جورجيا تضحّي بالعلاقات مع شمال القوقاز من أجل العلاقات مع روسيا، يقول مختص من تبليسي

الخميس  23 يونيو/حزيران 2016

جورجيا تضحّي بالعلاقات مع شمال القوقاز من أجل العلاقات مع روسيا، يقول مختص من تبليسي

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

23 يونيو/حزيران 2016

ستاونتون، 23 يونيو/حزيران — لم تكن روسيا لتتمكن من تحقيق السيطرة على شمال القوقاز إلا بعد أن هيمنت أو حتى احتلت جنوب القوقاز، وبالتالي، فإن مواقف الدول هناك نحو شمال القوقاز تبقى مثار قلق دائم في موسكو.

ولم تكن أيٍ من دول جنوب القوقاز الثلاث أكثر أهمية في هذا الصدد من جمهورية جورجيا، وهي الّتي طوّرت في عهد ميخائيل ساكاشفيلي (Mikhail Saakashvili) علاقات قويّة مع مختلف القوميّات في شمال القوقاز، وبهذه الطريقة جعلت من نفسها هدفا للعدوان الروسي ضد بلاده في عام 2008.

وفي الفترة التي تلت، جعلت موسكو من الواضح أن أي عودة لعلاقات جيدة بين روسيا وجورجيا سيعتمد جزئيا على الأقل من جانب تبليسي على تقليص اهتمامها ودعمها لشعوب شمال القوقاز. الآن، يبدو أن الحكومة الجورجية الحالية قررت بهدوء الذهاب إلى هذا المنحى.

في مقابلة مع ليلى ناروشفيلي (Leila Naroushvili) في موقع جورجيا أون لاين (Georgia Online)، يشير أليكو كفاخادزى (Aleko Kvakhadze)، وهو متخصص جورجي في موضوع شمال القوقاز، وفي اللغة الشركسية، مع الأسف، إن تبليسي خفضت اتصالاتها ودعمها لشعوب في شمال القوقاز من أجل تملق موسكو (http://apsny.ge/interview/1466453717.php).

ويقول كفاخادزى انّهُ في السنوات السابقة، “عمل مركز ثقافي شركسي ومعهد دراسات القوقاز في جامعة تبليسي الحكومية بنشاط، واعترفت جورجيا بالإبادة الجماعية للشركس، وتم تطوير برامج تعليمية خاصة للطلبة من شمال القوقاز، جنبا إلى جنب مع غيرها من المشاريع”.

“بعض من هذه الأشياء تواصل العمل نتيجة للدّفع الذاتي”، كما يقول؛ “ولكن هذه هي مشاريع قديمة وليست مشاريع للحكومة الجديدة”. بالواقع، ترى الحكومة الجورجية في الوقت الحاضر “أن جورجيا لا ينبغي أن تكون تفاحة الفتنة بين الغرب وروسيا، وبالتالي تسلك السياسة التي لن تغضب روسيا … لذلك، توقفت كل هذه المشاريع”.

ويكمل أنّهُ علاوة على ذلك، فإن تبليسي كانت تتعاون مع أجهزة الأمن الروسية في بعض الأحيان، وكانت الصحافة الجورجية مليئة بالقصص وبأن أناس من شمال القوقاز، من الذين يعيشون فى ممر وادي بانكيزي (Pankisi) في جورجيا يذهبون للقتال مع الدولة الإسلامية (ISIS) ومنظمات إسلامية أخرى في الشرق الأوسط.

ويقول كفاخادزى أن جميع برامج المنح الدراسية لطلاب شمال القوقاز في الجامعات الجورجية قد توقّفت، على الرغم من أنه يشير إلى أن بعض الناس من تلك المنطقة من الذين يستطيعون دفع نفقات الدراسة من جيبهم الخاص ما زالوا يدرسون في المعاهد الجورجية. وفي الوقت نفسه، لا يزال العديدين من شمال القوقاز يأتون إلى جورجيا أويمرون عبرها على الرغم من انتهاء نظام التأشيرات الخاص بهم.

ويقول الباحث الجورجي انه يواصل اجتماعاته مع الباحثين من شمال القوقاز، لكن بشكل اعتيادي في المؤتمرات التي لا تعقد في جورجيا ولكن في تركيا أو في أي مكان آخر. إن أقراننا من شمال القوقاز مهتمين في مثل هذه الاتصالات، وقد “أعربوا عن أملهم” في أن يكون هناك المزيد منها في المستقبل.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2016/06/georgia-sacrificing-relations-with.html

Share Button