نافذة على أوراسيا: السؤال الأهم في روسيا اليوم – ما هي قوميتك

الأربعاء 30 أكتوبر/تشرين الأول 2013

نافذة على أوراسيا: السؤال الأهم في روسيا اليوم – ما هي قوميتك

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

31 أكتوبر/تشرين الأول 2013

            ستونتون 30 أكتوبر/تشرين الأول – يقول كاتب في صحيفة البرلمان الروسي الرسمية ان اليوم “السؤال الأهم” بالنسبة لسكان الفيدرالية الروسية هو “ما قوميتك”؟  وهو سؤال ليس من السهل على الجميع الإجابة عليه، لكن سؤال يُسْأل مع هذا الإصرار أن هؤلاء ذوي القومية المختلطة يُسْتحثوا بانتظام لحمل جوازات سفرهم الداخلية.

            إيحاءات في هذه الأيام منذ الاشتباكات في  بيريوليفو (Biryulevo) أن روسيا تدخل عصر جديد من النزعة القومية  (novayagazeta.ru/comments/60705.html) عادة ما يتم مناقشتها على مستوى السياسات العليا – هل هذا تطور جيد أو كارثي بالنسبة للفيدراليّة الرّوسيّة والرئيس فلاديمير بوتين (profile.ru/article/chem-narod-ni-teshilsya-gosudarstvo-dolzhno-perestat-igrat-na-ksenofobskikh-chuvstvakh-grazh و sovsekretno.ru/articles/id/3880/).

            ولكن زيادة “الحس القومي” في الحياة الروسية له تأثير على سكان ذلك البلد حتى إن لم يتم القبض عليهم شخصيا في صراعات عنف، فإن هناك التأثير الذي يتم بحثه من قبل ناديجدا أرابكينا (Nadezhda Arabkina) وهي المعلقة على القضايا الإجتماعية لصحيفة بارلمنتسكايا غازيتا [Parlamentskaya gazeta]  (pnp.ru/comment/detail/40316).

            في مقال بعنوان “السؤال الأهم – ما هي قوميتك؟” تذكر أرابكينا أن لديها مشكلة خاصة في هذا الصدد: والدها كوري الإثنية ووالدتها من الإثنيّة الروسية. ونتيجة لذلك، هناك فرص متعادلة بأنها يمكن أن تكون “الضحية” من قبل حليقي الرؤوس القوميّين أو المهاجرين من آسيا الوسطى أو القوقاز .

            للإقتناع بذلك، كما تقول، فهي لا تغادر مبناها السكني متعددة الأعراق. بعض الجيران على قناعة بأنها ليست روسيّة، في حين أن آخرين متأكدون أنها كذلك. البعض يحترم التقاليد والاختلافات العرقيّة، لكن البعض الآخر للأسف لا يفعل ذلك.

            لكن العصف القوي في التغطية الإعلامية للاشتباكات بين الإثنيات أدى إلى تفاقم الوضع، مع وعي الناس عن فئاتهم أكثر من أي وقت مضى، هم قلقين بشأن التهديدات من الآخرين، وبالتالي يصبحوا معادين لهم. ليس من المستغرب، فإن بعض النتائج تكون هزليّة إذا لم تكن تتصف بالحزن الشّديد المفجع. كما تشير أرابكينا.

            أحد خريجي كلية الفلسفة في جامعة موسكو الحكومية، والذي كانت والدته ليثوانية، قال لمهاجر في العاصمة الروسيّة منذ فترة ليست طويلة انه ينبغي عليه “الخروج من مدينتي”. وبوضوح “لا يريد أن يفكر في ذلك الآن، لكن أناساً آخرين هتفوا في أوقات أخرى بنفس هذه الكلمات ضد جده و جدته”.

            وفي حالة أخرى، يقول، شخص “نصفه من التتار” ولكنه كان قد عُمّد من قبل والدته الروسية الإثنيّة في إحدى قرى مقاطعة ليبيتسك (Lipetsk) “أصبح فجأة يعبّر عن تمسكه بشراء سلع حلال” ويذهب إلى المسجد، ولكنه لم يكلف نفسه عناء “إزالة الصليب” الذي كان يتقلّده دائماً.

            وفي ثالث حالة أكثر خطورة، شخص من أصل أرمني مقيم في موسكو وهو لم يعش في أرمينيا أبدا ويريد أن يتزوج من امرأة من أصل روسي، لكنه تلقى تهديدات من زوجها السابق، وهو من أصل داغستاني. وتم حل المشكلة عبر الإغتراب ولكن في الوقت الحاضر، الإمرأة الشابة تحمل مسدسا”.

                وبالتالي، تواصل أرابكينا، وهناك الآن “اتجاه” – إلى “البقاء على قيد الحياة” يجب على المرء أن ينضم الى المعسكر القومي الخاص به. بعض من صديقاتها الكوريّات، كما تقول، “اللاتي لا يعرفون أي لغة باستثناء الرّوسيّة” ومع ذلك يتم تجنبهم عندما يعلمون أن زوجها هو من “قوميّة مختلفة”. سيكون من الأسهل، كما قيل لها، إن تصادق أشخاصاً “من الجالية الكورية في موسكو”.

              “في كل صباح منذ المذبحة في بيريوليفو، تدوّن، “لقد سمعت واحداً لا غير: ‘خذي جواز سفرك معك!'” أفراد عائلتها قلقون انّه من دونه، فسوف يتم تحديد هويّتها كمهاجرة غير شرعيّة، وفي الواقع، أوقفها رجال الشرطة، وكثيرا ما طرح عليها أسئلة غير مباشرة للوصول إلى مسألة االقوميّة.

               أحدهم، على سبيل المثال، سألها ما إذا كانت تعيش في موسكو. عندما أجابت بنعم، سألها أين نصب مينين وبوجارسكي، وهو شيء يعرفه كل مواطن. عندما أجابت أنه كان بجانب منصّة المراسم العامة (بلوبنوي ميستو) في الساحة الحمراء، قال الشرطي ان “كل شيء واضح”.

            تقول أرابكينا أن امرأة طاجيكية تنظف شقتها، لكنها تعرف شيئا قليلا أو لا شيء عن حياة تلك المرأة. “كيف يدفع لها؟ أين تعيش؟ كم عدد الأقارب التي تطعمهم مما تكتسبه؟ أنا لست مهتمة. بالنسبة لي، انه شيء يبعث على الراحة والسرور بانها تأخذ نقودي بامتنان وتبتسم في وجهي كما لو كنت قد أعطيتها مليوناً”.

            بالقرب من شقتها، تقول معلقة الصحيفة البرلمانية، هناك مدرسة نصف طلابها تقريبا في الصف الأول ليسوا من العرقيين الروس. وقال المعلم لها أن هناك الكثير من الجنسيات حتى ان المدرسة فيها واحدا من العرقية الألمانية. لكنها قالت بأن أحد الطلاب لا يعرف جنسيته. واضاف المعلم “اعتقد انه طاجيكي أو أوزبكي”.

            يا له من طفل سعيد، تخلص أرابينكا، ” كم هي بسيطة حياته دون هذه المناقشات التي لا نهاية لها حول مسألة القوميّة والفكر القومي.” لكنها تترك الانطباع لما لها وما هو عنها، تلك هي “أهم الأسئلة” وفي المستقبل، ستكون لذلك الطفل كذلك.

المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2013/10/window-on-eurasia-most-important.html)

نقلا عن: موقع الإبادة الجماعية الشركسية على الفيسبوك

Share Button