شركيسيا الوطن الجميل

شركيسيا الوطن الجميل

عادل بشقوي

18 (مايو/أيار) 2016

IMG_3735

عادت الذكرى الحزينة لتقرع الباب مرة أخرى. إن الأفعال الشريرةمن المجازر وغيرها من الجرائم التي تم ارتكابها ضد الشركس وغيرهم من قوميات القوقاز – قد تم مراجعتها وفحصها لكشف الوجه الحقيقي للإمبراطورية القيصرية الروسية. لقد أثبتت الحقائق أن الأنظمة الروسية المتعاقبة لم تختلف عن سابقتها الآثمة، كما لم تجر أية مراجعات للسياسات الإجرامية التي ارتكبتها الإمبراطورية الروسية ضد الأبرياء.

إن يوم الذكرى الشركسية -الذي يذكر بيوم 21 (مايو/أيار) 1864- يذكر أيضا بالإبادة الجماعية الشركسية. وتذكر الماضي لا يعني العيش فيه، ولكنه يوجه ويرشد إلى الطريق الذي ينبغي اتباعه من أجل المطالبة باستعادة الحقوق الشركسية المشروعة. ومما يبين ذلك الإنجازات التي تحققت في السنوات الأخيرة، وخاصة فيما يتعلق بالاعتراف بالحقوق القانونية الشركسية، والاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية، والتي سيتم البناء عليها في المستقبل.

إن هناك تشابهًا بين الجرائم المرتكبة بحق الضحايا بغض النظر عن هوية المعتدين؛ يقول جزء من أغنية بعنوان “1944″، والتي فازت في مسابقة مهرجان الأغنية الأوروبية، التي تؤديها المغنية من تتار القرم، جمالا:

“عندما يأتي الغرباء…

يأتون إلى بيتك،

ويقتلونكم جميعاً.

ويقولون:

نحن لسنا مذنبين، لسنا مذنبين“.

لقد شهدت تطورات العام الماضي المزيد من الانتهاكات ضد الناشطين الشركس في شمال القوقاز، وواصلت السلطات الروسية منع الشركس في سوريا من العودة إلى وطنهم التاريخي، بل وتجاوزت السلطات الروسية الحدود الإنسانية المعقولة من خلال مضايقة واحتجاز المواطنين الشركس الذين عادوا من تركيا إلى وطنهم في شمال القوقاز بسبب حيازتهم لوثائق تركية على اثر إسقاط طائرة سوخوي 24 المقاتلة على الحدود التركية-، وطلب منهم المغادرة والعودة الى تركيا.

إن الشركس لا يقبلون اللامبالاة الروسية والعناد تجاه استعادة حقوقهم، والناظر إلى التطورات الدولية -وخاصة فيما يتعلق باحتلال القوات الروسية لشبه جزيرة القرم، واستمرارها في دعمها لما تصفه بالقوات المتمردة في جنوب شرق أوكرانيا، ومحاولات التدخل في منطقة جمهوريات البلطيق- يرى مدى الاستهتار بالآخرين وبالقوانين الدولية.

يجب اعادة الحقوق المغتصبة لأصحابها، ولن يتغاضى أصحابها عن استعادتها مهما طال الوقت.

Share Button