوتشي رمزاً للإمبريالية الروسية الجديدة، حسبما يقول كازارين

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

18 أبريل/نيسان 2016

            ستاونتون، 17 أبريل/نيسان — على الرغم من أن موسكو تواجه صعوبات مالية وكذلك فنية لبناء جسرها لشبه جزيرة القرم المحتلة، فإنّهُ يمكن أن يكون هناك شك في أنها سوف تقوم في نهاية المطاف بإنشائه، وفقا لبافل كازارين (Pavel Kazarin)، لأن هذا الجسر، مثله مثل أولمبياد سوتشي لا يعدُّ مشروعاً مجدياً بل هو حول ثروة شخصية وعظمة إمبراطورية.

            وتلك المقارنة مع سوتشي تشير كذلك إلى آمور خرى: الفساد والإهمال يشاركان في تنظيم هذا الجهد وسيجري التعليق عليه، لكن يتم عموماً تجاهله مع بعض التسرع في إعلان نصرٍ آخر لفلاديمير بوتين، والتكاليف الحقيقية تركت لما بعد، في الموقع وللرّوس الآخرين سيكون قد صرف النظر عنه تماماً.

            في تعليق على صفحة حقائق القرم في موقع راديو أوروبا الحرّة/راديو الحرّيّة (RFE / RL)، جرى نشر تصريح مراقب روسي: “جسر كيرش مثل دورة ألعاب سوتشي الاولمبية. انه ليس مجرد بنية تحتية إلا أنّه رمزاً إمبريالياً حقيقياً،” وبالتالي سيستمر تشييده على الرغم من كل العقبات من أجل إظهار قوة الدولة (ru.krymr.mobi/a/27677728.html).

            كثيرون في أوكرانيا لا يبدو أنهم يفهمون ذلك، حسبما يقول كازارين، ويبدي الشكوك بشكل روتيني حول المشروع نظراً لرخاوة قاع المياه هناك، وكذلك التيارات القوية، وغيرها من الصعوبات الهندسية. “لكن لا أهمية خاصّة لأيٍ من ذلك” نظرا إلى أن “موسكو استولت على القرم وليس وفقاً لمنطق حسابات الميزانية.”

           موسكو “أرادت [القرم] كدليل على العظمة،”  ويتابع: “حيث قارن ملخّص الخسائر من جراء الضم بشكل مباشر وغير مباشر، إلا أن تكاليف الجسر تبدو متواضعة نسبياً.” باختصار، تبدي موسكو نفس المنطق بالنسبة لجسر كيرش مثلما فعلت في سوتشي.

            وللتأكيد، كان ذلك “غريباً” و “غير عقلانياً” لتنظيم دورة للالعاب الاولمبية الشتوية “في سوتشي ذات المناخ شبه الاستوائي … لكن إذا كان لا بد من القيام بذلك، فإنهم شيفعلونه،” حسبما يقول.

            وهذا جزء من قضية أكبر، كما  يشير المعلق. “إن آفاق إتمام هذه البنية التحتية أو تلك في روسيا” لا يعتمد على المنطق للمشروع في حد ذاته، لكن على قوة هؤلاء الّذين هم وراء ذلك وهم الذين سيكونون المستفيدين المباشرين ماليا وعلى دروب المشروع الذي يشير إلى عظمة الدولة الروسية.

            سوف تخفّض موسكو أجور العاملين لديها لكن ليس للمقربين من بوتين الذين سوف يستفيدون من سخاء الحكومة. ويرأس الشركة الرئيسية التي تشارك في بناء جسر كيرش أركادي روتنبرغ (Arkady Rotenberg)، وهو شريك بوتين في ممارسة لعبة الجودو سابقاً والذي لا يزال أحد “الاصدقاء الأقرب” إلى زعيم الكرملين.

            ويقول كازارين ان “تفاصيل السيرة الذاتية،” هي “أفضل دليل على أن المشروع الذي سيكلف 246 مليار [روبل] سيتم تنفيذه حتى الانتهاء منه. لأن ذلك ليس فقط مشروعاً إمبريالياً ولكن أيضاً شخصياً،” تماما كما كان الحال مع سوتشي، وبالتأكيد مع “التاريخ الكلي لضم شبه جزيرة القرم. الذي هو ليس عملا مجدياً، بل شخصياً فقط.”

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2016/04/like-sochi-olympiad-kerch-bridge.html

Share Button