استخدام موسكو للقوزاق يؤدي إلى أن يفكر مواطنوا شمال القوقاز في تشكيل “الفرقة الضاربة”، كما يحذر ناشط حقوقي

السبت  25 يونيو/حزيران 2016

استخدام موسكو للقوزاق يؤدي إلى أن يفكر مواطنوا شمال القوقاز في تشكيل “الفرقة الضاربة”، كما يحذر ناشط حقوقي

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة عادل بشقوي

25 يونيو/حزيران 2016

            ستاونتون، 25 يونيو/حزيران — يقول فاليري خاتاجوكوف (Valery Khatazhukov)، رئيس مركز الدفاع عن حقوق الإنسان الإقليمي في قباردينو-بلكاريا، أن دعم موسكو لوحدات القوزاق هو ما دفع البعض في شمال القوقاز للتفكير في تشكيل شرطة أو وحدات عسكرية خاصة بهم على أساس عرقي أو ديني.

            “نحن نعتبر”، كما أعلن في وقت سابق من هذا الشهر في بياتيغورسك (Pyatigorsk) “أنه في روسيا يجب ألا يكون هناك أي تشكيلات مسلحة وقوات شرطة مشكلة على مبدأ قومي أو إثني” لأن ذلك “يتعارض مع الدستور الرّوسي وبالفعل يمكن أن يهدد سلامة أراضيها” (zapravakbr.com/index.php?option=com_content&view=article&id=696%3A2013-07-19-10-08-33).

            وقال خاتاجوكوف انه وزملائه في حقوق الإنسان “يعتبرون أن مجتمع القوزاق هو مجتمعٌ تطور تاريخياً مع ثقافته الفرعية الأصليّة، وتقاليده، وعاداته الخاصة به. ولهم الحق في الاعتماد على دعم الدولة في قضايا مثل الحفاظ على الثقافة والتقاليد تماما كما يفعل أي شعب في شمال القوقاز”.

            “لكننا لا نوافق وبشكل قاطع على ولادة جديدة للقوزاق كطبقة عسكرية ومنحهم مهام الشرطة”، كما يقول الناشط، مضيفاً أنه بذلك متأكّد بأنه لا يعكس فقط وجهة نظره الخاصة به، وإنّما وجهة نظر “العديد من مواطني قباردينو-بلكاريا، بل وسائر سكان شمال القوقاز”.

            ويشير إلى أنّهُ قبل عام 1917، “كان القوزاق شريحة عسكرية متميزة حيث كان لها حقوقا خاصة وسلطة في تنفيذ السياسة الاستعمارية لروسيا القيصرية” وفي هذا الصدد عملوا كأنهم “مجموعة من المتزعّمين للجبليين”، الفريد من نوعهم في شمال القوقاز.

            إن إحياء القوزاق في الطريقة الجارية حاليا، حسبمايقول خاتاجوكوف، يدفع بالكثيرين في شمال القوقاز لطرح سؤال خطير: “هل القيادة الحالية في روسيا تخطط لإهمال الطرق التقليدية في حل المشاكل في القوقاز لصالح استخدام الوسائل العسكرية والعقابية التي كانت متبعة على عهد جنرالات القياصرة؟”

            وتابع أن طرح هذا السؤال قد حرّك الآخرين كذلك. “في الآونة الأخيرة، من بين أولئك الذين يتحدثون علنا ​​ضد تسليح القوزاق يمكن للمرء أن يسمع أكثر من أي وقت مضى دعوات مثل ولماذا لا يجب علينا كذلك أن نستعيد ‘الفرق الضاربة ‘ حيث أنّهُ عمليا، كل شعوب شمال القوقاز لديها تشكيلات مسلّحة خاصة بها؟”

            يشير مصطلح “الفرق الضاربة” (الفرقة البريّة) لفرقة الفرسان القوقازية للشعوب الأصلية التي أنشأها الجيش الإمبراطوري الروسي في عام 1914 لدعم المجهود الحربي لسانت بطرسبرغ. وكانت نسبة تسعين في المئة من الجنود هم من المسلمين من مختلف الجماعات العرقية في شمال القوقاز، على الرغم من أن الضباط كانوا في جميع الحالات تقريبا من أصل روسي أو من قوميات شمال القوقاز المتروّسين على نحوٍ مبالغ فيه.

            اشتهرت وحدات الفرقة لبراعتها العسكرية ولحقيقة أنها على عكس العديد من الوحدات الأخرى في الجيش الروسي، ظلّت وحدات القوة الضاربة كما كان معروفا عنها بشكل غير رسمي موالية للحكومة المؤقتة. وفي وقت لاحق فإن بعض الوحدات المكونة لها ساندت قضية مناهضة البلشفية. ولهذه الأسباب، قام البلاشفة بحلها في عام 1918.

            مناقشات حول الفرقة الضاربة أخذت في الظُّهور في شمال القوقاز في السنوات الأخيرة، وخاصة في عام 2014، عندما تم احياء الذكرى المئوية لذلك التشكيل العسكري في مدن مختلفة في تلك المنطقة. (فيما يتعلق بتلك المناقشات وتلك الاحتفالات، راجع vestnikkavkaza.net/articles/society/62369.html).

            ولخلفية ذلك انظر الى المذكرات المثيرة لسيرجي كورناكوف (Sergey Kournakoff) (السرايا الضاربة {بوسطن، 1935} وحتى الأكثر غنى بالإثارة، رواية يكاترينا بريشكو-بريشكوفسكايا (Yekaterina Breshko-Breshkovskaya) ديكايا ديفيزيا (Dikaya diviziya) (Riga, n.d. 1920s).. والنص الكامل لهذه الأخيرة متوفر على شبكة الإنترنت على موقع fond-adygi.ru/dmdocuments/%D0%91%D1%80%D0%B5%D1%88%D0%BA%D0%BE-%D0%91%D1%80%D0%B5%D1%88%D0%BA%D0%BE%D0%B2%D1%81%D0%BA%D0%B8%D0%B9%20%D0%9D.%D0%9D.%20%D0%94%D0%B8%D0%BA%D0%B0%D1%8F%20%D0%B4%D0%B8%D0%B2%D0%B8%D0%B7%D0%B8%D1%8F.pdf.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2016/06/moscows-use-of-cossacks-leading-north.html

Share Button